الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ويلٌ يومئذٍ للمدخنين

محمد جاسم الهاشمي

2011 / 9 / 17
كتابات ساخرة


أنا لم أكن يوماً من المدخنين ، ولم أشارك يوماً في تلويث هواء المساكين ، ولم ادخن يوماً في عيادةٍ لطبيبٍ أو في باص ٍمكتض ٍبالمواطنين ودرجة الحرارة قد تجاوزت الخمسين ، لم اشعل سيجارةً لأستمتعَ بحريقها وتستمتعُ بحريقي ولم أنفث ُيوماً دخاناً بوجهِ صديقي والحمد لله ربِ العالمين..
هذهِ المقطوعةِ السنفونية عزفت في القاعة البرلمانية قبل أن تبدأ جلستها الدخانيه..
لا أعرف كيف خطر ببال البرلمانيين تشريع قانون مكافحة التدخين ، بالرغم من انه قانوناً حضارياً قد سبقتنا اليه الدول المتقدمة بعد أن سنٌت كل القوانين التي من شأنها ان تحافظ على البيئة والأنسان ، وبعد أن انجزت بناء الدولة الديمقراطية على أساس العدل والمساواة بين الجميع.
ترى ما الذي دعا البرلمان الى هذه الخطوة أو هذا القانون الذي قفز على جميع القوانين المعطلة التي من شأنها ان تؤسس لبناء دولة القانون والديمقراطية مثل قانون الأحزاب وقانون قوى الأمن الداخلي وقانون حماية الصحفيين وكثيراً من القوانين التي لايسعني ذكرها...
أعتقد أن أحد البرلمانيين قد أقلع عن التدخين ليلاً فأراد في الصباح من الجميع أن يشاركوه فأقترح هذا القانون قبل أن يقترح قانون حماية البيئة يمنع فيه المولدات الكهربائية التي أدمنت التدخين في الشوارع العامة ، أم أنه غير مشمول بهذا التلوث حيث أنه يعيش في منطقة خضراء "لاحمراء ولا سوداء" .
أو يشرع قانوناً يحمي مدننا من أن تطمر بالنفايات أو القمامة أو يشرع قانوناً يمنع فيه تربية المواشي داخل المناطق السكنية حيث أصبحت هذه المناطق مركزاً لتسويق الحليب ومشتقاته واصبحت ايضاً حديقة حيواناتِ مجانية ربما يأتي يوماً نرى فيها فيلة طائرة في سماء بغداد بعد تصريح لأحد المسؤولين قال فيه: ان الغرض من الموافقة على مشروع قانون مكافحة التدخين هو حماية المواطنين من الأخطار الصحية والأجتماعية والبيئية والأقتصادية من جراء التدخين والتعرض لدخانه وتجنب الآثار المدمره له ، ناسياً أو متناسياً تلوث المياه في الجنوب وفي الأهوار جراء الحروب والمواد المشعة التي استخدمت فيها . كذلك المواد الغذائية المسرطنة المستوردة الى العراق من الدول المصدرة للأرهاب ذاتها.
حفظ الله الحكومة على هذه القوانين التي تقمع المدخنين ، وبما أن المادة أربعه ارهاب لاتطبق على المفسدين والمختلسين والمقاولين العابثين والمسؤولين الفارين ، ربما تطبق هذه المادة على المدخنين لتصنيفهم من الأرهابيين " فويلٌ يومئذِ للمدخنين" .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق جميل
سيمون خوري ( 2011 / 9 / 17 - 13:31 )
أخي محمد جاسم الهاشمي تحية لك عنوان المقال جميل. رغم أني من المدخنين لكن ليس في الأماكن المحظر فيها التدخين. أعجبتني الفكرة قبل مواجهة موضوع التدخين عليهم مواجهة الفساد وتأمين مصالح المواطنين . شكراً لك

اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب