الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سنبحث عن دكتاتور

اكرم بوتاني

2011 / 9 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



ليس من المهم ان نتفق مع كل ما يطرح من آراء وافكار ، لكن المهم هو ان نكون مؤمنين بالآراء والافكار التي نطرحها .

لاتزال امكانية دمقرطة العراق وغده المشرق تعشعش في ذهنية البعض من الكتاب و المثقفين ، رغم الفوضى السياسية والفساد المستشري في كل مؤسسات الدولة ، ورغم الحالة الامنية المتردية ، ورغم تمزق المجتمع العراقي ، وعلاوة على ما ذكر هوعدم وجود رغبة حقيقية بالنظام الديموقراطي لدى الكثير من رجالات السلطة وفئة كبيرة من المجتمع .
ان دراسة الظاهرة السياسية في العراق دراسة واقعية بعيدة عن الانحياز لأي طرف تقودنا الى استحالة مجرد التفكير بديموقراطية العراق ، لأن العراق ليس دولة حسب المفهوم الصحيح للدولة ، ليس بسبب وجود قوات الاحتلال كما يحلو للبعض تسميتهم ، وانما بسبب هشاشة المجتمع العراقي وتقسيمه بين طوائف ومذاهب ، وهكذا مجتمع لايمكن له تأسيس دولة قوية لأن المجتمع هو المحرك الاساسي لقوة الدولة واستقرارها ، فكيف لنا ان نفكر بنظام سياسي مهما كان شكله قبل ان تكون لنا دولة بالمعنى الصحيح للدولة ، اما السلطة السياسية فهي لاتعدو كونها سلطة غالبيتها من الفاسدين والمفسدين جعلوا من السياسة عملا يكسبون منه مليارات الدولارات ، فقلة قليلة من العراقيين فقط تعلم اين تذهب اموال النفط ، والعقود مع الشركات الوهمية بات الوسيلة الجديدة للسرقة والنهب ، اما البرلمان العراقي والذي من المفترض بانه ممثل الشعب فقد بات مكتب تجاري مربح دون الحاجة الى رأسمال ، حيث يقال بأن بعض الكتل النيابية تدفع مبلغ خمسون الف دولار (خمسة دفاتر حسب لغتهم) لكل نائب يصوت ضد مشروع قرار لايناسب تلك الكتلة او عشرون الف دولار لكل عضو لايحضر جلسة التصويت على ذلك القرار ، اما السرقات الشرعية فهي التي ابتدعها رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي حيث منح نفسه مبلغ (150) مليون دينار عراقي مكافئة العيد (عيدية) و100 مليون لكل من نائبيه ، ولاتختلف الوضعية لدى السلطة القضائية فما الذي ستفعله هذه السلطة مع الضباط الذين افرجوا عن 34 مجرم من سجون الموصل مقابل عشرة الاف دولار عن كل سجين ثم ظهروا عبر وسائل الاعلام ليقنعوا الشعب بان اؤلائك المجرمين استطاعوا الهروب من السجن عبر نفق طوله ستون مترا ، مختصر القول العراق يعيش حالة من الفوضى وعليه لابد للعراقيين ان يفكروا اولا بانهاء هذه الفوضى قبل ان يفكروا بنظام ديموقراطي ، فاذا ما بقي العراق في هذه الحالة من الفوضى وخرجت القوات الامريكية من العراق في نهاية العام حسب الاتفاقية الامنية بين الطرفين ، ستتحول حالة الفوضى تلك الى حرب اهلية دون ادنى شك ، وقد لايحتاج المرء ان يكون خبيرا سياسيا او عرافا متمرسا لكي يكون على وعي بالاخطار التي ستؤول اليها الحرب الاهلية بعد خروج القوات الامريكية من العراق ، فهناك فصائل في كامل الجهوزية مدعومة من ايران مستعدة للسيطرة على مقدرات البلد وتنفيذ اجندات النظام الاسلامي القائم في ايران البعيدة المدى ، وفي نفس الوقت هناك فصائل بعثية لاتزال تحلم بالسلطة ومكتسباتها منتشرة في المناطق السنية ولاتزال تحافظ على صلاتها مع بعض الدول الاقليمية ، وفي هذه الحالة لن تقف تركيا التي تتطلع الى قيادة المنطقة الاقليمية مكتوفة الايدي بل هي تبحث عن فرص لاعادة امجادها السابقة في قيادة العالم الاسلامي وهذا واضح وجلي في الجولات المكوكية التي يقوم بها القادة الاتراك في عموم المنطقة العربية والاسلامية وبذلك سنكون امام حرب اقليمية مدمرة لن يتضرر منها سوى العراق وابناءه ، وسنكون امام انهيار كامل للدولة وسنعود الى المربع الاول ونبحث عن قائد ملهم يقودنا من الهزيمة الى النصر وحينها سنهتف له بالروح بالدم نفديك ، فمن هو ذلك القائد ياترى ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار


.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟




.. يديعوت أحرونوت: إسرائيل ناشدت رئيس الكونغرس وأعضاء بالشيوخ ا


.. آثار قصف الاحتلال على بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان




.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض