الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما غزا صدام الكويت في 2/8/1990 - الزراعة لكسر الحصار / 11

نزار ياسر الحيدر

2011 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


لم يشهد مجلس الامن الدولي في تاريخه ان اتخذ سلسلة قرارات تصل الى خمسة عشر قرارا خلال ايام قليلة جدا لفرض حصار على دولة عضو في الامم المتحدة مثل القرارات التي اتخذت ضد العراق بعد اجتياحه للكويت في 2/ 8/ 1990 فقد فرضت قرارات عقوبات الامم المتحدة حصارا قاسيا على العراق بعد ايام من احتلاله الكويت واستمر مجلس الامن الدولي يصدر قراراته بتكبيل العراق اقتصاديا وعسكريا وسياسيا وكانت جميع هذه القرارات تحت الفصل السابع من لوائح مجلس الامن وقوانين الامم المتحدة الذي يبيح للمجتمع الدولي فرض هذه القرارات على العراق بالقوة وان اقتضى الموضوع التدخل العسكري اي بمعنى آخر ان العراق اصبح ناقص السيادة والاهلية ويشكل خطرا على السلام والامن والاستقرار الدولي، ومع ان الكويت قد نهبت كل مخازنها الاستراتيجية من المواد الغذائية والاولية وعلى جميع المستويات خلال الشهر الاول للاحتلال الا ان هذه المواد المنهوبة لم تسد حاجة العراق الا لاشهر قليلة فقط ؛ فظهرت للعيان شحة بالمواد الغذائية والادوية والمواد الاولية من كافة الانواع والاشكال، وما زاد الطين بلة ان عملية استنفار الشعب العراقي للالتحاق بالجيش على مستوى الخدمة العسكرية الالزامية وخدمة الاحتياط ابتداء من مواليد 1950 نزولا حتى مواليد 1972 اضافة الى استنفار من هم اكبر من هذه التولدات لتجنيدهم بقواطع الجيش الشعبي التي جمعوها بالترهيب والاجبار ليكونوا قوة اضافية ساندة تساعد الجيش النظامي للحرب المتوقعة القادمة التي اسماها صدام ( ام المعارك ) ضد قوى التحالف التي قررت طرد العراق من الكويت بالقوة بعد ان فشلت كل الوساطات ، ما ادى الى تعطل الحياة الاقتصادية بالكامل في العراق فقد ترك الموظف وظيفته والعامل مصنعه والمعلم مدرسته والفلاح مزرعته وارضه والكاسب عمله وتحول الشعب الى جيش له اول وليس له آخر وغدا بأجمعه عددا كبيرا معتمدا على خبرة قتالية سابقة اكتسبها من الحرب العراقية الايرانية لثماني سنوات مدمرة واستعداد عسكري ضعيف .
ولسد حاجة العراق من الغذاء الذي بدأ يتناقص تفتق العقل الصدامي لدعم البطاقة التموينية وتوفير اساسيات سلة الغذاء الرئيسية من حبوب وبقوليات أصدر قرارا رئاسيا في نهاية ايلول 1990 يقضي بان يُسرح كافة الجنود من خدمة الاحتياط من الذين يملكون اراض زراعية مساحة كل منها لاتقل عن خمسة دونمات لكي يزرعوها بالحنطة او الشعير او اية مادة بقولية ووضعت التعليمات التفصيلية لهذا الموضوع ، فكنت من المشمولين بهذا القرار لانني املك ارضا زراعية مناصفة مع اخي في منطقة الراشدية / بغداد مساحتها عشرون دونما ويمكنني زراعتها باي منتج زراعي مطلوب فباشرت على الفور باجراء المعاملة اللازمة للتسريح واستصدرت هوية من الجمعيات الفلاحية في منطقة الراشدية التي تقع فيها الارض ثبت فيها صورة لي بالملابس العسكرية لا أزال احتفظ بها الى اليوم وباشرت بزراعتها بمساعدة الفلاح المقيم بالارض هو وعائلته واذكر اني هيئتها لزراعة الباقلاء لان الارض وطبيعتها ملائمة لزراعة هذا النوع من النبات بعد ان هيَّأت الارض بحراثتها وأمنت مصدر المياه واشتريت البذور الجيدة لكي لاافشل بالزراعة واحاسب على هذا الفشل لانها كانت بالفعل فرصة ذهبية للتخلص من معاناة العسكرية ومشاكلها وكان مثلي الآلاف قد استفادوا من هذه الفرصة الذهبية والكل زرع ماهو مطلوب منه؛ وبعد اكثر من سبعين يوما اي نهاية شهر كانون الاول 1990 وبعد أن كان الزرع قد نبت وكبر وتأكدت الدولة انه اصبح بأمان وان الحرب اقتربت ولابد للجميع ان يعود لحمل السلاح؛ صدر قرار يقضي بعودة جميع الجنود المتسرحين المشمولين بزراعة الاراضي الزراعية الى وحداتهم التي تسرحوا منها فورا !!!. فخاب ظن الجميع ويافرحة لم تدم الا سبعين يوما فقط فعدنا نجر اذيال الخيبة الى وحداتنا وكأن كابوس العسكرية والحرب اصبح قدرنا الذي كتب علينا !!؟ ، هنا بدأ الجميع يتسائل كيف لحكومة لها سيادتها وكيانها تكذب وتلهو وتلعب مع شعبها بهذه الطريقة الاحتيالية ؟؟ كيف تريد هذه الحكومة ان يحترمها شعبها ؟؟ كيف يثق الشعب بحكومة تحتال على شعبها بهذه الطريقة ؟؟ .
بالرغم من كل الاجراءات التي اتخذتها الحكومة كما ادعت لتوفير اللقمة النظيفة لشعبها الا انها فشلت في توفيرها ولم تستطيع كسر الحصار الجائر على الشعب العراقي فقد كانت توزع ضمن الحصة التموينية طحينا اسود لايعرف مصدره ومحتوياته لكن من كان يطلع على ما يطحن في مطاحن الدولة هو الذي يجيب بعد ان هاله ما رأى فانهم كانوا يطحنون كل شيء صلب يمكن ان يزيد كمية الطحين والذي كان لايصلح ان يكون علفا للحيوان ما كان السبب لاحقا لكل امراض السرطان والجهاز الهضمي لمعظم العراقيين المساكين لالسبب الا ارضاء لنزوات من كانوا يحكمون ويتحكمون بمصائر شعوبهم بشكل جنوني متهور لا يقيم وزنا لإرادة الشعب وليس لكلمة الشعب عندهم اي اعتبار اما الحزب الحاكم فلم يكن الا مجرد مجموعة من الإمعات الذين ينفذون ما يؤمرون به بغض النظر عما إن كانوا به مقتنعين أو غير مقتنعين ومن يُبدي أي اعتراض أو تلكؤ فمصيره معروف، إما رصاصة في الرأس أو طعم للكلاب او يذاب في حامض النتريك دون ان يعلم به أحد؛ تلك كانت ثمرة دكتاتورية بغيضة صنعها الانتهازيون والمطبلون، وصفق لها الإمبرياليون الذين انقلبوا عليها فيما بعد!!!؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الرياض.. إلى أين وصل مسار التطبيع بين إسرائيل والس


.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين يرفضون إخلاء خيمهم في جامعة كولومبيا




.. واشنطن تحذر من -مذبحة- وشيكة في مدينة الفاشر السودانية


.. مصر: -خليها تعفن-.. حملة لمقاطعة شراء الأسماك في بور سعيد




.. مصر متفائلة وتنتظر الرد على النسخة المعدلة لاقتراح الهدنة في