الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النقد السينمائي وربيع العالم العربي

عمر الفاتحي

2011 / 9 / 16
كتابات ساخرة


ايام زمان وبالضبط ،خلال مرحلة السبعينات من القرن الماضي، كانت الكتابات
النقدية في السينما ، موسمية و ومشتتة ، هنا وهناك ، في الصحف والمجلات ، قليلها
موضوعي وأغلبها ، تحكمه إعتبارات إيديولوجية ، موالية لهذا النظام العربي ،أ ومعادية
لذاك نظام ، ومن منطلق المصلحة الشخصية،و على حساب النقد الموضوعي البناء ، وهو
ما أفرز مجموعة من ً الحروب الأهلية الصغيرة ً بين النقاد، وصلت إلى حد الاتهام بالعمالة
لهذا النظام العربي أو ذاك ، بل وصل الأمر إلى حد إطلاق مجموعة من النعوت ، من قبيل
التعاون مع مخابرات ، وتلميع صورة النظام . وبالمقابل كذلك رأينا وتابعنا ، كيف أن نقاد السينما وعلى قلتهم في المغرب كمثال ، كانت السلطات الأمنية ، تنظر إلى غالبيتهم
مجرد ً طابور خامس ً تابع للمعسكر الشيوعي بقيادة الاتحاد السوفياتي سابقا ، يسعى ومن خلال الصورة ، إلى ترويج النمط الشيوعي كأفضل منهاج في الحكم والعيش .

مع مطلع الثامنينات، وبداية تأسيس وظهور العديد من المهرجانات السينمائية العربية ، بدأنا
نسمع عن تأسيس العديد من الاتحادات والجمعيات المهتمة بالسينما ، البعض منها له منبره
الخاص ، يكتفي بالنشر للأعضاء هذه الجمعيات والاتحادات ، والبعض الأخر مفتوح للجميع ،بل رأينا ظهور جمعيات ً منغلقة ً للنقاد ، لانها تعتبر أنها الوحيدة التي تملكً الحقيقة
السينمائيةً وانه لاصوت يعلو على صوتها ، بهدف إحتكار الحضور في المهرجانات ولجان تحكيمها . وازداد الأمر سوءا ، بعد أن إنتبهت الأنظمة العربية الشمولية وشبه الشمولية ، إلى تخصيص دعم كبير لهذه المهرجانات بهدف تلميع صورتها لدى الرأي العالم المحلي والدولي، وبالمناسبة ، ورغم ما يجري في سوريا من قمع وتقتيل للشعب السوري ، يسعى
النظام السوري ، إلى تنظيم الدورة المقبلة لمهرجان دمشق السينمائي ، على إيقاع الرصاص الحي في شوراع دمشق .
نقاد كثبرون ، تبؤا مناصب رفيعة في بلدانهم ، بحكم إرتباطهم بالنظام أو الأحزاب الحاكمة
، بعدا ما كانت الكتابة السينمائية ، مهمشة طيلة عقود ، وقد تجلب لصاحبها
مصاعب ، إذا كان محسوبا على المعارضة ، رغم أن المعارضين في السينما ، يعدون على رؤوس الأصابع ، لان الاعتقاد السائد لدى غالبية النقاد ، أنه لكي تكون سينمائيا ، عليك أن تكون مداهنا للسلطة ، وإلا سدت في وجهك كل الأبواب بإعتبارك مشاغبا ومشكوكا في ولائك للنظام ، الذي تحمل جنسيته . لكن السؤال المطروح الآن بعد هبوب رياح الغيير
وسقوط أكثر من نظام ديكتاتوري في العالم العربي وإنهيار جدار الخوف ، هو ما موقف السينمائيين عموما ونقادها خصوصا ، ممايجري في العالم العربي؟ ، الجواب عن هذاالسؤال يتنوع من قطرعربي للأخر :

في تونس ، أثناء الثورة ، غاب الكثير من السينمائيين والنقاد عن ساحة التغيير ، اللهم إلا من بعد الأسماء التي سجلت حضورها بالصوت والصورة ، كنوع من التوثيق ،لمرحلة حاسمة في تاريخ تونس المعاصرة .
في مصر ، جل السينمائيين غابوا عن حركة التغيير ، لانهم كانوا مقربين من النظام السابق
وأزلامه في الثقافة والفن وحتىالبعض من شركات الانتاج ، بينما توارى إلى الخلف نقاد
السينما ،لاعتقادهم أن تظاهرات ساحة التغيير ، مجرد حركة عابرة ،ليس من شأنها ، إسقاط نظام حسني مبارك .
في ليبيا ، لامجال للحديث عن السينما أو الخيالة ، كما كان يسميها ً مثقفوً اللجان الثورية
فهي غير موجودة أصلا ، والقليلة القليلة المشتغلة بالسينما الجادة ، إخراجا ونقدا كانت تعيش في المهجر .
في اليمن ، لاوجود للسينما وتنطبق عليها الحالة الليبية ، مع بعد الدرجة في التفاوت ، ترجع لطبيعة نظام عبد الله صالح .
في سوريا ، إنقسم السينمائيون وكل المهنيين المرتبطين بالسينما ، إلى فريقين ، الأغلبية
مع النظام والأفلية في صف الثورة ، بينما النقاد إلتزموا الصمت ، بإسثتناء بعض الأقلام
القليلة التي تعيش في المهجر ، البعض منها عبر عن موقفه المساند للثورة ، والبعض
الأخر مارس سياسة النعامة ، يتحدث عن المهرجانات وتشكيل إتحادات وطنية ودولية
للنقاد ، في الوقت الذي يتعرض فيه الشعب السوري لعمليات تقتيل ممنهجة
على أيدي الجيش والأمن بكل صنوفه وشبيحة النظام .
في المغرب ، حينما ظهرت حركة 20 فبراير ، بكل فصائلها ، اعتبرها السينمائيون والنقاد بداية تكرار للسيناريو التونسي والمصري ،فتوجسوا منها خيفة ، معتقدين أنها
مناهضة للنظام ، وأنها إذا ما تطورت ، ستجهز على كل ً المكتسبات ً السينمائية التي حققوها على الصعيد المهني والشخصي ، بينما سقف هذه الحركة لم يصل ، إلى حد
المطالبة بإسقاط النظام ، بل بالعكس ،تبني ملك البلاد ، أغلب مطالب هذه الحركة
من خلال الدستور الجديد ، الذي تمت الموافقة عليه من خلال إستفتاء شعبي ، وحظي
بدعاية واسعة في صفوف السينمائيين والنقاد ، بل أصبحنا ، نشاهد البعض منهم
!يشارك ولحد الان في كل التظاهرات المؤيدة للدستور الجديد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل