الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضرورة تجاوز الاحكام المسبقة في العقلية العربية والكردية

زوهات كوباني

2004 / 12 / 5
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


نتيجة السياسات الشوفينية العربية التي تطبق من قبل الانظمة العربية المتوالية على الحكم طوال القرن المنصرم في سورية والعراق واتباعهم سياسات الانكار والامحاء والاساليب المنافية للعصر البعيدة عن الديمقراطية ، اضافة الى سياسات الحرق والابادة والقتل والسجن والتعريب والتجريد والتمايز والطائفية وعدم قدرة الاحزاب العربية على تحليل هذا المرض المتفشي العضال والتحول الى مسننات للنظام الموجود نفسه ، وعدم وصول الاحزاب الكردية في هذه البلدان الى مستوى استيعاب وتفهم تلك السياسات والتمييز بين مواقف الشعب والنظام ، اسفر عن كل ذلك عقلية تتحرك بالاحكام المسبقة من كلا الطرفين والتي تؤدي الى حرق الاخضر مع اليابس بدون تمييز . رغم ان حقيقة هذه الشعوب على مر التاريخ تؤكد العكس، وذلك من الامثلة التاريخية التي تشهد على ذلك بدأً من المشاركة معا في تأسيس الحضارات الى الحروب تجاه الاستعمار وتحرير هذه الاراضي سواء في مرحلة صلاح الدين الايوبي او في مرحلة التحرر من الاستعمار الانكليزي والفرنسي. بالاضافة الى التداخل في الحياة من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعيش المشترك حتى وصلت الى درجة فسيفساء غني ، تغني وتقوي بعضها البعض ، وتعطي حديقة الشرق الاوسط جمالا ورونقاً تبهر وتسطع الحياة معها . واصبح كالجسد الواحد اذا تداعى جزء منها تداعى له سائر الاجزاء. ولكن نتيجة السياسة الاستعمارية "فرق تسد " التي عملت على تجزئة الشعوب وتشتيتها وتفكيكها حتى اصغر جزيئاتها، وما طبقته الانظمة الاوليغارشية والاوتوقراطية والتيوتوقراطية التي ظهرت وليدة النظام العالمي في القرن العشرين من سياسات وممارسات واعمال القتل والتنكيل والتجريد والتعذيب وكم الافواه و الانصهار، خلق وضع الشك والريبة بين هذه الشعوب تجاه بعضهم البعض واثر على العقلية العربية والعقلية الكردية بشكل متقابل ، فمثلما يولد الفعل ردُ الفعلَِ فان هذه الممارسات ولدت اقترابات مماثلة بعدم الثقة ببعضهم البعض في القدرة على اجراء التحولات والتغيرات سواء من طرف الشعوب الحاكمة او المحكومة .
ان الانظمة المتعاقبة والقائمة, لم تثق بالتغيرات الديمقراطية وتقيم مطالب الشعوب في الحرية والعدالة والاستقلال بعين الشك على انها مناورات وخداع من اجل الانفصال او تقطيع جزء من تراب الوطن وربطها بدولة اجنبية اخرى.اما العقلية الكردية تنظر الى اقترابات العرب والشعوب الحاكمة الى انها اقترابات شوفينية وانكارية وكل ما يقومون بها هو من اجل ضياع الوقت والخداع ، لسنح الفرصة المناسبة من اجل ارتكاب مجزرة وارهاب وانصهار اخر. باختصار يتم تقيم كل خطوة من اي طرف بالنيات السلبية دون النظر اليها كاصلاح أو تغيير .
لذلك يتطلب الوقوف قبل كل شيءعلى هذه العقلية, لانها تحولت الى جدران سايكولوجية ان لم يتم تجاوزها لا يمكن النجاح في اي خطوة من الخطوات التي يتم خطوها نحوالتحول والتغير والديمقراطية والاخوة والعيش المشترك والاستقلال . وستبقى تلك الخطوات مجرد شعارات لا غير ولا يمكن تطبيقه في الممارسة العملية ، لان العقلية الموجودة والمحافظة ستقوم بتطبيق ما تتناسب وتتلائم مع طبيعتها.
ان هذه الشكوك والريبة وصلا الى درجة تقييم احلام البعض بسوء الظن. حيث ترى ان ان البعض يتربص دون الالمام في حقيقة المجريات, ويصب كل جهوده في كيفية افراغ او اظهارما يتم بانه ليس صحيحا. اي ان هذه العقلية تعود الى اناس لا يفكرون بشكل سليم وموضوعي . رغم انه يتم الحديث كثيرا عن وحدة المصير في الخطاب العلني، لكن في الحقيقة المسالة هي اكبر من ذلك بكثير لانها مسالة تمتد الى امد طويل, ولاجل القدرة على ترسيخ وحدة الصف لشعوب المنطقة او بين العرب والكرد يتطلب قبل كل شيء الصراع مع هذه العقلية المتحجرة التي تنظر بعوينة الحصان.
ان هذه التقربات لا تحقق التقدم والتطور في خدمة مصالح شعوبنا, بل تجعلنا مفرقين مشتتين تجاه اعداءنا ونقبل الظلم والعبودية. اذا لم نبني عقليتنا على وحدة المصالح والمصير في المنطقة, لن نستطيع التخلص من الاعيب الاستعمارية وافخاخهم. و بدلا من ان نثير نقاط ضعف بعضنا البعض, ونستخدمها ضد البعض يتطلب منا ان نبحث عن نقاط الاقتراب والتي تعطينا القوة. لذا علينا تناول القضايا بمنهجية , على خلاف المنهجيات العائدة للقرن العشرين التي تخلق المسافات والتكبر والتمييز على البعض،و تاريخنا مليء بالامثلة التي تجعلنا سواسية وقوة مشتركة وبهذا الشكل نكون لائقين بتاريخ الشرق الاوسط مهد الحضارة الانسانية. ونستطيع ان نصبح جميعة ترد على كل الطروحات والطروحات المضادة الموجودة والتي لا تجلب سوى الضعف والتقزم والعداوة. عند تقييم المسائل بشكل موضوعي وبعيداً عن التعصب القومي والديني والبراغماتية, يمكننا تأمين وايجاد الحلول لجميع المسائل دون ان يكون هناك عراقيل جدية. وعندها نتغلب على الاحكام المسبقة الموجودة في عقليتنا وذلك بالثورة الذهنية. هذه العقلية الجديدة التي تنطلق على أساس "اليوم والمستقبل هو نفسه التاريخ والماضي ". وهذا يعني بقدر ما تعرف التاريخ والماضي بشكل صحيح وامكان توحيدها مع اليوم والمستقبل يمكن للانسان من اجراء التغيرات والتحولات.
ان المنهجية الجديدة التي يمكنها من التغلب على تلك الاحكام ، هي منهجية المجتمع الديمقراطي الاكولوجي ، التي تنظر الى الانسان ليس كما ينظر اليه الانظمة الفرعونية ومثيلاتها في اليوم الراهن. والتي لا ترى الانسان سوى كونه عَبدٌ غير مؤثر، بل ان يتم النظر اليه بانه العنصر الديالكتيكي في الحرية والمساواة. وكذلك عدم النظر الى الطبيعة والبيئة بانها فارغة وبدون شعور، بل انها عناصر تعيش بشكل متلائم مع القوانين الكونية والنظر اليها مثلما كان ينظر الانسان البدائي له بقدسية. بالاضافة الى اتخاذ وجهات نظر جديدة ومتطورة تجاه الفئات المجتمعية، بدلامن الحضارة الدموية التي اوصلت الجنس والمرأة والاطفال والمسنين والدين والطبقة والطرائق الى حالة مأزق لا يمكن الخروج منها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة