الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات ونتائج

عدنان شيرخان

2011 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


انتخابات ونتائج ــ عدنان شيرخان

ثمة مشترك عجيب وغريب بين العديد من الانظمة الشمولية الدموية الموغلة في انتهاكات حقوق الانسان والانظمة الديمقراطية العريقة يتمثل في اجراء الانتخابات، ولكن شتان بينهما في الغاية والنتيجة، وهو ما يثبت وبدون ادنى شك ان مجرد اجراء الانتخابات لا تعني شيئا مهما.

في الدولة الشمولية الدموية يحتاج الحاكم وبطانته ومرتزقته الى احتفالات كرنفالية بين الحين والحين، يجبرون الملايين رغما عن انوفهم للذهاب الى صناديق الانتخابات لتجديد (البيعة) والولاء للقائد الذي اختصر الامة بشخصه، والذي يعشق منظر الملايين المنبطحة امامه. تظهر النتائج 99.99 ويجري البحث عن مجموعة (المكاريد) الذين قالوا لا، ويخرج كبار مسؤولي الدولة يتوعدون (الواحد بالالف) عملاء الاستعمار والصهيونية بالويل والثبور.

هذه حقبة، واخرى تحتمل ان يؤخذ بما يقوله الناخب، ويتقرر مصير البلد ومستقبله على نتائج الانتخابات. ولكن الذي ترشح من تجربة الشعوب التي رزحت تحت نير الانظمة الدموية انها غير قادرة على اظهار وعي سياسي واقتصادي عندما يطلب منها المشاركة لاول مرة في انتخابات حرة ونزيهة. الاستثناء المشرق هو تجربة جنوب افريقيا في ظل قائد تاريخي فذ هو نيلسون مانديلا كانت له كلمة الفصل بسبب شخصيته التي تستند الى تأريخ نضالي مشرف وفكر سياسي واضح.

في الديمقراطيات العريقة الناخب واع ومدرك تماما لما يعنيه صوته، ومن الممكن ان يصل بصوته الى البرلمان، الناخب لتكرار مشاركته في الانتخابات ولوعيه الاقتصادي قبل السياسي يختار من يعتقد انه الاصلح لتنفيذ وعوده الانتخابية، قضايا الرواتب والتقاعد والبطالة والتأمين الصحي والتضخم هي التي تتقدم الى امام، وهي بضاعة سوق الانتخابات الحقيقية، ولامجال (للعنتريات) والمزايدات والوعود التي يعرف السياسي قبل غيره انها هراء خواء غير قادر على تنفيذ جزء صغير منها. والويل للسياسي الذي يكذب او يوعد ولا يستطيع ان يوفي بوعده، تنعدم فرصته بالفوز او تجديد ولايته، وعليه ان يقدم الاسباب ( القاهرة) الذي وقفت امام عدم تمكنه الوفاء بوعوده. برنامج الاحزاب تطرح بوضوح ولا فرصة لتشابه البرامج الانتخابية لحد التطابق كما يحصل في بعض الدول.

بعد الانتخابات واعلان النتائج، ومرور الشهور والفصول، وانكشاف زيف وعود المرشحين وانه كان مجرد حمل كاذب وهواء في شبك، وان الاوضاع لم تتقدم خطوة الى امام ظلت تراوح مكانها. هنا لا يلوم الناخب الا نفسه، لان من وصل الى الحكم كان باختياره حتما. وان الاختلال بين المقدمات والنتائج سببه الناخب وليس السياسي، الذي قدم بضاعة (فاسدة) لم يفلح الناخب في فحصها جيدا، وانما بلع الطعم كأي مغفل.

في اي شعب من شعوب العالم طيف متنوع من القادة المؤهلين لقيادة الدولة، لا وجود لامة عقيمة او امة يغلب اشرارها ولصوصها اخيارها، من يسحب احد القادة او مجموعة منهم ويضعهم في موقع صنع القرار هي صناديق الانتخابات واصوات الناخبين. في النهاية عدم كفاءة الذين يصنعون القرار الاقتصادي والسياسي هي انعكاس رئيس لعدم كفاءة الناخب وفشله وعجزه عن اختيار الاصلح والاكفأ والاشرف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يهدد.. سنجتاح رفح بغض النظر عن اتفاق التهدئة | #رادا


.. دلالات استهداف القسام لجرافة عسكرية إسرائيلية في بيت حانون ف




.. من هو -ساكلانان- الذي نفذ عملية طعن بالقدس؟


.. أخبار الساعة | غياب الضمانات يعرقل -هدنة غزة-.. والجوع يخيم




.. مستوطنون إسرائيليون يعترضون شاحنات المساعدات القادمة من الأر