الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤسسة العسكرية وقصة وطن

محمود خليفة جودة
كاتب وباحث

(Mahmoud El Siely)

2011 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


ما اكتبه اليوم ليس دفعا عن المؤسسة العسكرية المصرية بل هو احققاً للحق وكلمات كتبتها بكل صدقا مؤمنا بما جاء فيها , أن المؤسسة العسكرية هى جزء من نسيج هذا الوطن وكيانه لا تنفصل عنه ولا بقاء ولا مستقبل لهذا الوطن بدونها , اثبتت منذ ثورة يوليو انها مؤسسة الشعب وحامية مصالحة والمدافعه عنه ,وهذا ليس بغريب على مؤسسة ينتمى 90% من ابنائها للطبقة الوسطى , ولسرد قصة هذه المؤسسة منذ ثورة يوليو فأننا نحتاج لإصدار وكتابه العشرات من الكتب , فالضباط الاحرار هم الذين حملوا على عاتقهم تطهير الوطن من الفساد والاستبداد والقهر الاجتماعى الذى كان موجود, جاءت بعد حرب 1948، والهزيمة المهينة التي لاقتها الجيوش العربية و تصاعد في حركة الإضرابات العمالية بشكل غير مسبوق وانتفاضات فلاحية في أراضي كبار الملاك, وجاء حريق القاهرة فى 26 يناير 1952 ليكرس ويزيد من اصرار الضباط الاحرار على الاطاحة بالملك من الحكم , فلقد حمل الضباط الاحرار على عاتقهم مسئولية تطهير الوطن فاعدوا وخططوا كانوا مدركين لما يمكن ان يلقوه من مصير محتوم لو فشلت ثورتهم إلا انهم لم يتوانوا للحظات عن خدمة هذا الوطن , لقد استطاع عبد الناصر ورفاقه من ابناء المؤسسة العسكرية ان يخلصوا البلاد من الملك ويفتحوا لمصر ويمهدوا الطريق إمام البناء وتحقيق العدالة الاجتماعية, أن الواقع والتاريخ يدحض مقولة البعض الذى يصف ثورة يوليو بالانقلاب العسكرى فهى ثورة جيش أيدها الشعب ووقف بجوارها كان الدعم الرئيسى لنجاحها , لقد انجزت ثورة يوليو للعرب لا للمصريين فحسب الكثير والكثير , فعمدت على تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال مشروع عبد الناصر الذى قام على مجانية التعليم وقوانين الإصلاح الزراعي وعملية التصنيع والنهضة والحوافز والأرباح التي حازها العمال , وكان الأنجاز الأهم والاعظم للثورة هو اخراج اخر جندى انجليزى من على الأراضى المصرية والغاء الملكية واعلان الجمهورية , فقد كان للعسكر الدور المحورى فى ثورة يوليو وما بعدها وأن ما يمكن لنا أن نخذه على ثورة يوليو هو عجزها عن تحقيق الديمقراطية والحرية السياسية , تلك هى أول السطور من قصة المؤسسة العسكرية مع الوطن تلك السطور التى كتبت بحروف من نور فى أكتوبر 1973م حيث إعادت القوات المسلحة المصرية للمصريين كرمتهم أمام العالم عندما أذلت جيش إسرائيل صاحب الإدعاء الكاذب بأنه جيش لا يقهر ,فقد سألت دماء ابناء الجيش المصرى على بقاع سيناء الطاهره لتحكى لنا أجمل وأروع صور التضحية والولاء للوطن , لم تنتهى فصول القصة بعد فهى قصة مستمرة تحكى أروع المشاهد والمواقف التى ظلت فيها مؤسستنا العسكرية درعا وسيفا لهذا الوطن , وكعادته لم يخذل الجيش الشعب ففى ظل ثورة الخامس والعشرين من يناير جاء البيان الأول للمجلس العسكرى ليؤكد على وقوف الجيش بجانب مطالب الشعب ووصفها بالمطالب المشروعة ليعلن بذلك وقوفه بجوار ثورة الشعب ضد نظام مبارك , فلم تفعل كما يفعل الآن الجيش السورى أو الجيش اليمنى أو الجيش الليبى , بل كانوا خير أجناد الأرض عند وعدهم ابناء مخلصين لوطنهم فهم جزء منه لا يتجزاء فلم تخرج رصاصة واحدة ضد الثورة , بل دعمها الجيش وساندها وحمل على عاتقه أعظم أمانة وهى قيادة مصر إلى بر الأمان فى ظل ما تشهده وشهدته من أحداث , قد يختلف البعض منا مع بعض ما يقوم به المجلس العسكرى من تصرفات وتباطىء فى العديد من المواقف ولكن يا بنو وطنى هذا لا يجعلنا ننقلب على جيشنا علينا أن نعى الدرس جيدا وأن نساعد الجيش على المرور من عنق الزجاجة بأسرع وقت وتسليم مصر لسلطات منتخبة من قبل الشعب , وفى النهاية أقول " وما دام جيشك يحمى حماك ستمضى إلى النصر دوما خطاك " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: الكوفية الفلسطينية تتحول لرمز دولي للتضامن مع المدنيي


.. مراسلنا يكشف تفاصيل المرحلة الرابعة من تصعيد الحوثيين ضد الس




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. برز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية بشأن الحرب الإسرائيلية




.. غارات إسرائيلية على حي الجنينة في مدينة رفح