الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عتب على الامريكان

نوري جاسم المياحي

2011 / 9 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في بداية السقوط صدق الكثير من العراقيين وخدعوا بالاعلام الامريكي ووعوده السرمدية بالحرية والديمقراطية وكما يحدث اليوم في ليبيا وسوريا .. وكنت احد من حلم بعراق يسودة الامن والاستقرار والرخاء ...ولكن بمرور الايام تبخرت الاحلام وحلت بدلها الكوابيس المرعبة .. واليوم لا اتردد ان اعلن وبصوت مرتفع ..انا والملايين من العراقيين نترحم على عهد صدام الدكتاتوري الذي كانت تهابه وتحترمه كل دول الجوار بما فيها دويلة الكويت التي تهين الشعب العراقي وتذله يوميا من خلال ساسة ماجورين نصبتهم امريكا علينا...لقد ازاح الامريكان ديكتاتور واحد ونصبوا علينا عشرات الدكتاتوريين ممن لايخافون الله ولايحترمون الشعب ... بدلا من النظام الديمقراطي المزعوم الذي وعدونا به ... فاصبح من حق كل عراقي ان يطالب الامريكان بالوفاء بوعودهم استنادا الى مبدأ (ماضاع حق وراءه مطالب )...فالورطة والنكبة التي اوقعونا بها الامريكان وعملاءهم لاتحل الا بتطبيق الديمقراطية الحقيقية وبمؤسسات تحترم وتطبق النظم والقوانين الديمقراطية .. ان تجار السياسة الحاليين الذين نصبهم الاحتلال لن ينزاحوا عن صدورنا الا بواسطة وبمساعدة الامريكان انفسهم وفقا لمبدأ ( وداوني بالتي كانت هي الداء )..لان شعبنا تعبان ...
ومن الانصاف ان نعترف ان تبديل نظام الحكم في العراق عام 2003 قد سمح للمواطنين بحرية الكلمة والاعلام ... وهذه ظاهرة رائعة وصحية وايجابية ...ولاسيما في السنين الاولى التي اعقبت الاحتلال ... ولكن وبعد استيلاء( تكويش )الكتل السياسية الحاكمة اليوم ...بدأت تحارب حرية الكلمة والاعلام ..بل تمادت لاسكات الاعلاميين الى الابد ... باستخدام كاتمات الصوت والصورة والحياة ...وهنا لابد لي .... انني اقصد كل الكتل السياسية (وبدون استثناء ) طبقوا تكميم الافواه وكتم الانفاس في الماضي وستطبق هذه الطريقة في المستقبل ضد كل من يقول كلمة الحق او يرفع صوته ضد الفساد والفاسدين ... ولمعلومات القاريء الكريم ...انا لست صحفيا وانما استثمرت فرصة الحرية هذه وبدأت اكتب ارائي في المواقع التي تشجع حرية الكلمة ...وهنا لابد لي من الاعتراف ان الكثير من الناس لاتعجبهم كتاباتي لانها لاتمدح قادتهم ولا اطبل لسياستهم كما يفعل وعاظ السلاطين هذه الايام ... فانا عراقي حر واعشق الحرية ... وانتقد ما اراه منافي لتطلعات العراقيين الاحرار ...ولا اداهن او اتملق ولا اخاف في الحق لومة لائم ...
بالامس كنت اتابع (برنامج بالعراقي ) على فضائية الحرة عراق الامريكية .. لمناقشة تاثيرات انشاء ميناء الكويت على العراق وشعبه .. وشارك في الندوة نائبان والصحفي البيضاني ... ودارت النقاشات بحرية وجلب انتباهي بل وشعرت ان المحاورين نسوا انفسهم فانطلقوا بحريتهم واسترسلوا يناقشون ويطرحون اراءهم الجريئة والشجاعة لتشريح ما يدور من مهازل في مجلس النواب وما يدور وراء الكواليس المظلمة .. مما اثارت الاهات والانين والاحزان في قلبي وهيجت همومي ... بل نكأوا الجروح الدامية لواقعنا المرير.والمؤلم..
لا اريد ان اطيل عليكم ولن ابدي رايي في كل مادارفي النقاش لانه كله تعازي حسينية ... ولكن ساركز وباختصار على نقطة واحدة اثارها مقدم البرنامج الرائع عندما سأل النائبين والح في تساؤله ( لماذا لاتطالبوا بنصب منظومة تصويت الكترونية وتتحرروا من دكتاتورية رؤساء كتلكم ؟؟؟ ) ... وهنا اجابت النائبة العراقية الاصيلة والماجدة وبحسرة واسف شديدين ... قدمنا طلب بذلك موقع باكثر من 130 نائب الى رئاسة المجلس .. وولكن الرئاسة اهملته بل احتقرت من قدمه بتصرفها هذا ... وهنا اكد وثنى علي كلامها النائب الشاب ( المعمم ) .. وقال بعد الحاح المذيع ... واعترف بشجاعة ...ان عدم احترام رئاسة المجلس لرغبة النواب المتكررة وليس في هذه القضية وحدها فحسب وانما العشرات من القضايا...اثارت غضب ونقمة الكثير من النواب الاحرار واستفزنهم لدرجة اصبحوا يطالبون فيها تغيير وتنحية رئاسة المجلس ...
وهنا احس النائب الشاب المعمم على نفسه (انه راح زايد وشطح بالحجي ...فاستدرك بابتسامة خجولة وباهته ..واستطرد قائلا ...ا ن رئاسة المجلس زينة ) .. انا لا الوم هذا الشاب الطموح والشجاع ...وبصراحة انا لا الومه فحاله لاتختلف عن حال مئات النواب في المجلس ...فليس عيبا في العراق هذه الايام (ان يداري المرء خبزته كغيره...فهذه اصبحت من سمات الشخصية العراقية بعد ان تجذرت في زمن الراحل صدام حسين )...وعلى كل حال .. فهو مشكور لانه نسي نفسه في لحظة ما وكشف الحقيقة ودافع عن الحق وانتقد سلوكية رئاسة المجلس المنافية للدستور والاعراف البرلمانية ..
ولنعد لبيت القصيد ونربط بين عنوان المقالة هذه وما يجري في مجلس النواب وحرية النواب في اتخاذ القرارات داخل هذا المجلس الهزيل ( واؤكد لكم انها من المسرحيات الساخرة والمهينة للشعب العراقي المظلوم .. النائم والمخدر والمغلوب على امره ) ...
قبل فترة ليست بالبعيدة نشرت( انا المخدوع والمضحوك عليه كبقية العراقيين ) مقالة بعنوان (ديمقراطيتنا عرجاء ) توسلت ورجوت الادارة الامريكية والرئيس اوباما والحاكم الفعلي في العراق السفير جيمس جفري للتدخل وتحسين عمل مجلس نوابنا العتيد (وبعد ان يأست وقطعت الامل في الساسة العراقيين )...واقترحت ان يتبرع السفير ومن جيبه الخاص لينصب منظومة تصويت الكترونية في مجلس النواب وبذلك يحمي النواب من دكتاتورية رؤساء الكتل ويشجع على تطبيق الديمقراطية ... ولكن يبدوا لي ان لاحياة لمن انادي ... الادارة الامريكية لايهمها الديمقراطية في العراق بقدر اهتمامها بشفط ثروات العراق النفطية ... اما الحاكم والسفير في المنطقة الخضراء ... فلا هم له بالشعب العراقي او الديمقراطية ... وثبت ان الرجل بخيل ( وعصارة مثل مايسموه العراقيون ) واضافة الى ذلك لايؤمن بالديمقراطية وبوعود حكومته بتطبيقها في العراق ... والغريب ان الرجل تعلم من العراقيين ..(يطنش )وما يقرأ ما يكتبه الناس ...فقط يصدر الاوامر لاصحاب العقود من المستشارين في الحكومة العراقية لتسهيل مصالح الولايات المتحدة واصدقاءها في العراق ... والحليم تكفيه الاشارة ...وكلمة اخيرة اقولها له وللادارة الامريكية ... احترموا ارادة الشعب العراقي قبل ان يثور ضدكم وضد عملاءكم ...ويحرق الارض من تحت اقدامكم ... ونصيحتي اليكم ... ان كنتم تريدون كسب صداقة الشعب العراقي ...ساعدوا العراقيين بالخروج من البند السابع والغوا القرار المرقم 833 الجائر والخاص بترسيم الحدود بيننا وبين الكويت ووالغوا التعويضات التي تستقطع من قوت الفقراء والمساكين ... لان العراقيون يعرفون جيدا انكم وراء فرض واصدارهذه القرارات الجائرة واللعينة وكلنا نعرف ان الغاية منها اضعاف العراق واذلال شعبه .. وتذكروا ان شعب العراق سينتصر في النهاية ومهما طال الزمن ..
اللهم احفظ العراق واهله ...اينما حلو او ارتحلوا ...

ادناه رابط مقالتي (ديمقراطيتنا عرجاء )
http://www.iwffo.org/index.php?option=com_content&view=article&id=42713:2011-08-18-01-21-16&catid=4:2009-05-11-20-54-04&Itemid=5








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العتب بداية للصداقة!!
عباس سلمان ( 2011 / 9 / 20 - 10:09 )
عرفنا الكاتب من ألد أعداء الأمريكان لأنهم أسقطوا حكومة حزبه، واليوم يكتب بعنوان عتب على الأمريكا خلافاً لهجوماته وشتائمه عليهم، وهذا يدل على أن الكاتب بدأ في صداقتهم، لأن العتاب بين الأصدقاء وليس بين الأعداء، سبحان مغير الأحوال


2 - الصداقة افضل من العداء
نوري جاسم المياحي ( 2011 / 9 / 22 - 17:54 )
استاذ عباس الفاضل ... انا احترم رأيك وقناعاتك بل يشرفني انك تتابع كتاباتي... ويؤسفني ان اخبرك ان الولايات المتحدة ليست بحاجة لصداقتي فعندها من العملاء والاصدقاء اليوم في العراق مالايعد ويحصى .. ولو كانت صداقتي للامريكان تخدم مصالح شعبنا العراقي لما ترددت في اعلانها ..بل يكفيني فخرا.. فالصداقة افضل مليون مرة من العداء ... ولاتنسى انني دفعت ثمنا غاليا ولا يعوض جراء الاحتلال الامريكي او بسببه ...حالي حال الالاف من العوائل العراقية المنكوبة ... وثق يا اخي ان المأساة العراقية الحالية والورطة التي نعانيها ... لن تحل الا بمساعدة الامريكان ..هذه وجهة نظري نابعة من قناعة شخصية بحتة ...والعتب لايعني الصداقة كما تعلم ..

اخر الافلام

.. مبيعات سيارات تسلا الكهربائية في تراجع مستمر • فرانس 24


.. نتنياهو ينفي معلومات حول إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها




.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: نتمسك بتدمير البنية التحتية لحم


.. شركة تبغ متهمة بـ-التلاعب بالعلم- لجذب غير المدخنين




.. أخبار الصباح | طلب عاجل من ماكرون لنتنياهو.. وبايدن يبرر سوء