الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عروس الثورات، الثورة السورية

عوني الداوودي

2011 / 9 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي



لماذا هذه المكانة البارزة للثورة السورية في الوجدان، وفي أدبيات الثوار والأحرار في العالم، وما بين الثورات العربية !!؟؟ ... طالما أن الدكتاتوريات لا هوية لها وجميعها تنتمي لعائلة الطغيان الكريهه، حسب ما علمتنا كتب التاريخ، والإستبداد هو نفسه مهما تسربل بجديد الديماغوجية، وكل سلطة مفسدة، والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة، على حد قول المؤرخ الإنكليزي " لورد أكتون " ... وما نالته المجتمعات الشرق أوسطية على يد حكامها تعد من المراحل والفترات المظلمة في مسيرة التاريخ البشري، لا على التعيين سواء في العراق أو سورية، أم في مصر، أو باقي البلدان العربية، إلا في حالات نادرة، وبشكل نسبي، بنسبة دموية و وقاحة هذا الحاكم عن ذاك.
لكن. لماذا الثورة السورية بالذات ؟ ذلك أن النظام السوري أبرع وبشكل ملفت للنظر بالخباثة والكذب وقلب الحقائق مصحوبة بقمع وحشي متميز لم يضاهيه قمع في المنطقة، إلا في نظام حكمه التوأم، وأعني حكم البعث في العراق.
كما أن الموقع الجيوبولتيك لسورية تاريخياً أعطتها ميزة اللعب بأكثر من ورقة ضمن محيطها الإقليمي والدولي، فلهذا ليس من السهل على الشعب السوري الحصول على دعم دولي مباشر كما حصل وما رأيناه في ليبيا، دون دراسات وخطط مرسومة بدقة لما بعد نظام الأسد.
وأن النظام السوري كان السباق، أو بالأحرى النظام الوحيد الذي إستطاع توريث الحكم في بلد نظامه جمهوري بدون أي ضجة تذكر ، وأن دل هذا على شئ، أنما يدل على مدى تحكم قبضة النظام على مفاصل الدولة والمجتمع السوري، والتي بدورها تعطينا صورة واضحة عن طبيعة هذا النظام العائلي، أو المافيا العائلية حسب توصيف الكاتب السوري الدكتور محي الدين اللاذقاني.
وأن هذا النظام يمتلك أثنتي عشرة جهاز أمن ومخابرات وإستخبارات، تتجسس على بعضها البعض، وفي نفس الوقت دُربت وأُهلت بعناية فائقة لتحصي أنفاس الشعب السوري، وعلى مدى أكثر من أربعة عقود إستطاع هذا النظام المافيوي القضاء على كل أشكال التذمر والمعارضة، بالحديد والنار، والتصفيات الجسدية، والتغييب في السجون، والخطف من البيوت والشوارع، ويكفي القول أن الآلاف من السوريين واللبنانيين المفقودين منذ عقود في سوريا ولليوم لا أحد يعلم ما حل بهذه الجموع البشرية على يد أجهزة هذا النظام.

كما برع أيضاً بترويض بعض النخب المثقفة للسير في ركابها، وخداع البعض الآخر من المثقفين السطحيين تحت شعار محاربة العدو الإسرائيلي، والجولان المحتل، وتحرير فلسطين وعاصمتها القدس وما شابه ذلك من خطاب ثورجي فارغ، والحقيقة التي لمستها الشعوب العربية في ربيع ثوراتها أن هؤلاء الحكام وعلى رأسهم النظام السوري كانوا بمثابة الحارس الأمين لوجود وديمومة إسرائيل.
والترويض شمل أيضاً شرائح ليست بالقليلة من المجتمع السوري بالترغيب والترهيب، وأن هذا النظام له أطراف إختبوطية تلعب بمهارة في جميع دول الجوار السوري، لا سيما في لبنان والعراق، وله باع في تضليل الرأي العام، كما له تحالفات قوية وأستراتيجية مع النظام الإيراني الذي يُعتبر من اللاعبين الرئيسيين في منطقة الشرق والأوسط.
إضافة إلى إتفاقات عسكرية على المدى الطويل مع روسيا الدولة الدائمة العضوية في مجلس الأمن، والتي أجهضت حتى هذه الساعة أي قرار أممي يمكن له الحد من بطش هذا النظام ضد أبناء شعبه العزل.
تُعتبر الثورة السورية من وجهة نظري، عروس الثورات، ذلك أنه قل لشعب أن يصمد ويستمر في ثورته أمام جبروت جلاوزة النظام، وشبيحة غلاض قساة عديمي الضمير والإحساس، لا يتورعون بإتيان أشنع الأفعال الوحشية لقاء فتات موائد أسيادهم، هذا الشعب يقابل الرصاص بالموسيقى والغناء، ويودع شهدائه بالتصفيق والهتاف، شعب تبنى سلمية الثورة شعاراً وممارسة.
إنها حقاً عروس الثورات
بوركتم أيها الأحرار ... آن لكم قبر سوريا الدولة المافيوية، وإحياء سوريا التاريخية، سوريا الحضارات، وشعبها المعطاء الكريم الأبي الذي قال كلمته ... كفى، ولا ... للدكتاتورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إذن وداعاً
راجح الشيخ ( 2011 / 9 / 16 - 08:33 )
إذن وداعاً يا حوار يا متمدن يا رفاق


2 - رد بسيط
محمد ماجد دَيٌوب ( 2011 / 9 / 16 - 09:29 )
يبدو ياسيد عوني أنه لديك تلسكوب أعظم من هابل إذ يبدو من مقالك أنك تعرف سوريا وما يجري فيها أكثر ممن هم على أرضها أرجو أن تسلم لي على جارك ولى ما يبدو أنه صديقك فداء طريف السيد الذي لوالده أياد بيضاء في ذبح السوريين في العام 1980

اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال