الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايلول تصويب مسار ام استحقاق

جورج حزبون

2011 / 9 / 20
القضية الفلسطينية



تشتعل الساحة الوطنية الفلسطينية ، مع اقتراب موعد تقديم طلب عضوية دولة فلسطين للأمم المتحدة ، ويتم الاهتمام بالتعبئة الشعبية لإظهار التضامن الشعبي عبر مهرجانات ومسيرات ، تحاكى المناخ العربي الراهن وتلتحق به ضمن موكب الانتفاضات العربية ودعما لها ومساندة منها ، حيث ستقوم تلك المهرجانات بإعلان تضامنها مع أشقائها ، وإظهار ( قومية المعركة ) مما يساعد على تنبيه إسرائيل وأميركا ، بأنه لا يمكن فك عري عروبة فلسطين ، ولم يعد ممكنا الاستمرار بسياسية المراوغة والتسويف ، قتلا للوقت وتسريباً للأرض الفلسطينية رغم الإعلان عن حسن النوايا بالمفاوضات .
لقد عملت أميركا كإمبراطورية استعمارية ، وريثة الامبرياليات السابقة ، على الاخلاص لاتفاقات ( سايكس بيكو ) وللوعود البريطانية الانتدابية ، بل أكثر تحالفت استراتيجيا مع أخر احتلالا في التاريخ ( إسرائيل ) فأصبحت إمامنا لوحة سياسية مع أشرس وأخر احتلال في التاريخ ، وبالتالي فان مصالح الطرفين متوافقة ، وبالضرورة معادية ، لتطلعات الشعوب في الانعتاق والتحرر ، وحيث تواجه أميركا اليوم أصعب أزماتها الرأسمالية ، فإنها تحاول إن تستمر في الحفاظ على ذخرها الاستراتجي في الشرق الأوسط إسرائيل ، إمام حالة عربية تتفاعل لإنتاج واقع جديد لا تراهن أميركا على ولائه ولا على نمط قيادته حسب ما كان جاريا سابقا ، وتحديداً حين ترى حلفائها السابقين من قيادات الأنظمة العربية في قفص الاتهام أو المنافي .
وحين تقرر القيادة الفلسطينية التوقف عن نهج المفاوضات بالرعاية الأميركية ، والأصح بالتفرد الأميركي ، فهي تصوب وضعاً ساد منذ حرب أكتوبر 73 ، فقد دعا الاتحاد السوفيتي في حينه إلى عقد مؤتمر دولي للقضية الفلسطينية ، فراوغت أميركا وتمنعت إسرائيل ، وتواطأت الأنظمة العربية من حيث هي حليفة أميركا في وجه الاتحاد السوفيتي ضمن سياسية الحرب الباردة ، فكان إن انفردت أميركا بالصراع ، ودشنه السادات بمقولته الشهيرة 99% من أوراق اللعب بيد أميركا .

رغم إن اتفاقية أوسلو تمت بسرية عن أميركا بادئ الأمر ، إلا إن توقعيها جرى في ساحة البيت الأبيض عام 1993 وفي شهر أيلول تحديداً ، واقر الإطراف مع النرويجيين بان حدود عملهم لا يجوز إن تتجاوز ما تم ، فعادت أميركا لدورها وعدنا إلى الإقرار بحقها من خلال التعامل فيما يجري ، وغيبنا دور الأمم المتحدة ، غيبنا دور المجتمع الدولي ، وطالبنا باستقلال القرار الوطني ، بمعنى هذا شأن فلسطيني داخلي ، حتى تنبهنا إلى إننا بذلك نؤكد ( سايكس بيكو ) وان القومية حالة كفاحية يجب إن نتحصن بها لرد عدوانيات فرضت على المنطقة ، وهي المسئولة عن التمزق العربي وقيام دول دينية ، وشمولية ، ومتنافرة .
وبالعودة إلى الأمم المتحدة ، ومخاطبتها ، والطلب إليها احترام قراراتها ، نكون قد قمنا بتصويب نهج أخطاء طويلا ، ولعله سبب مباشر لهذه الانفعالية الأميركية وتهديداتها ، فقد شعرت أنها اطيح بها في زمن حرج لها وضمن ثورات عربية تود إن تظهر إمامها راعية للديمقراطية وحقوق الشعوب ، وان استخدام الفيتو سيكون رسالة للأمة العربية الهادرة نحو بناء أسس نظام جديد ، بان أميركا تمثل خطر لها ، كذلك فإنها تحرج حلفائها التقليدين في المنطقة من السعوديين وربما القطرين وغيرهم ، حين لا تقوم بالحد الأدنى من المجاملة ، حين ترفض بطلب حق الشعب الفلسطيني في وطنه ، مدعية ان المفاوضات هي الطريق الوحيد ، مع أنها هي ( أميركا ) من وضع مبعوثها ( ميتشل ) خارطة الطريق والتي على أساس منها تشكلت مجموعة الرباعية الدولية ، وبهذا فهي ليست أنها ،لا تحترم قراراتها وحسب ما صرح رئيسها اوباما بحق الفلسطينين بدولة على حدود 67 ، بل أنها تهدر الزمن وتضيع الحقوق وتعتبر ان الفلسطينيون خرجوا عن الطوق وأحرجها ذلك .
كل هذا الذي سلف كان نهجاً فلسطينياً وعربياً ، فالقضية الفلسطينية بدأت بالأمم المتحدة ، وان أية مفاوضات تعلن أنها حسب قرارات الأمم المتحدة بما فيها اتفاقات أوسلو ، فإذا كان الأمر كذلك وان تلك المقررات هي المرجعية القانونية فلماذا إذن لا نتفاوض حولها ضمن البيت الذي أصدرها ، وهو اقدر على توفير غطاء منطقي للطرف الفلسطيني المحتلة أرضه ، إمام تعسف إسرائيل ورعاية حليفتها الأساسية أميركا .
وعليه فان الأمر ليس بمجرد طلب عضوية دولة ، انه إعادة صياغة مسار وتحديد منهج ، وجعل الأمر في موقعه ، وليس تهديد أميركا بتجويع شعبا وإسرائيل بحصاره وإرهابه بالمستوطنين وحشد الجيش على تخوم المدن والقرى ،إلا استمرار لما هو كائن منذ عام 1967 ، فمنذ ذلك اليوم ألاحتلالي لم يعرف شعبنا لا حرية فكر ولا رأي ولا تنقل دون تصاريح وتفتيش واعتقال وقتل ، وتلك التي نطالب بإنهائها، على طريق دحر الاحتلال والتحاق بموكب الدول الساعية نحو السلم والأمن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قالت وزيرة الخارجية الألمانية عن صحفيي غزة؟


.. لبنان وإسرائيل .. مبعوث بايدن يحمل رسالة إنذار أخيرة من تل أ




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تنظر في قانون منح صلاحيات واسعة ف


.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع من داخل مدرسة لتوزيع المساعدات بش




.. استشهاد سيدة إثر استهداف قوات الاحتلال منزلا لعائلة المقادمة