الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وصول ال سلول الى الحكم في السعوديا - الجزء الاول

محمد السينو

2011 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لقد أعلن عبد العزيز نفسه "ملكا للحجاز ونجد" ولكنه تراجع حينما ثار قادة جنده "فيصل الدويش وابن بجاد وأهل نجد" فأعاد النظر وأعلن نفسه هكذا (ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها!) لان المعارضة في نجد كانت أقوى منها في الحجاز الذي سحقه سحقا هذا شئ، والشئ الثاني كون آل سعود يعتبرون الدرعية هي حائطهم المبكي في نجد الاكثر قداسة من مكة وان بلاد "المسلمين" هي الدرعية وتليها الرياض وما عداها بلاد الكفار! والكفار الذين لا يدينون بدين آل سعود! وحينما مات عبد العزيز في الحجاز أوصى أن لا يدفن في الحجاز لانها بلاد الكفار فنقل من الطائف إلى الرياض مقبرة العائلة المالكة!
قال "العطار" عن "عبد العزيز": (اهل هلال المحرم من سنة ١٣٤٣ وأخذ حجاج بيت الله الحرام يغادرون الحجاز إلى اوطانهم وفي العاشر منه خلا الحجاز من الوافدين جميعا فحان الوقت الموعود للغزو السعودي واجتمعت الجيوش بالرياض واستعدت له أكمل استعداد، كما أن جيشا آخر سعوديا مع "بتربة" تحفزا للوثوب وقبيل أن ينتصف محرم تلقى خالد بن لؤي هو ابن عم الشريف حسين بن علي، تمكن الانكليز من اغرائه لصالح الاحتلال السعودي، فقاد الجني السعودي لاحتلال الحجاز، فارتكبوا ابشع المجازر!.
اجتاز هذا الجيش حدود الحجاز واحتل أول ما احتل قلعة كلاخ ثم احتل الاخيضر، فانضم إليه بعض "الشرفاء" ١ من بني الحارث ورجال من ثقيف، وأخذوا يحتلون القرى ويقاتلون القبائل التي تمتشق الحسام للدفاع حّتى أشرفت على الحوية ٢ صباح السبت الموافق غرة صفر سنة ١٣٤٣ ه ١ سبتمبر سنة ١٩٢٤ م.
وتوافدت الاعراب إلى جيش "الشريف" خالد بن لؤي (السعودي) والتحقوا حّتى امتلأت البطاح، بطاح الطائف وسهوله وضواحيه وبذلك وصل الجيش السعودي إلى أكثر من / ٥٠٠٠٠ / وروع البلد الجميل بالقذائف المتفجرة فتداعت البيوت القديمة وتطاير فوق جوه الحالم البديع الرصاص كشرر جهنم. وعلا صراخ الاطفال وعويل النساء وبكاء الرجال خوفا على أفلاذ الاكباد وعلى الارواح، فهم لم يشهدوا الحرب من قبل وهم الآن سيشهدونها بل بدأوا يشهدون فصولها المتوحشة البدائية وأيد ما يرون ما سمعوا من قبل من أن الحرب عمياء جارمة جائرة تساوي برئ الذيل بالمجرم فيا ويل المدنيين منها ومن لظاها!…انهم ينظرون من الثقوب فيرون الاخوان الوحوش والاعراب يملؤون البطاح ويطوفون بالسور والسيوف تتدلى كأنها تهتز من طرب بما تحتسي من دماء هي رحيقها الذي فنيت في طلابه. وفي أيديهم البنادق يجثم الموت على أفواهها وكأنه من سبغه جاث على ركبه فاغر فاه ينتظر الطعام… وما طعامه الا أجساد أبناء آدم الاشقياء!. التعساء!. الابرياء!.
قد تخلى عنهم النصير ولكن لم يتخل الله عنهم! فهو ناصرهم ومجيرهم!.
فهذا أمير الطائف الشريف شرف بن راجح، وهذا وزير الحربية صبري باشا، وهؤلاء الجنود وهؤلاء "الشرفاء" والموظفون وأسرهم يغادرون الطائف قبيل مغرب يوم الجمعة تحت حماية المدفعية التي أخلت لهم السبيل وأبعدت عنهم الاعداء ويسلكون الطريق إلى الهدى زاعمين أنهم يريدون الانضمام إلى الامير علي هناك وتعزيز مراكزهم الدفاعية. ولكن لماذا اصطحبوا أسرهم ان كان القصد الدفاع وحده والانضمام إلى جيش الهدى!.
لقد أخلوا البلدة وتركوا الاهلين بها بحجة "أنهم لا يريدون تعريضها للدمار فبعدوا عنها حّتى يكروا عليها وينقذوها من يد الغزاة" ولكنهم جهلوا أو تجاهلوا أنهم عرضوا الناس للنوى والقتل. خلت المدينة فلا تسمع الا همسا وتدفق الغزاة إلى الداخل كما تدفق الاعراب الطفيليون معهم وهم يهتفون هتافات عالية قوية يشقها أزيز الرصاص المنطلق من البنادق والرشاشات في الفضاء.وقد وجد البدو ممن لهم ثارات عند الاهلين فرصة نادرة للانتقام فزحفوا إلى بيوتهم واقتحموها عليهم وقتلوهم شر قتلة تشفيا منهم، وهتكوا أعراضهم، وبعد أن ذبحوهم وضعوا رقابهم في حنفيات الماء والصهاريج فشربوا من دمهم وتوضأوا بالماء الملوث بالدماء البريئة وصلوا!…
ولم يكلفوا أنفسهم عناء استلام الاساور الذهبية من أيدي النساء الممدة بل قطعوا أيديهن وأرجلهن ولبس "الاخوان" الحلي وهذه الاساور بأيديهم ووضعوا القلائد الخرزية والذهبية في رقابهم كي لا تعيقهم عن بقية النهب والقتل وهكذا "دخل سلطان الدين السعودي " أي سلطان بن بجاد البلدة وأخلاها من السكان المدنيين وحشدهم كلهم في حدائق شبرا وقصرها العتيد، وكان النساء سافرات لاول مرة في هذه البلاد وكن مع الرجال ومكثوا أياما بلا طعام ولا ماء .
وحينما أراد عبد العزيز الصاق هذه الجرائم بقائد جيشه ابن بجاد رد عليه ابن بجاد في مجلسه في مكة أمام الحاضرين من أهل الحجاز بقوله: (أنت الذي أوصيتني يا عبد العزيز أن أقتل البرئ ليرضخ العاصي وان أفتك بلا رحمة حّتى تكل السيوف من رقاب أهل الحجاز الكفار! فخرس عبد العزيز لهذا الرد.
لقد أرجف بالناس في مكة لفظاظة الجند السعودي وسفكهم للدماء وبدأ الطابور الخامس السعودي الانكليزي ينشط في الحجاز ويرجف بالناس ويفتك كالمكروبات و بما أن الشعب الحجازي بأجمعه الواقع الان في الفوضى العامة بعد فناء الجيش المدافع وعجز الحكومة عن صون الارواح والاموال، وبما أن الحرمين الشريفين خاصة وعموم البلاد مستهدفة لكارثة قريبة ساحقة وبما أن الحجاز بلد مقدس يعني أمره جميع المسلمين.
أن فكرة الملك حسين بالرغم مما بها من شوائب رجعية كانت أصوب من أفكار أعضاء "الحزب الوطني" فقد كان حسين لا يريد التنازل أبنه "علي" لأنه مثله كما يقول بينما يصر هؤلاء الاعضاء على تنازله أبنه "علي" وكان بامكانهم لو كانت لديهم أكفارا وطنية ولا أقول إسلامية أو تقدمية أن يجعلوا الحسين يتنازل إلى واحد آخر يختارونه كرئيس للجمهورية لا كملك، يستبدلونه بملك!… يهودي، لكنها أفكار جون فيلبي التي خدعهم بها، ووساوس "الوهابي" العميل محمد نصيف…
تنازل الحسين يوم ٤ ربيع الأول وطلب في الخامس منه أن يأتي من يقبض زمام الامر في مكة ليتوجه إلى حيث "يختار الله له المقام" على حد قوله وسافر علي إلى مكة في ٦ ربيع الأول وبقي الحسين إلى يوم ٩ ثم سافر إلى جدة واعتزل الناس، وفي يوم ١٦ ربيع الأول أبحر وودعه رئيس ديوانه السيد أحمد السقاف وصديقه الشيخ محمد الطويل ولم يشأ أن يودعه ابنه علي، فأقله يخته "الرقمتين" إلى العقبة… وقد سعى رشدي "باشا" لدى الملك فؤاد ولدى رئيس الوزارة المصرية سعد "باشا" بأن يسمحا لملك الحجاز بأن يسكن مصر فأبيا خشية من حدوث مالا تحمد عقباه من الانكليز، وهذا ما يكشف زيف زعماء الاغنياء والمرتبطين بالاستعمار حّتى وان تظاهروا بالوطنية…
المندوب السامي في مصر كان من أعضاء "المكتب العربي" وكان هذا المكتب يؤيد الاشراف.. أما "المكتب الهندي" الذي يسيطر عليه الصهاينة أمثال السير برسي كوكس فكان يؤيد آل سعود…
رفض الانكليز أن ينزل الشريف حسين لدى ابنه عبد الله في الاردن حينما مر بالعقبة إلى منفاه ورفضوا أن يذهب إلى سوريا أو العراق، وهكذا حدد الانكليز اقامته في العقبة قبل نفيه إلى قبرص، كل ذلك ارضاء لعبيدهم الاذلاء آل سعود.ولم يكتفوا بذلك، بل ضايقوه في قبرصبعد نفيه مضايقة شديدة، من ذلك أن الانكليز حرضوا طباخ الحسين أن يقيم الدعوة في المحكمة ضد الحسين وزوجته، وما دري الحسين وزوجته إلا حينما أبلغه الشرطي دعوة لحضور المحكمة قبل ساعتين من المحاكمة، فساقوه وزوجته بتهمة مزعومة تقول: ان زوجة الحسين اقتطعت من راتب الطباخ ربع جنيه استرليني!… ورغم كذب هذا الادعاء إلى أن الحسين قال للطباخ: (لو أخبرتني بهذا الامر "الخطير" لدفعت لك الربع جنيه قبل أن تطع كلام الانكليزي الذي حرضّك ضدي اكراما لأبن السعود ولكوني رفضت التوقيع باعطاء فلسطين لليهود، وهاهو لك مني جنيه مقابل الربع جنيه وخرج من المحكمة وزوجته يلعن الانكليز وعميلهم ابن السعود… وبعد ذلك اغتالوه بالسم عن طريق هذا الطباخ اليوناني الذي اجبره الانكليز على احتوائه بالرغم من رفض الحسين له بعد تلك الشكوى، وبالرغم من قول الحسين: "انني لا أحتاج إلى خدم فساخدم نفسي بنفسي"، لكنهم رفضوا…
وأي "تكريم" حصل لمكة المكرمة؟ هرع الناس من الطائف إلى مكة، وانتشرت قبلهم أخبار راعبة مقلقة أن "الاخوان السعوديين" أو المديّنة ١
قسات غلاظ، بل نشرتها الحكومة الهاشمية في الجرائد باحرف بارزة مذبح الطائف حّتى خافت مكة كلها وزادها هلعا القادمون من الطائف فقد كانوا يروون اخبارا وحشية غريبة مخيفة مريعة، وبدت العاصمة المقدسة كمأتم تشترك فيه الامة كلها ففي كل حي بكاء وقراءة على أرواح الشهداء، وفي كل دار استعداد للسفر، بل جلا عن مكة الاغنياء واسرهم وأخذوا معهم أموالهم وكان أول الجالين بقايا المصطافين في الطائف لأنهم جزموا أن الاخوان والبدو السعوديين سيفعلون بمكة ما فعلوه بالطائف من مجازر رهيبة فهربوا إلى جدة. كانت طريق جدة كالمحشر، أطفال ونساء ورجال وصبيان يحملون الطعام
والنقود وما غلا ثمنًا وخف وزنًا، وكلهم يحث السير إلى جدة "هربا من وحوش آل سعود". كان أهل مكة يطلقون على هؤلاء الغزاة لفظ الاخوان والمدينة. الاخوان دخلوا مكة ونهبوها وهاهم يتعقبون الفارين ومضت أيام ومكة حزينة مرجفة خائفة وازداد خوفها عندما تنازل الملك الحسين وبارحها إلى جدة ومنها إلى العقبة. ولقد تسللت مجموعات كبيرة من الاخوان بطرق خفية… وساد القلق والاضطراب والاشاعات المركزة التي يلهبها الاتباع السعوديين… ومضى على مكة بعد مغادرة الملك علي يومان كانت في خلالها فريسة لقلب عاصف شديد ووجد الفرصة كل طامع ومجرم واثيم من الاخوان واتباعهم ونهبوا بعض مراكز الحكومة وقام بدور من"اخوان مكة" بالنهب والسلب. وكان بعض الاعراب من الغطغط "الاخوان السعوديين" في الاسواق يسألون أهل مكة: أين بيت خيشة؟ ولكن المكيين لا يعرفون أحدا يكنى هذه الكنية!، فكانوا يجيبون: لا نعرف، وأخيرا عرفوا صاحب هذه الكنية، عرفوا أن هؤلاء سموا الحسين "أبا خيشة" ولكنهم أجلاف وكفى!.
كل ذلك حدث بعد الاحرام والطواف والسعي!… ليتأكد من ذلك أنه لا ايمان لهؤلاء الجنود بدين أو مثل"… بل رأوا المرايا الكبيرة فظنوها لاول مرة ما يشبه البيت أو الغرفة بها اناس حينما راوا صورهم بها فحطموها ثم ظنوها سحرا كما خيل اليهم أن في الساعة شيطانا يهمس وذلك حينما يسمعون دقاتها. لقد أطلقوا الرصاصعلى صورهم المنعكسة في المرايا حينما رأوا البنادق التي يحملونها اليهم!… وهذا ما يثبت همجية موجههم ابن السعود وهمجيتهم من بعده"!…
لقد كان الكابتن جون هو المحرك الأول خلف خالد بن لؤي وسلطان بن بجاد وكان أول من دخل مكة وهو الذي كتب هذه الرسالة إلى
قناصل الدول.. كما كان المحرك لذلك الوفد "الجدّاوي" لربط المعلومات بين قادة الجيش السعودي والطابور الخامس… لقد لعب جون فيلبي وقنصل بريطانيا في جدة الدور الأول باقناع قناصل الدول الاستعمارية لتأييد الاحتلال السعودي، وأيديته دولهم بينما رفض القنصل السوفييتي عبد الكريم حكيموف توقيع مثل هذا التأييد، كما لم يؤيد حكيموف الاحتلال السعودي حينما اتصل به القنصل البريطاني الذي طلب منه التوقيع. يتبع .........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة