الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب العراقي لا يريد الديمقراطيه بل يريد الامان

انيس الامير

2004 / 12 / 5
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


منذ ان دخلت القوات الامريكيه وحلفاءها ارض العراق في نيسان 2003 والبلاد تعيش ظروف غير طبيعيه فاقت كل التوقعات بحجمها واستمرارها لفترة طويلة حيث انتشرت اعمال السلب والنهب والقتل وتخريب البنى التحتيه للدولة. ومن الانصاف القول ان هذه الحالة تعود اسبابها ليس فقط لممارسات قوات الاحتلال وانما للتركه الثقيله للنظام السابق سيما وان بعض مظاهر تردي الاوضاع الامنيه كان سائدا" ولو على نطاق اضيق في ايام حكم صدام حسين.
ان الذي حدث بعد سقوط النظام السابق يتلخص بما يلي:
1- افساح المجال على نطاق واسع لاعمال السلب والنهب وبقاء القوات المحتله متفرجة وربما مشجعة لما يحدث.في حين كان من اليسير عليها وبجهد بسيط منع ما حدث.
2- ابقاء الحدود العراقية مفتوحة لكل من هب ودب للتسلل الى الارض العراقية والعبث بامن الوطن والمواطنين.وقد يكون هذا الامر مقصودا" كما اشار الى ذلك بعض المسؤولين الامريكان الى نية الادارة الامريكية لجعل العراق ساحة لمحاربة الارهاب دون النظر الى النتائج الكارثيه التي سيجلبها ذلك للشعب العراقي المبتلى بالكوارث منذ تسلط النظام الديكتاتوري.
3- الابقاء على العناصر الفاسدة في مواقعها في قمة الهرم الوظيفي في دوائر الدوله وهي على الاغلب عناصر لم ترتقي الى مواقعها بسبب كفاءتها وانما بسبب اخلاصها للنظام السابق ويدخل في هذا الاطار وكلاء الوزرات والمدراء العامون وسواهم الذين كانوا بدون شك جزءا" من نسيج النظام السابق.
4- افساح المجال للعناصر الانتهازيه لتبوأ المراكز الحساسه في الادرات المحليه التي انشأتها قوات الاحتلال.
5- فتح الباب على مصراعيه لازلام النظام السابق للتحرك على مختلف الاصعدة الاعلاميه والسياسية من خلال حالة الفوضى التي شملت كل مفاصل المجتمع فأصدروا الصحف وانشأوا الكثير من المنظمات والواجهات السياسيه مستفيدين من ما يمتلكونه من امكانيات ماديه هائله وخبره كبيره في مجال التضليل الاعلامي والترغيب والترهيب.
لقد نشأ بسبب كل ذلك وضع غريب وشاذ امتاز بالآتي:
1- تعرض العناصر والشخصيات الوطنيه والديمقراطيه الى الارهاب الذي وصل الى اغتيال عدد كبير منهم في مقدمتهم الشهيد محمد باقر الحكيم و الشهيد قاسم عجام والشهيد عز الدين سليم والشهيد وضاح عبد الامير وعشرات غيرهم.
2- تعطل الحياة العامه بشكل جزئي وتوقف عملية الاعمار.
3- شيوع حالة اليأس والاحباط والكآبه لدى اوساط واسعة من الجماهير.
4- انحسار دور القوى الوطنيه والديمقراطيه في الشارع السياسي تلعراقي.
5- الدور المتعاظم لقوى الظلام والقوى الارهابيه وسيطرتها على مقدرات الناس في اجزاء مهمه من البلاد.
6- اصبح توفير الامن هو الاولويه الاولى في حياة المواطنين واصبح تحقيق الديمقراطيه في نظر الكثيرين نوعا" من الترف.
ان قوات الاحتلال تتحمل جزءا" كبيرا" من مسؤولية التردي الحاصل في الاوضاع كما تتحمل الحكومه المؤقته وبعض القوى السياسيه العراقيه والاطراف المحليه الجزء الآخر من المسؤوليه وقد آن الاوان الآن للبدء بشكل جدي لمعالجة الاوضاع ووقف النزيف البشري والمادي الهائل( والذي يدفع الابرياء من ابناء الشعب ثمنه غاليا") وذلك من خلال:
1- التصدي الحازم للعناصر المسيئه والكف عن سياسة التراخي التي يروج لها البعض تحت شعارات مختلفه منها ) المصالحه الوطنيه) و(حقوق الانسان).
2- اجراء تطهير واسع وشامل في اجهزة الدوله .
3- الاعتماد على القوى السياسيه الوطنيه المجربه وعلى العناصر الوطنيه النزيهة.
4- الضغط على دول الجوار لايقاف تسلل العناصر الارهابيه والكف عن التدخل في شؤون العراق.
5- الاهتمام بالجانب الاعلامي والتصدي الحازم لاعلام قوى الظلام .
6- تقنين الحياة السياسية واخضاع وسائل الاعلام الى ضوابط تنسجم مع حجم المخاطر التي يتعرض لها البلد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انشقاق في صفوف اليمين التقليدي بفرنسا.. لمن سيصوت أنصاره في


.. كأس أمم أوروبا: إنكلترا تفوز بصعوبة على صربيا بهدف وحيد سجله




.. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يحل حكومة الحرب


.. الحوثيون يعلنون استهداف سفينتين ومدمرة أمريكية في عملية جديد




.. حجاج بيت الله الحرام يستقبلون اليوم أول أيام التشريق وثاني أ