الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين رغبتين

سعيد رمضان على

2011 / 9 / 16
الادب والفن


بين رغبتين

بين رغبتين، يهىء الأغراء نفسه ، ليقتحم دواخلنا .. ورغم علمنا بالاكتواء فنحن نتركه يقتحمنا ....
تعيشين حياتك كأنك وضعت خططا للإثارة .. تلتزمين بها، لكن في أوقات معطرة بدهشتها ..
وبين رغبة وأخرى تعرفين تماما متى تمرين على شفتي ، ومتى تبتعدين .. ومتى يحتل الأغراء مكانه في خفايا الظلال ..
تمرين على جسدي بيداك دون أن تلمسيني .. كأنه تعذيب متعمد ..
وبالتعذيب نفسه، ترسمين على صدري بوحك الذي يتسلل لدواخلي كأنه قدري ..
يمتطيك الجنون ويمتطيني ، ويسرح بنا دون أرادة أو بصيرة في وادي لايملك القدرة على اعتراضنا
وادي ينبهر من عشق مجنون ، يرسم ملامحه على صدره.. وينصت للفرحة التي أطبقت عليها ضحكته الطلقة ..
وادي لايصدق أن العشق مازال موجودا .. يترك بصمته على الدنيا ..
وكان البكاء نفسه الذي يعشق الدموع ، قادرا على الفرحة بطريقته .. لأن هناك أنواع من العشق تعيش على الدموع وترتوي منها ..
و عشقنا من ذلك النوع ، الذي يعيش على الفرحة ، ويرتوي بالدموع .. ويكبر بالبعاد ..
بين رغبتين يهىء الأغراء نفسه ، ليقتحم دواخلنا .. ورغم علمنا بالاكتواء فنحن نتركه يقتحمنا .. مع اعتراضات ضعيفة نستمتع بلعبتها .
وكانت الشفتان يحلو لهما اللعبة .. فتتمتما بالامتناع ، بينما الشوق يكتسحهما ..
أما الجسد الذي يحاول الابتعاد فقد وقع في مصايد الرغبة ، وكان القانون يلزمه بالاستسلام لها ..
لكن المداراة عندما تستمر في الدلال، تصبح خطرة لأنها توقعنا في اللهفة .. وكان الجنون حينها يبدو منتصرا ..
أما الجسد الذي أنهزم فعلا .. فلا يعلن الهزيمة ..فتوقه للهزيمة اسقط قلاع المقاومة .. متذوقا لذة الانتصار في استسلامه.. ومأخوذا بذلك العشق الذي يأخذ اللحظة عن زمنها.. ليضعها في زمنا خرافيا .
وكنت أنا بطلك المنهك بعشقك ..
غير قادرا على الهرب ..
محاطا بأنوثتك كأنها مسكن أبدى للحب .. تتقاسميني فيه المطر والتنهدات ..
وفى ليالي المطر تتأملين بعشق تفاصيل الرجولة ..
وكنت أنا القادر على الحنان ..
قادرا على الوجع ..
لأن وقت الفراق، قادرا على امتطائنا في أي وقت بإهوجاج أعمى .. وقبل أن يمنحنا وقتا لنودع بعضنا .. في لحظة تفوقنا جمالا ..
لحظة أشم فيها رائحة أنثاي ، المعطرة بالملوحة كأنها خارجة توا من أعماق البحر ..
وكنت أنا، الذي أتوهم بأنني أملك الدنيا ..
أبدو كسيحا أثناء الفراق .. وأنا انظر للحياة وهى تكافئني بسحب أحلامي ..
بينما الدنيا ترواغنى بالصبر ..
أحب لحظتك التي تأتين فيها دون توقع ..
فتكسريني بلمسة .. وتبهريني ببسمة
ثم تمنحيني مساحة من الحرية ، انجرف فيها على شواطئك ..
وفى كل مرة أتوقع أن أعيش الهدوء، تجعليني أعيش الجنون .. عندما تأخذيني خلسة بعيدا عن الساحل الآمن .. وبينما أنا منهمكا في الفضول .. تشعلين شمعتك في الظلال .. فتظهر تفاصيلك في سحر الغموض ، فيكتمل مشهدك .
وعندما أعلق في الاندهاش، يكون الجنون احتلنا .. فكأنه كان مختبئا في الظلال
منتظرا لحظته ..
وفى لحظة إنذهال يمتطينا، ويسرح بنا دون أرادة أو بصيرة في وادي لايملك القدرة على اعتراضنا ..
بين رغبتين، يهىء الأغراء نفسه ، ليقتحم دواخلنا........
--------------
***** مقطع من فصل ------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - همسات مؤثرة
فاطمة زيد الناجى ( 2011 / 10 / 29 - 14:23 )
همسات مؤثرة وطاغية على النفس
ولا نملك غير التمني لأن نكون هناك
قريبا من الصدر .

اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال