الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربّما ينجو العراق بمساعدة مثقفيه

أسعد البصري

2011 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


عندما أنتقد الثقافة العراقية فأنا حقاً أعني ما أقول ، لا تكفي روايات عشرات المبدعين العراقيين ونصوصهم . لا تكفي ، الكارثة شاسعة . ثم أن الوقت ضيّق لا هامش يحتمل التخرصات والنصوص المملة . لماذا حاربنا إيران في الماضي؟ لماذا تحكمنا إيران الآن ؟ لماذا نقتل بعضنا ؟ لماذا نخاف من بعضنا؟ ما هو الخوف ما هي رائحة الإنسان الخائف ؟ لماذا نسرق بلادنا ونخربها ؟ هذه الأسئلة ملككم أيها المبدعون لا يحق للسياسي أن يفتح فمه و يثرثر حين تتكلمون
عندما يظهر جيل من المبدعين المستعدين للموت في سبيل الثقافة
فإن خطورة هذا الجيل تعني انقراض المستعدين للموت في سبيل الطوائف
والعقائد الضيقة ، في نفس الوقت هذا الجيل سيعني نهاية الأجيال
الثقافية السابقة التي برهنت من خلال نتاجها الثقافي على استعداد فظيع
للعيش والتعايش مع الخيانة الوطنية والسكوت عنها. فلننفخ في الصّور حتّى ينهض هؤلاء الفاتحون العابرون على عذابنا
تحرّكات ٢٥ شباط الماضي تحت نصب الحرية في ساحة التحرير كانت عدوى حقيقية بسبب الثورات العربية ، لكنها عدوى ناقصة لأن أفكارها لم تكن راديكالية بما يكفي ولأنها لا تستطيع الإجابة على سبب العدوى من الدول العربية ؟ ولأنها كذلك كان بإمكان شخصيات رخيصة حقاً الصعود على براءة الشباب العراقي الحالم والتائه لغرض الإنتفاع الشخصي
مُشكلة الإنسان أنه دائماً يريدُ شيئاً ما لنفسه ، وحقاً الحُريّة هي في الكفّ عن هذه الإرادة ، كما عبّر أبو العتاهية عن ذلك بعبقرية
تَبِعْتُ مطامعيْ فآستعْبَدَتنيْ
ولَوْ أنّيْ قَنَعْتُ لكُنْتُ حُرّا
لا أدّعي بلوغ هذه الدرجة من الوعي لكن على الأقل أستطيع بما عندي من تجربة الإقرار بعبقرية هذه الفكرة .
عام ١٩٧٥ قال جان بول سارتر للمفكر الإيراني إحسان نراغي في جلسة عشاء في باريس بمنزل صديق مشترك هو رينيه ماهو :
إسمع لديّ رسالة إلى شاهك ، سمعتُ أنه أبدى عجبه خلال مؤتمر صحفي أقامه ، من أن يهتم فيلسوف كبير مثل سارتر بقضايا التعذيب والسجون في إيران . لذلك ، أرجو أن تقول له بأن الإهتمام بقضايا السجناء الذين يُعذّبون ، يجب أن يُشكّل الإهتمام الأوّلي للفيلسوف .
أين العباقرة العراقيون من هذا الكلام ؟ ومن التعذيب في سجون المالكي السرية ، أم أنهم فلاسفة كبار جداً بحيث لا يعنيهم أمر السجناء الذين يُعذبون في بلادهم . هل عرفتم الآن لماذا أتقيّأ على شِعرهم و مشاعرهم المشبوهة
بدون أية ضغينة و بمنطق صادق أقول للبعثيين أن يصمتوا
لأن الخطأ في خطابهم و عقولهم ليس إرادياً بل تاريخي
فأنا أقرأ خطابهم باهتمام وأرى أنه لم يعد صالحاً بل ينطبق
عليه و بصدق مقولة المؤرّخ الفرنسي تاليران عن النبلاء الفارين
... والمهاجرين الفرنسيين إبّان الثورة الذين قرّروا الدفاع عن النظام القديم
وصفهم تاليران ب كلمة واحدة ( لَم يتعلّموا شيئاً ، ولَم
ينسوا شيئاً ) أيها البعثيون لا تغضبوا مني هذه هي الحقيقة
في النهاية أنا مجرد صوت واحد وأطمح إلى التكاثر ، لهذا لا أستطيع من الآن فصاعداً مجاملة أحد . هذا القدر حدث لعراقيين كثيرين أعظم شأناً منّي ، كان آخرهم الشهيد هادي المهدي
الثقافة الوطنية مُمكنة دائماً ، مادام هناك وطن . فقط علينا التفريق بين الإحتجاج الوطني وبين الثرثرة والزعيق والنهيق
أكتب لكم وحرارتي مرتفعة ، لا شيء يُحيط بهذا المنزل النائي سوى قليل من عناية الله . أتذكر جيّداً أسلافي في الصحراء العربية وفي بساتين النخيل في البصرة . كانوا يُصارعون المسافات والطبيعة والأرض بسواعدهم العارية . كانوا يجاهدون الحياة حاملين الله و أرواحهم حتى يسقوا وتفيض نفوسهم المحاربة . هؤلاء الأسلاف هم كل ما بقي عندي من كرامة
ربما أمامنا أمل ، ربما ينجو العراق ، ليت السياسيين يتوقفون عن الغرور وإظهار القوة . إسمحوا للمثقف العراقي بشتمكم لماذا تقتلون هادي المهدي مثلاً ؟. المنطقة تتحرك رمالها و مَن تعتقدون أنه مُقدّس ولا يجوز لمواطن شتمه ستشاهدونه يُسحَل غداً أمام عيونكم بجيش فارسي صفوي أو بجيش تركي عثماني . سيعاني العراق اجتياحات مشابهة لتلك التي حدثت أيام الشاه عباس والسلطان مراد إذا لَم نحترم وطننا و وطنيتنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم كوريا الشمالية: حان وقت الحرب! فهل يشعل صراع الكوريتين


.. لافروف: ما يهم روسيا هو عدم صدور أي تهديد غربي لأمنها| #الظه




.. الملف النووي الإيراني يستمر الشغــــل الشاغـــل لواشنطن وتل


.. أول مرة في العالم.. مسبار صيني يعود بعينات من الجانب البعيد




.. ابتكار جهاز لو كان موجودا بالجاهلية لما أصبح قيس مجنونا ولا