الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب الرئيس الى الامم المتحدة عبر بوابة مجلس الامن

وليد العوض

2011 / 9 / 17
القضية الفلسطينية



واخيرا حسم الرئيس ابو مازن الامر في خطابه مساء الجمعة الى الشعب وقرر التوجه للامم المتحدة لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية عبر بوابة مجلس الامن ، وهو بذلك وضع الولايات المتحدة الامريكية في مازق وموقف حرج فهي إما ان تستخدم الفيتو كما لوحت وتظهر على حقيقتها المنحازة لدولة الاحتلال او تتخذ موقفا اخر أقله الصمت الذي يمكنها من الحفاظ على مصالحها في منطقة تموج بالمتغيرات ، قرار الرئيس أبو مازن بالتوجه لمجلس الامن جاء بالرغم من وجود نصائح متعددة بإعتماد التوجه للجمعية العامة للامم المتحدة بدلا من المجلس وفي ذلك العديد من المزايا حسب وجهة النظر تلك منها عدم التصادم المباشر مع الولايات المتحدة الامريكية والى جانب الحصول على اوسع تأييد يعزز التوجه لمجلس الامن في مرحلة لاحقة ، الا ان الرئيس قرر ما اعلنه في خطابه الاخير انسجاما مع قرار المجلس المركزي الفلسطيني الاخير في 27-7-2011 الذي قرر حينه التوجه لمجلس الامن لطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين لتكون الدولة 194 في الامم المتحدة .
خطاب الرئيس الذي وجهه للشعب مساء الجمعة جاء واضحا وصريحا، لم يبع الناس اوهاما كما لم يغرقهم بوعود براقة فأوضح الخطوة وطبيعتها داعيا الى عدم رفع سقف التوقعات من ذلك ، ونحن في ذلك معه بل كنا دعونا لهذه الخطوة من قبل فخطوة التوجه للامم المتحدة التي دعونا لها تمثل بداية معركة ومشوار طويل يتطلب حشد كل الطااقات الفلسطينة والعربية وكل الحلفاء ، وهي نقطة تحول هامة من المفاوضات الثنائية برعاية امريكية منفردة نحو اشراك المجتمع الدولي عبر مؤسسته الامم المتحدة واستحضار قراراتها التي غيبت عن عملية السلام طيلة سنوات المفاوضات في مسعى امريكي واسرائيلي واضح لإبعاد المجتمع الدولي وفرض مرجعيات جديدة لعملية السلام وفق الرؤى الامريكية والاسرائيلية . الرئيس في خطابه اكد أيضا على عدد من القضايا واكد دور منظمة التحرير الفلسطينية وبقائها ليس فقط حتى التوصل لحل القضايا النهائية بل حتى تنفيذها وبذلك كل الشعب معه لكن ذلك يتطلب الاسراع في تفعيل منظمة التحرير وتطويرها على مختلف المستويات. الرئيس في خطابه شدد ايضا على حق العودة وبدد القلق المشروع الذي طفى على السطح في الاونة الاخيرة ليس فقط لدى الاجئيين بل لدى كل الشعب وقد جاء تاكيده قاطعا على ان حق اللاجئين مكفول بموجب القرار 194، والاعتراف بالدولة الفلسطينية لن يكون على حساب هذا الحق ابدا بل داعما له ، لم ينسى الرئيس في خطابه فضية الاسرى ومكانتهم وقد طمان هؤلاء الابطال بأن قضيتهم على راس سلم الاولويات ولن يكتمل الحل الا بتحريرهم من براثن الاسر . خطاب الرئيس جاء مجيبا كذلك على العديد من التساؤلات الهامة التي يتناقلها بحرص كل ابناء شعبنا الحريصون وما من شك فهؤلاء يمثلون الاغلبية الساحقة من شعبنا وقد تنفسوا الصعداء وهم يستمعون لخطاب الرئيس معبرين عن دعمهم لهذه الخطوة الهامة وهم يواصلون تحركاتهم في كل قرية ومدينة ومخيم دعما لهذه الخطوة بينما غزة تئن وتبحث بين ثنايا المواقف عن ثغرة تتمكن فيها من التعبير عن ذاتها كجزء اصيل من الشعب والوطن لكن لامحال حتى اللحظة ، لكن المتشككون وحدهم ومن كانوا يراهنون ويتمنون على القيادة التراجع ليشبعوها شتما بعد ذلك هم من قللو من قيمة الخطاب وهذه الخطوة وذهبوا الى حد تسخيفها وهذا امر مؤسف بكل المعايير ولمن نكن نتمنى ان يتقاطع موقف هؤلاء الاخوة مع التوصيفات التي اطلقها اعداء شعبنا ، و كنا وما زلنا نتمنى على هؤلاء ان يغلبوا المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية الضيقة .
أما على الجانب الاخر وما أن انتهى الرئيس من خطابه حتى جن جنون نتنياهو واطلق قطعان مستوطنية لاستفزاز شعبنا وجره لمربع دموي كما واستنفر دبلوماسيته في جميع ارجاء العالم في محاولة الربع ساعة الاخيرة لقطع الطريق على التوجه الفلسطيني للامم المتحدة، الولاويات المتحدة الامريكية ما فتئت ترسل مبعوثيها يمارسون دورهم المشبوه بأدب حينا وبصفاقة في غالب الاحيان في محاولة لثني القيادة عن خطوتها، الاتحاد الاوروبي في موقف منقسم على حالة تجاه الخطوة ومعظم الدول الاوربية تقف الى جانب شعبنا، اللجنة الرباعية ومبعوثها اللئيم بلير ينشط في البحث عن صيغ وصفقات للالتفاف على هده الخطوة بأي شكل من الاشكال كلهم يتحركون والرئيس يحزم حقائبه للتوجه للامم المتحدة ونتمنى ان يكون الوفد الذي سيرافقه هذه المرة مرآة حقيقية يعكس جدية هذا التوجه . الكل يتحرك لاحباط الخطوة ليس لسبب بل لان القرار الفلسطيني هذا جاء ليؤشر على إغلاق مرحلة دامت اكثر من عشرين عاما من المفاوضات الغير مجدية وتؤسس لاستراتيجية جديدة على طريق تحقيق اهداف شعبنا في الحرية والاستقلال هذه الاستراتيجية تشكل خطوة التوجه للامم المتحدة عنصرا هاما من عناصرها وهي استراتيجية لا بد من استكمالها بعناصر اخرى قاعدتها الاساسية تفعيل المقاومة الشعبية ضد الاحتلال وتوحيد شعبنا وزج طاقاته في هذه المعركة الى جانب تعزيز التضامن الدولى مع شعبنا في شتى بقاع الارض، خطوة التوجه للامم المتحدة خطوة هامة لابد من دعمها ومساندتها في مواجهة الضغوط ومن يفعل غير ذلك لن يكون مفهوما على الاطلاق.
*عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
[email protected]
17-9-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماذا بعد
فرج الله عبد الحق ( 2011 / 9 / 17 - 20:48 )
عزيزي السيد وليد
السؤال المطروح هو ماذا بعد الفيتو الامريكي المنتظر؟ هل هناك برنامج للخطوات الواجب اتخاذها بعد هذا الفيتو؟ عباس زكي قال اليوم على المنار كل الخيارات مفتوحة ماذا يعني هذا؟ هل هو العودة إلى الانتفاضة من جديد؟ وكيف ذلك في ظل القرار المتخذ من قبل رأس السلطة بأن الطريق الوحيدة هي المفاوضات ولا شيء غير ذلك. ما أخافه اليوم أن تكون هذه القوى المسماة بالثورية حجاب تختبئ خلفه قيادة ألسلطة لتبرير مواقفها القادمة.إن المواقف الوسطية في هذه المرحلة مضرة للعمل الوطني،لا يمكن أن تكون هناك مقاومة شعبية في ظل ألتنسيق الامني مع إسرائيل،ثقة الجماهير بالقيادة تتم من خلال ممارسات هذه الفيادة وللأسف منذ أوسلو حتى اليوم قيادتنا قادتنا من تراجع إلى آخر و مهادنة حزبكم لعبت دورها في هذه المسيرة،واليوم كما أقرء في مقالك أنتم لم تتعلموا وللأسف من أخطائكم

اخر الافلام

.. فيديو: الكوفية الفلسطينية تتحول لرمز دولي للتضامن مع المدنيي


.. مراسلنا يكشف تفاصيل المرحلة الرابعة من تصعيد الحوثيين ضد الس




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. برز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية بشأن الحرب الإسرائيلية




.. غارات إسرائيلية على حي الجنينة في مدينة رفح