الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترليونات سنة 2012 الى أين ؟

حافظ آل بشارة

2011 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


مثل كل سنة ناقش مجلس الوزراء موازنة سنة 2012 ومقدارها 131 ترليون دينار اي تزيد على مئة مليار دولار ، الحكومة تنثر الترليونات نثر التبن فهي لم تتعب في كسبها ، شعب يبيع النفط ليشتري الخبز ، ليست هناك حسابات معقدة ، نؤمن بالزهد وهذه الاموال وسخ دنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب ، ما حاجتنا الى وجع الرأس ؟ يقول الاقتصاديون اليهود والنصارى من اهل الدنيا الفانية : اذا كانت لديك ثروة طائلة وغلبت عليك عادة الاستهلاك المتواصل فعليك ان تفكر بالتقشف وتبدأ بانتاج احتياجاتك من سلع وخدمات بدل شراءها من منتجيها لانك سوف تستنفد ثروتك في الاستهلاك ، عليك ان تؤسس المزارع والمصانع وقطاعات الخدمات المعمرة ،تنتج احتياجاتك واذا اكتفيت انتج احتياجات الآخرين ، فأنت ان اتخذت من الاستثمار هاجسا فسيكون قانونك ان (الدينار يلد دينارا مثله) ، والدينار لا يلد بعملية شعوذة بل بدورة اقتصادية رصينة ، فالاستثمار خير لا شر معه ، لانه يصنع بنى تحتية ثابتة تكون اساسا للاستقلال الاقتصادي ويضمن تشغيل اهل البلد وزيادة ارزاقهم ويفتح اسواقا في الخارج والنفوذ الاقتصادي يترجم الى نفوذ سياسي ، وفوق ذلك فان الدينار يلد دينارا يشبهه شكلا ومضمونا ، فاذا تزايدت عوائد ميزان المدفوعات اصبحت لعملة المحلية قيمة كبيرة في اسواق العالم لانها تختزن نفوذ المؤسسة الاقتصادية ، والين الياباني اصبح عظيما مرموقا يناطح الدولار لان وراءه تقف منظومة استثمارية عملاقة ومتنوعة وهي التي جعلت جبابرة سوق السيارات يسجدون لشركة تيوتا لانهم يعرفون مواضع السجود في صناعة السيارات . يقول الخبراء ايضا انك ان كنت تمتلك المال الوفير وعجزت ان تكون مستثمرا ناجحا فكن مدخرا جيدا على الاقل ، ادخر اموالك ادخارا ايجابيا يحفظ لك اصولها عسى ان تتعلم يوما لعبة التنمية ، لا ندري في موازنة العراق الجديدة التي تذرى فيها الاموال ذرو التبن ، هل سيلد الدينار دينارا ، ام سيموت الدينار فلا يخلف ولدا يحمل اصفاره فتقع الفاجعة ، هل سيكون الاقتصاد في هذا البلد اقتصاد الزاهدين (بع النفط واشتر خبزا) ؟ ام سنكون مدخرين جيدين ؟ ام سيملأ اللصوص حقائبهم تحت شعار (مائدة الوطن المفتوحة لكل الخيرين) على اننا اشد خوفا من التحدث عن التنمية والبنى التحتية ، ومن يطلع على برنامج الحكومة المكتوب وبرامج الوزارات يجدها خالية من لغة الارقام والسقوف الزمنية ، وهي ليست خطط بلد يريد ان يدخل الى عالم التنمية والبناء الاقتصادي ، أحد الخبراء قال : اذا استمر العجز الاستثماري في بلدنا فيجب وقف عمل القطاعات الفاشلة فورا لان استمرارها يعني مضاعفة الخسائر فالعراق انفق مئات المليارات من الدولارات على قطاعات الكهرباء والزراعة والنقل والصحة والتعليم والتجارة وغيرها في السنوات التسع المنصرمة ولم يحصل على ثمار يعتد بها في تلك القطاعات ولو ان هذه الاموال ادخرت لما شعر المواطن بأي فرق بين الحالين ، الناس يتمنون ان تدرس الحكومة قضية الموازنة بهذه الطريقة ، مع قليل من القسوة والصراحة فهذه ترليونات وليس تبنا ايها المؤمنون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في شمال كوسوفو.. السلطات تحاول بأي ثمن إدماج السكان الصرب


.. تضرر مبنى -قلعة هاري بوتر- بهجوم روسي في أوكرانيا




.. المال مقابل الرحيل.. بريطانيا ترحل أول طالب لجوء إلى رواندا


.. ألمانيا تزود أوكرانيا بـ -درع السماء- الذي يطلق 1000 طلقة با




.. ما القنابل الإسرائيلية غير المتفجّرة؟ وما مدى خطورتها على سك