الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجباء و لكن خنازير

أحمد أوحني

2011 / 9 / 16
سيرة ذاتية



أعود كل مساء منهكاً من العمل ، أتمدد على سريري للراحة ونية النوم ولو قليلاً . ولكن ما هذا الشئ الذي يقتحم ويشق علي وحدتي ؟ إنها أفكاري فأحاول أن أتدارى منها ، ثم أستسلم لها لتأخذني إلى زمن الماضي .

أراني طفلاً صغيراً بين أقراني ، نحمل ملابس عادية ، في الغالب سراويل رخيصة وجلابيب صوفية ، وأحذية بلاستيكية نتنة . أيام الجُمع والآحاد نكون أحراراً من المدرسة ، نظل نقفز ونتسلق الشجر بحثاُ عن وُكنات وصغار الطيور ، ثم نلعب الكرة البلاستيكية ولعباً أخرى متنوعة من ابتكار وصنع أيادينا ، رائحة العرق تفوح منا وتزكم الأنوف على مسافات .

أما خلال أيام الدراسة ، نحمل محفظات جلدية خفيفة فيها كتابان :
- اقرأ بالنسبة إلى اللغة العربية
- Bien lire et comprendre بالنسبة إلى اللغة الفرنسية ، وأربعة دفاتر من فئة أربع وعشرين ورقة ، ثم أدوات وملزمات قليلة ، لا أريد أن أنسى المنشفة الورقية حيث كنا نستعمل الحبر في الكتابة.
داخل الفصل الدراسي ، كانت دائماً تدور حروب المنافسة ، الفائز فيها من تتاح له فرصة المحادثة والإجابة . لا أزال أتذكر معلميّ وأساتذتي بأسمائهم وصفاتهم ، بل حتى مساكنهم ، نعم المدرسين ، أي عمل وأي هندام ذاك !!!. اللهم عاف من لا يزالون أحياءً وارحم من رحلوا إلى الدار الأخرى .

كنت دائماً أحظى بشرف العقاب "العصا" حيث كنت أجلس مباشرة قبالة مكتب المعلم ، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالشكل والإعراب أيام الخميس صباحاً . إلا أنني كنت أسترق السمع من حين لآخر من ضيوفه ، حصل أن حضر أحد المفتشين في أحد الأيام ، وعند نهاية الحصة تحدث هذا الأخير إلى المعلم وقال له : " تلاميذك نجباء ولكنهم خنازير ". نعم كنا غنيي المعارف والمعلومات و ... ولكن لم نكن كما قال السيد المفتش .

تُرى ، ما هو هذا الشئ الذي يجعلني أعود إلى الماضي ؟ أهو الحنين إلى مدرسة الماضي ، أم إلى ماضي المدرسة أم إلى الماضي في شموليته ؟ لن أجيب ... لست وحدي من تسافر به أفكاره إلى هناك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلوب الأدبي البديع
محمد بنعلي ( 2014 / 10 / 1 - 00:55 )
اطلعت على بعض مقالات اساذنا الفاضل احمد اوحني فوجدتها عذبة في معانيها، سلسة في الفاظها ،جميلة في اسلوبها ،تنفذ الى اذهان قرائها بسرعة, لا يحال بينها وبين الفهم تكلف ولا تصنع ,اذ تتميز بأسلوبها الأدبي البديع الذي يجعل القارئ يحس وكأنه يطلع على حاله ، و يبصر واقعه ويسمع مناجاته ويتذكر ماضيه ، و ويشعر بما يدور في خلده .
انها مقالات تنبئك عما يتصف به صاحبها من خصال فهو من خلاها يتصف برأي قويم ،وحكم سديد يذكر الفضائل ويرغب فيها ويكره الرذائل وينفر منها بأسلوب بديع وموثر في متلقّيه .
يحنو على الضعفاء و الفقراء و البؤساء ، و يكره المترفّعين عن الناس المتكبّرين الذين تضيق جيوبهم عن الإحسان كما تضيق عقولهم.
ان مقالاته هي البيان بعينه ذلك البيان الذي قيل عنه انه تصوير المعنى القائم في النفس تصويراً صادقاً يمثله في ذهن السامع كأنه يراه ويلمسه لا يزيد على ذلك شيئ

اخر الافلام

.. الذكر بـ15 مليون دينار والأنثى بـ7 ملايين.. بيع الأطفال يثير


.. «سنحاسب المقصرين».. أمير الكويت يضع خطة عمل الحكومة الجديدة




.. الذكاءُ الاصطناعي.. سحرٌ ذو حدّين | #التاسعة


.. شاهد | القسام: استهداف قوة راجلة بقذيفة مضادة للأفراد في حي




.. ما مفهوم قواعد اللعب المالي النظيف؟