الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كهرباء كردستان وعتمة بغداد

سمير اسطيفو شبلا

2011 / 9 / 18
حقوق الانسان


اقليم كردستان يعلن انتهاء أزمة الكهرباء في محافظات الاقليم الثلاثة (اربيل – سليمانية – دهوك والتالة كركوك) واعتماد وزارة الكهرباء الكردستانية برنامجاً لتوفير الكهرباء على مدار 24 ساعة/ انها محطات غازية بطاقة 2225 ميكاواط لقطاع خاص! اضافة الى توفير ملياري دولار ونصف لحكومة الاقليم! وسؤال قناة العربية لوكيل الاقدم لوزارة كهرباء المركز/بغداد كان: هل بغداد تفتقر الى الجرأة اللازمة لتوفير الكهرباء للعراق؟ هناك صرف بحدود 30 مليار دولار ولكن! العراق يستورد مشتقات نفطية بثلاث مليارات اخرى!! وكردستان تربح ملياري دولار سنوياً! وكانت الجرأة بالاعتماد على القطاع الخاص باستيراد محطات غازية عن طريق شركتي (دانا غاز ونفط الهلال) هو استثمار بحت لمليار لم يدخل في الميزانية واستفادت منه كردستان بضعف المبلغ!! اذن اين الخلل ياسادة يا كرام؟
دق الوكيل الاقدم على وترالاستثناء من التعليمات لقطاع الكهرباء ولكن في بغداد هناك مناقصات وميزانية وغيرها من الطرق القانونية الاخرى! بغض النظر عن الجدل البيزنطي بين الحكومة وهيئة النزاهة ووزارة الكهرباء وخاصة ان المليارات المصروفة والمسروقة (17 مليار دولار فقط) وهذه كافية لسد نقص العراق من شماله الى جنوبه ومن غربه الى شرقه من الكهرباء ولا نبالغ ان قلنا ان بهذا المبلغ يمكن ان يصدر العراق الكهرباء/النور الى جيرانه ولكنه مع الاسف والخسف يعيش شعبه في ظلام لساعات طويلة في هذا الصيف اللاهب، والسؤال المحير هو: متى توفر حكومتنا العراقية الكهرباء على مدار 24 ساعة كما حدث في كردستان العراق؟ فهل يعني هذا ان حكومة الاقليم/كردستان اكثر جرأة وشجاعة من ناحية ام انها اكثر نزاهة من حكومة المركز؟ اليس رئيس دولة العراق كردي؟ اليس وزير الخارجية ومن ثم مدير المخابرات (محتمل) ان يكون كردي ايضاً؟ طيب اليس للاكراد 44 مقعداً في برلمان العراق؟ اذن الاكراد لهم حصة الاسد في الحكومة! (رئيس الجمهورية – وزير الخارجية – مستشار رئيس الوزراء – وكلاء وزارات – مدراء عامون ،،،،)
صيف وشتاء على سطح واحد
عليه هناك حيرة وتوقف عند مشهد "صيف وشتاء على سطح واحد" وهذا المثل قرأناه في نهاية السبعينات من القرن الماضي في جريدة التآخي ساقَ الكاتب انذاك هذا المثل حول ازدواجية نظام الحكم حينها مع القضية الكردية! وفحوى المثل (صعدت ام البيت في صباح احد ايام الصيف الى سطح الدار فرأت ابنها يعانق زوجته (كنتها) وهم نيام! فما كان منها الا وان كشفت اللحاف وفرقتهم ووضعت وسادة بينهما وتمتمت "ان المناخ حار" انه الصيف فلا داعي للحاف! –الغطاء
وذهبت الى الجانب الاخر من سطح الدار فرأت زوج ابنتها نائم وقد اعطى ظهره الى وزجته (ابنتها) ووجهه الى الجهة الاخرى والغطاء – اللحاف - واقع على الارض! عندها بادرت مسرعة الى وضع اللحاف وغطت ابنتها وزوجته بعد ان عدلت وضعهما ليصبحا في حالة عناق!! وتمتمت وقالت:ان الجو بارد، وكان صيف وشتاء على سطح واحد
واليوم هناك صيف وشتاء في بيت واحد – انه العراق – حكومتين /المركز + حكومة كردستان – الاخيرة تكون البنت في مثلنا اعلاه، وحكومة المركز تمثل (الابن وزوجته – الكنة) ولكن يا سادة يا كرام من تكون او من يمثل دور الام؟ هل هي امريكا؟ ام ايران؟ ام السعودية؟ ام تركيا مؤخراً؟ ام الدول الاوربية؟ ام اسرائيل؟ اين دور الشعب؟ اين البرلمان؟ فهل لا يوجد فساد داخل حكومة الاقليم؟ ام ان الفساد ينخر في جسد حكومة المركز؟ ماذنب 4/5 الشعب الاصيل ان يعيش حياة قاتمة (نصف مظلمة) والخمس الباقي يعيش في نور – 24 /7 – واخيراً اين دور رئيس العراق ووزراء الاكراد والمسؤولين الاخرين في مراكز القرار العراقي من الاكراد؟
لماذا ينجح القطاع الخاص في كردستان (اعتمد مليار دولارفقط) ونجح خلال 15 شهر فقط ان يزود 3 محافظات بالكهرباء 24 ساعة،؟؟ وبحساب بسيط بما ان العراق مكون من 18 محافظة عليه يتطلب اعتماد 5 مليار دولار (ان طرحنا المحافظات الثلاثة التابعة لاقليم كردستان) ولكننا لحد اليوم صرفت حكومتنا العتيدة 30 مليار دولار فقط، نكرر فقط، وتطلب اليوم تخصيص ميزانية اخرى (محتمل ان تكون عشرات المليارات الاخرى دون ان يلمس الفرد العراقي اي انفراج في ازمة الكهرباء التي اصبحت نكتة الموسم وكمسمار جحا!! لكي لا ننسى ان القطاع الخاص عندما صرف مليار دولار لتزويد المحافظات الكردستانية الثلاث بالغاز ومن ثم الكهرباء قد وفر مبلغ ملياري دولار لحكومة الاقليم خلال سنة! بما معناه ان حكومة المركز ان كانت قد اعتمدت على القطاع الخاص (نفس الشركات المعتمدة في الاقليم او غيرها) فمن المفروض ان المبلغ المعتمد حينها (5مليار دولار) كان قد وفرته الشركة المعتمدة لحكومة المركز/وزارة الكهرباء مثلما حدث في الاقليم، وسؤالنا الاخير في هذا المقال: اليس من الاخلاق الانسانية بمكان ان يتم جواب نفس الشركة او الشركات التي قامت بتزويد المحافظات الشمالية الثلاث بالكهرباء 24/7 لكي تقوم بنفس ما قامت به في كردستان؟؟ وفي نفس الوقت تقوم وزارة الكهرباء العراقية بعملها والاشراف على عمل القطاع الخاص بعد اعتماد استثناء ميزانية خاصة كما حدث في كردستان وبقانون خاص، وبهذا نكون قد عاش شعبنا صيفه على سطح واحد وشتاءه على نفس السطح ولكن لكل موسم خصوصيته! الشعب بالانتظار ولكن الى متى يتم الضحك على ذقوننا بالمفارقات الواضحة ( 3 محافظات تعيش تحت النور (الكهرباء 24 ساعة/7) باعتماد مليار دولار + ربح ملياري دولار!! و 15 محافظة صرفت 20 مليار دولار وتعيش بالنور 6 -12 ساعة باليوم، انها عتمة بغداد) – لاهو صراع بين القطاع الخاص والقطاع العام، ولا هو صراع بين الراسمالية والاشتراكية، بل هو صراع بين الاخوة الاعداء انه الفساد المنظم
[email protected]
www.icrim1.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفيدرالية
ندى فاضل ( 2011 / 9 / 19 - 00:13 )
كنت سابقا ضد الفدرالية لاننا نحن العراقيين تعودنا على عراق موحد لا يمكن تجزئته وان كانت من الناحية الاداريه فقط رغم ارتباطه بالمركز فلم نكن نعرف هذا النظام حيث يتحرك الجميع في عراق موحد لا يفرقنا دين او طائفه او قومية.لم يكن احدا من العراقيين يتوقع ما وصل اليه العراق من خراب وفساد وقتل واسالة للدماء البريئه الطاهرة .لا يهمنا من كان السبب في ذلك من دول اقليمية ام عالميه ام تصارع على الحكم وكمايقال(تعددت الاسباب والموت واحد).لقد اثبتت التجربة من خلال اقليم كردستان بانها ناجحة وفعلا انهم ينعمون بالكهرباء لمدة 24 ساعه وهذا ما رايته وعشته من خلال زيارتي الاخيرة.اعتقد بان تخصيص ميزانية للمحافظه او المحافظات المنتظمه باقليم تحد من ظاهرة الفساد قدر الامكان اضافة الى سهولة اسناد مهمة توزيع الموارد على القطاعات من قبل اناس متخصصين وتحملهم للمسئوليه في حالة فشلهم.عندما نادى البعض بالفيدرالية خرج بعض المأجورين من المستفيدين من الفساد ليهدد ويتوعد ويحارب من ينادي بها لا لشي بل لانه مستفيد في ظل الفوضى من الفساد.سوف يطالب العراقيين جميعا بالفدرالية فلم يعد امامهم اي خياربعد ان يئسوا من اصلاح حكامهم

اخر الافلام

.. موفدة العربية ترصد تطورات التصعيد على الضاحية ومأساة النازحي


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - ‏الأمم المتحدة تدين العدوان الإسر




.. بتوقيت مصر يناقش رفض مصر للتصعيد في المنطقة أمام الأمم المتح


.. تفاقم معاناة النازحين في لبنان




.. عشرات النازحين يفترشون الأرض في الحدائق ببيروت بعد أن فروا م