الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشاركة الاطفال في المظاهرات في العالم العربي

محمد السينو

2011 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


تعرفون و أعرف ما يجري من أحداث ساخنة في عدّة دول عربية مع اني ضد المظاهرات بجميع اشكالها واهدافها نتابع جميعنا ما يحدث - تختلف طبعاً درجة المتابعة من شخص لآخر نشاهد جميعنا مشاهد المظاهرات و الإحتجاجات و الإعتصامات لعلّكم لا حظتم مثلي وجود أطفال في هذه النشاطات غير الآمنة فقد و قعت حوادث مؤسفة و سقط العديد من الضحايا كان من بينهم أطفال سؤالي هو عن شرعية طحاب الأطفال و إشراكهم عنوةً في هذه النشاطات طبعاً الطفل - لا سيّما دون سنّ الخامسة عشرة - لا يفقه شيئاً من أمور الحياة و بالتالي قرار تواجده هنا يكون مرهوناً بإرادة والديه أو أحدهما هل هو استغلال لبراءة الطفولة للتأثير على الرأي العام و على الصورة الإعلامية للحدث. و قد بات واضحاً و جليّاً أنّ التغطية الإعلامية و طريقة إلقاء الخبر يلعبان دوراً كبيراً في توجيه عواطف المتلقّي و تأجيج المشاعر.من بين مواد اتفاقية حقوق الطفل: الحق في حرية الرأي والتعبير، وقد شارك الكثير من الأطفال في المظاهرات المناهضة للحكومات في الآونة الأخيرة، الأمر الذي يثير القلق بشكل كبير. فقد أشارت التقارير إلى تعرض الكثير من الأطفال المشاركين في هذه المظاهرات إلى مخاطر بالغة؛ فقد قتل الكثير منهم وتعرضوا لحالات إغماء جرَّاء القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. كما أن مشاهد العنف والقتل غالبا ما تنعكس سلبا على تصرفات الأطفال وسلوكياتهم وصحتهم النفسية، الأمر الذي يعتبر جريمة في حق الطفولة، ويؤكد ضرورة وأهمية تجنيب الأطفال هذه الأحداث والمشاهد، حرصا على سلامتهم وصحتهم ومستقبلهم.
مشاركة الأطفال في المظاهرات تثير الكثير من التساؤلات، مثل: ما شعور الأطفال عندما يشاهدون مشاهد ومناظر مؤلمة من سقوط قتلى وجرحى في المظاهرات، وكذلك عندما يشاهدون صدامات واشتباكات عنيفة بين أبناء الوطن الواحد المؤيدين منهم والمعارضين وكأنهم في ساحات للقتال والمعارك؟ وهل يدرك هؤلاء الأطفال معنى المفاهيم والشعارات السياسية التي رددوها في هذه المظاهرات وأبعادها وخلفيات وأسباب النطق بها، من قبيل المطالبة بالديمقراطية والحرية والإصلاحات السياسية والشعب يريد رحيل وإصلاح وإسقاط وتغيير النظام، إلى غير ذلك من هتافات وشعارات حفظها الأطفال مسبقا وقد لا يدركون معناها وأبعادها؟ وهل يمكن تربية الأطفال على تجنب العنف في مجتمع مليء بمشاهد وأحداث العنف والقتل؟
لم تعد الكثير من الأسر تهتم بمسألة تجنيب أطفالها المشاركة في المظاهرات، بما فيها من مشاهد وأحداث عنف؛ لأن هذه الأحداث والأخبار أصبحت تحيط بالجميع وتكاد تكون يومية، إلا أن الخطورة في هذه المشاهد والأحداث أنها تؤثر على الأطفال تأثيرا داخليا نائما لتشكل جزءا من شخصياتهم، ولتنعكس سلبا على تصرفاتهم وسلوكياتهم واتجاهاتهم، مسببة خطرا على حاضرهم ومستقبلهم؛ حيث تترسخ هذه المشاهد والصور المؤلمة في نفوس الأطفال ثم تترجم بطرق وأساليب مختلفة إلى سلوكيات ومشاعر وميول واتجاهات سلبية عنيفة وعدوانية فيمن بينهم قد تظهر في ممارساتهم وأنشطتهم المختلفة.
لهذا فقد أصبح من المهم والضروري تجنيب أطفالنا وأجيالنا الناشئة المشاركة في المظاهرات أو ضمان سلامتهم وأمنهم وعدم التعرض لهم، على أن نقدم لهم منذ الصغر دروسا وممارسات فعلية عملية حقيقية في حرية التعبير عن الرأي وحب الوطن والمواطنة الحقيقية، تنمو بمرور الزمن لتشكل شخصياتهم وليتعلموا من خلالها أساسيات المشاركة السياسية والتعبير عن آرائهم واتجاهاتهم في حرية وأمان وكذلك التحكم في انفعالاتهم من دون إيذاء وإضرار بأنفسهم أو بالآخرين وبالممتلكات. ومن المهم أيضا تصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة لدى الأطفال والأجيال الناشئة ومحو الصور الذهنية السلبية التي علقت بأذهانهم أثناء مشاركتهم في المظاهرات، وتصحيح مفهوم ثقافة التظاهرات وإبراز إيجابياتها وسلبياتها والتأكيد للأطفال أن التعبير عن الرأي وتحقيق مطالبهم المشروعة العادلة واستجابة الحكومات والأنظمة لها لن تكون بالمظاهرات وإنما عبر الحوار والقنوات الشرعية، حرصا على صحة وسلامة أبنائنا ومستقبل وأمن الوطن والمواطن
حق الطفل في الحماية ومراعاة مصلحته الفضلى كما نصت عليها الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل, و دور منظمات المجتمع المدني لمناقشة إشراك الأطفال في الإعتصامات والمسيرات والمظاهرات و التوصيات التي يجيب ان يعرفها و الحكومة التي تؤكد على تجنيب أشراك الأطفال في الاعتصام والمسيرات وهي مذكورة كالتالي:
1. حق ضمان مشاركة الأطفال مع ضمان حمايتهم من الخطر مع إدانة من ينتهك ذلك الحق.
2. مسائلة كل من انتهك حق من حقوق الطفل وشارك في قتلهم في أسرع وقت ممكن.
3. أبعاد الأطفال عن الصراعات السياسية.
4. على الحكومة تطبيق قانون حماية الأطفال من العنف والإساءة والاستغلال وهذه الحماية هي مسؤولية مشتركة يجب إن يلتزم بها كل جميع أطراف النزاع السياسي.
5. تعزيز مشاركة الأطفال مع مراعاة مصلحة الطفل الفضلى.
6. التشريعات الدولية والمحلية أكدت بالاهتمام بالأطفال و حمايتهم و عدم أشراكهم في النزاعات .
7. على جميع إطراف النزاع السياسي عدم استخدام الأطفال للوصول لمصالح سياسية.
8. على جميع الجهات احترام اتفاقية حقوق الطفل و ضمان حق الأطفال في التعليم ومواصلة تعليمهم.
، وعدم التلاعب بالقيم والسلوكيات في المبادئ الأخلاقية والتربية لأنها ستؤثر على الأطفال مستقبلاً.
9. على جميع وسائل الإعلام عدم استخدام الأطفال مادة أعلانية.
10. يجب على الأسرة و الجهات ذات العلاقة مراعاة و الآثار النفسية الناتجة عن إشراكهم في المسيرات
و الاعتصامات التي قد تجعل الأطفال ينتهجوا سلوكيات عدوانية.
11. على منظمات المجتمع المدني العمل بحملات توعيه للمجتمع توضح النتائج السلبية لمشاركه الاطفال في المسيرات و كيفية تمكين الأطفال على المشاركة والتعرف على السياسة ضمن بئية محمية .
12. تعديل قانون 45 لحقوق الأطفال لموائمة الأوضاع الحالية .
13. إعداد برامج إعلامية توعوية للأسر والمدارس.
14. على جميع إطراف النزاع السياسي عدم مشاركه الأطفال في المظاهرات .
15. ضرورة وجود الجانب الثقافي والتعليمي والتوعوي لبناء قاعدة تساعد الأطفال على المشاركة السياسية.
16. تطبيق القوانين التي تجرم إشراك الأطفال في النزاعات.
17. جعل العملية التعليمة حيادية( التخلي عن النزاعات الحزبية للمدرسين ومدراء المدارس).
18. رسائل صحية توعوية بأهم المخاطر الصحية والنفسية التي قد يتعرض لها لطفل عن أشراكة في المسيرات.
19. على الأحزاب السياسية و الشباب المعتصمين إضافة عرف بعدم إشراك الأطفال في المظاهرات والمسيرات.
20. على الأسر ومدراء المدارس تعزيز القيم التربوية الأخلاقية وأبعاد السياسة عن التعليم والمدارس.
هم المحرضون على التظاهر، يطلون علينا ليرفعوا شعاراتهم من على منابرهم الطائفية، يتظاهرون بامتلاكهم حساً إنسانياً مرهفاً، ولكنهم لا يتورعون عن اجتذاب الأطفال والزج بهم في المظاهرات دون التحلي بأدنى درجات المسؤولية الأخلاقية والإنسانية. رغم كل المناشدات التي أطلقها رجال دين والشخصيات الاعتبارية لتجنيب الأطفال حالة التحشيد السياسي. ومنذ انطلاق المظاهرات في سورية، يلاحظ أي متابع للأحداث التجييش الكبير للأطفال واليافعين، وجعلهم يسيرون في مقدمة المظاهرات، محمولين على الأكتاف، يهتفون ويهتف خلفهم من حرضهم ودفعهم، وقد تناسوا أن أولئك الأطفال لم تكتمل شخصياتهم بعد، وأن ما يقومون بفعله يعيق حالة النمو الذهني للأطفال، ويفقدهم في المستقبل الكثير من اللياقات، ويؤدي إلى تشويه عميق لآليات التفكير لديهم.
إن الخطر الحقيقي لا يكمن فقط بزج الأطفال في أتون التظاهر، وتعريضهم لدائرة العنف التي تتمحور حولها معظم المظاهرات، بل في استثمار وجود الأطفال ضمن سلوك اجتماعي متطرف، وعبر إشاعة حالة توهم الجمهور أن هذا الطفل لا يخرج عن سياق عائلته، بل هو يتحرك من خلال خروج كل العائلة في سياق التظاهر. إن المشكلة تكمن إذا ما كانت هذه المظاهرات تصب في خانة المذهبية والطائفية، أو إظهار الكراهية والعداء للأطراف الآخرين، الأمر الذي سيترك آثاره السلبية على الأطفال وسلوكهم الاجتماعي وهو ما يحدث فعلاً، وأن أكثر ما يسعى له من يقحم هؤلاء الأطفال في هذه المظاهرات هو إظهار أن العائلة بأكملها تشارك في هذه التحركات وتؤيد هذه المطالب.
ولكن للأسف أن من يسمون اليوم برموز المعارضة يتذرعون بأن حماسة الشباب هي من تدفع هؤلاء الأطفال، ويتناسون أن من يحرضون أولئك الفتيان يمارسون التلاعب على مشاعرهم من خلال ما يشاهدونه عبر وسائل الإعلام، ويرددون بإعجاب أسماء أطفال في مثل سنهم سقطوا في المواجهات، فيسارع الأطفال واليافعون نحو ممارسة أفعال يقال لهم بأن من سقط من الأطفال قاموا بها، معتقدين أنهم يمارسون رجولتهم بذلك التقليد الأعمى، هذا التجييش دفع بعض الأطفال إلى حمل السلاح الأبيض، ومهاجمة قوات الأمن وحفظ النظام، والاعتداء في أحيان كثرة على الممتلكات العامة وتخريبها.
وإن حمل شخص غير مسؤول على القيام بفعل يخالف فيه القانون، والقيام بكل ما من شأنه أن يزرع الغاية، والتأثير على تفكير الشخص من أجل خلق فكر إجرامي لديه يعتبر من أهم أركان التحريض المادي، وعند تحريض أحد الأشخاص على ارتكاب جريمة قتل على سبيل المثال فإن المحرض يعاقب بعقوبة القتل المقصود سواء وفق الفاعل في زهق روح المجني عليه أم إخفاق وهذا ما نصت عليه المادة (217) من قانون العقوبات السوري. إن استدراج الأطفال دون سن الثامنة عشرة واستخدامهم كأداة للعنف، ترفضه جميع الشرائع السماوية، والإسلام الحنيف يعتبر ذلك جريمة أخلاقية تخالف تعاليمه السمحة، كما يخالف الاتفاقات الدولية الإنسانية التي ركزت على عدم الزج بالأطفال في أتون الصراعات بكافة أشكالها وأنواعها، وإن مشاركة الأطفال في المظاهرات ليست مقبولة على الإطلاق، خصوصاً عندما تملى على الطفل قناعات لا يعرفها ولا يفهمها بعد، وعندما يتعلق الأمر بالخيارات السياسية. وهنا يحق لنا أن نطرح تساؤلاً: لماذا كل هذا التركيز الإعلامي على الأطفال؟ فكل من يحاول أن يفسر الصورة المستخدمة في الدلالة على وجود تظاهر في أرجاء سورية، يجد أن أي كادر تصوير يعج بصور الأطفال كجزء من المشهد، ليوقف التفكير لدى الرأي العام ويجعله يتجمد، ويتقبل كل ما يقدم عن السبب والمتسبب، فيضيع التساؤل الأساسي وهو: من أخرج هؤلاء الأطفال ومن حرضهم وما هدفه من ذلك؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله