الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضية الفلسطينية، وحتمية المواجهة المباشرة مع الاحتلال الصهيوني

يوسف فواضلة

2011 / 9 / 16
القضية الفلسطينية


مرت القضية الفلسطينية بمراحل مختلفة منذ نشأتها، كان بوادرها عام 1897 التي تمثلت بعقد المؤتمر الصهيوني الأول الذي شكل جزءاً جوهريا من تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي في المنطقة العربية. تكرّس هذا النزاع الفلسطيني الصهيوني مع نشوء الصهيونية وما تبعها من احتلال استيطاني وهجرة يهودية إلى فلسطين.

الدول الغربية والأوربية، لا سيّما بريطانيا وأمريكا لعبت دورا هاما في القضية الفلسطينية لصالح الحركة الصهيونية, توّج هذا الدعم في 2 نوفمبر عام 1917 بإعلان تأسيس وطن قومي لليهود على ارض فلسطين, وتبعها قرار التقسيم عام 1947، الذي أصدرته واتفقت عليه الجمعية العامة التابعة للهيئة الأمم المتحدة والمتمثل بقرار التقسيم (181) والذي نص على تأسيس دولة عربية وأخرى يهودية على ارض فلسطين .

كان من نتائج قرار التقسيم على الشعب الفلسطيني نكبة عام 1967 بعد قيام العصابات الصهيونية "الهاغاناه" بارتكاب المجازر واحدة تلو الأخرى نذكر منها: "مجزرة دير ياسين" "الفالوجة".. ضد الشعب الفلسطيني وما نتج عنه من تشرد آلاف الأسر الفلسطينية إلى الأقطار العربية المجاورة ، بالإضافة إلى حالة التغيب الممنهجة التي قامت بها الحركة الصهيونية ورافقها حالة طمس وتشويه للهوية الفلسطينية. بحيث استطاعت الحركة الصهيونية تشريد وتهجير مليون ونصف فلسطيني وتوطين عدد كبير من المستوطنين بدلا منهم .

في عام 1970 كانت الفاجعة تتمثل "حرب 67" بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا والأردن، بمساندة بعض الدول العربية و الغربية التي انتهت بانتصار الكيان الصهيوني وهزيمة الدول العربية, حيث أكمل الكيان الصهيوني استيلائه على باقي أراضي فلسطين باحتلالها قطاع غزة والضفة الغربية بالإضافة إلى سيناء وهضبة الجولان ، وتهجير عدد كبير من الفلسطينيين إلى المنافي .

من ثمّ اندلعت عام 1987 انتفاضة سميت "انتفاضة الحجارة - الانتفاضة الأولى" قادتها منظمة التحرير وفصائل المقاومة, حيث استعادة بعض الكرامة للشعب الفلسطيني وأكدت على خيار المقاومة المسلحة كخيار استراتجي لحل المشكلة الفلسطينية، وتمكنت الانتفاضة من زيادة الوعي الفلسطيني تجاه قضيتهم وإعادة تركيب وبناء المفاهيم حول المقاومة الفلسطينية .

وأخير وليس آخراً جاءت انتفاضة الأقصى في سبتمبر عام 2000 أثناء زيارة قام بها أرئيل شارون إلى حرم المسجد الأقصى, حيث استطاعت فصائل المقاومة تكبيد إسرائيل خسائر مادية وبشرية في صفوف جيشها وقطعان مستوطنيها إلا أن حدث الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني بين حركتيّ فتح وحماس أحدثت ضربة قاسمة في خاصرة القضية الفلسطينية بدفع ثمن هذا الانقسام الباهظ الذي خدم الاحتلال وأعوانه من الطابور الخامس!

• ما هذا السرد لبعض الأحداث الهامة التي مرت بها القضية الفلسطينية وعايشها الشعب الفلسطيني منذ نشوء الحركة الصهيونية إلى وقتنا هذا إلا لقصد يجول في خاطري، فخلال مسيرة الشعب الفلسطيني وثورته التحررية التي بدء مع نشوء الحركة الصهيونية لم يستطيع الشعب الفلسطيني وقف هذا السرطان الصهيوني أو حتى التخفيف منه، فمع مرور الوقت وطوي سنة بعد أخرى تقترب القضية الفلسطينية من حافة السقوط شي بعد شي, حيث أصبح الشعب الفلسطيني أقلية بعد أن كان أغلبية ساحقة فلم يعد يمتلك أو يسكن سوى على 6% _ 12% من المساحة الكلية لأرض فلسطين التاريخية , وتمكنت الحركة الصهيونية من توسيع استيطانها المتغلغل في فلسطين ولا سيما الأعداد الكبيرة من المهاجرين اليهود الذين يتوافدون سنه بعد أخرى إلى ارض فلسطين. في حين استطاعت فصائل المقاومة الفلسطينية بتوحيد نفسها تحت سقف منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 وانتزاع الاعتراف الدولي من دول العالم بأنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج, في الوقت التي كانت توصف بالارهابية تمكنت المنظمة من انتزاع الاعترف الدولي حيث رأى حينها قادة العمل الوطني و صناع القرار السياسي الثوري في الوطن خارجه أن مقاومة الاحتلال و توجيه ضربات داخلية و خارجية له حق شرعي و طبيعي في ظل وجود الاحتلال على أرض فلسطين، ميقنة أن التحرر و اقتلاع اليهود من الارض الفلسطينية لا يتحقق بالتمني وانما بالمواجهة المباشرة معه. فقيام الانتفاضة الأولى تزامن مع وعي الشعب الفلسطيني و ادراكه للأخطار التي حلت بالشعب الفلسطيني، فتتخذ من المواجهة مع الاحتلال أحد الحلول التي يمكن لها تحقيق مراده في التخلص من الاحتلال و في نفس الوقت سعى لإثبات قدرة الشعب الفلسطيني على مواجهة الاحتلال من الداخل و تحويل الصراع بصراع داخلي مع الاحتلال بعد ان تخلت الدول العربية عن مساندة الشعب الفلسطيني في مسيرته التحررية من الاحتلال الصهيوني. في حين تمكنت الانتفاضة الاولى من رد الاعتبار للشعب الفلسطيني بعض الشيء، جاءت عملية السلام التي وضعت بذرتها في مؤتمر مدريد عام 1991 لتثمر عن اتفاق أسلو عام 1993م، الاتفاق الذي وقع بين منظمة التحرير الفلسطينية و إسرائيل كخطوة تسوية سلمية بين الطرفين الإسرائيلي و الفلسطيني تم بالاعتراف المتبادل بين الطرفين، حيث أجهضت عملية السلام هذه على آمال الكثيرين من أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل و الخارج و تمثلت بمعارضة شديدة من غالبية الشعب الفلسطيني و العربي.


o من هنا اندلعت انتفاضة الأقصى "الانتفاضة الثانية" عام 2000 م كردة فعل على اتفاق أوسلو و ما خلفه على الشعب الفلسطيني من تدمير لقضيته وتوسع الاستيطان و ازدياد الهجرة اليهودية وتدمير المقدسات الإسلامية و المسيحية في القدس، كل ذلك هيّء لنشوب الانتفاضة الثانية التي أخذت طابع المواجهة المباشرة المتمثل في الكفاح المسلح و المقاومة الشعبية الهادفة إلى التخلص من الاحتلال الصهيوني، و التأكيد على فشل عملية السلام و ما يتبعها من مفاوضات مشتركة بين الطرفين لم تثمر سوى مزيداً من التنازل عن الارض و حق اللاجئين وعن القدس وباقي أراضي فلسطين التاريخية. فتمكنت فصائل المقاومة خلال الانتفاضة الثانية من مواجهة الاحتلال وإلحاق خسائر مادية وبشرية واقتصادية في صفوفه، بالاضافة الى تمكن المقاومة من خلق قوة ردع في مواجهة الاحتلال التي تمثلت في فشل الاحتلال من تحقيق الاهداف التي يريد تحقيقها في اي حرب أو عمل يقوم به، كما أنها منعت الاحتلال من التحكم في عامل الوقت و المكان حيث استطاعت المقاومة افشال مقولة الاحتلال التي يتغنى بها "أن باستطاعته ج اي حرب الى خارج حدود اراضيه" وذلك من خلال نجاح المقاومة في تنفيذ العمليات الفدائية في عقر مدنهم وخلق حالة من التوتر و فقدان الأمن و الاستقرار في المحيط الإسرائيلي، بالإضافة إلى الصواريخ التي تطلقها المقاومة على المستوطنات الإسرائيلية وقدرتها على زعزعة أسطورة الأمن الاسرائيلي الموهوم! تماما كالجيش الذي لا يقهر!

لكن سير تقدم الانتفاضة الفلسطينية لم يبقى في المسار الصحيح، ففي عام 2007 وقع اقتتال داخلي "الانقسام الفلسطيني" بين حركتي فتح وحماس أكبر فصائل المقاومة في الساحة الفلسطينية حيث الحق ضرراً بالغاً في مسار القضية الفلسطينية، ولا سيما حالة الترهل التي أصابت العمل الوطني ، ويأتي الآن استحقاق أيلول ونيل الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود ارض 67 ليجهز على شيء اسمه انتفاضة ومقاومة ضد الاحتلال الصهيوني، وبالتالي ولادة مشروع سلام جديد بين الطرفين تحت مسمى وذريعة اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

إني لأعتقد بأن تجربة القضية الفلسطينية يمكن لها أن تخرج علينا باستنتاج وحيد ومجدي لصالح القضية الفلسطينية يتمثل في مواجهة الاحتلال الصهيوني المباشرة أي التمسك بالكفاح المسلح كخيار استراتيجي للشعب الفلسطيني، والكف عن المفاوضات مع الاحتلال ووقف عمليات السلام الوهمية بين الطرفين التي لم تحقق سوى مزيداً من ضياع الأرض الفلسطينية.

فلا خيار سوى المواجهة أمام الشعب الفلسطيني مع وبدون هذا الاستحقاق ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا لدولة صهيونية على ارض عربية اسلامية
عربي مسلم شريف ( 2012 / 5 / 23 - 19:41 )
لا يوجد دولة اسمها اسرائيل أصلا لان الشعب الحر الاصيل في العالم لا يعترف بدولة مبدأها الارهاب. الحقيقة ان الصهاينة احتلوا فلسطين سنة 1948بمساعدة بريطانيا عن طريق تهجير وتشريد العرب الفلسطينيين اصحاب البلاد الاصليين وذلك عن طريق التهديد بالقتل والاعتقال لفترات طويلة جدا لكي لا يستطيع الفلسطيني المطالبة بحقه في ارضه. دولة الارهاب واللصوص المسماه اسرائيل اساسها سفك دماء الابرياء وقتلهم وهدم البيوت الامنة وتشريد اصحابها ومصادرة اراضيهم ومن ثم احتلال البلاد. وفي النهاية العرب الاغبياء يعترفون بوجود مثل هذه الدولة الارهابية المسماه اسرائيل .كما نجد في وسائل الاعلام العربية لا يذكروا دولة فلسطين او فلسطين المحتلة يذكروا كلمة اسرائيل وهذا اذا دل على شيء يدل على الغباء المطلق عند الامة العربية وللاسف . ملاحظة هامة لا يمكن تحقيق الاستقرار والراحة والامان في الشرق الاوسط الا
بانهاء دولة الارهاب واللصوص المسماه اسرائيل
ليعلم الجميع ان فلسطين دولة عربية مسلمة كانت وستبقى ان شاء الله , شاء من شاء وأبى من أبى

اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة