الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كهرباء كوردستان

كفاح السنجاري

2011 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


مع مطلع هذا العام 2011م مُزقت واحدة من أكثر أوراق الخدمات قتامة وأرسلت الى الماضي المؤلم، لتنتهي أزمة مستعصية منذ عقود طويلة هنا في إقليم كوردستان العراق، إلا وهي الكهرباء التي أصبحت على مدار الساعة تقريبا، وتجاوزت حدود الحمل الفائق في صيف تميز حرارته الشديدة باختراق حاجز الخمسين درجة مئوية، ونجحت الحكومة وإدارة الكهرباء معا في تحديهما وإنهائهما لمرض سرطاني يأس الكثير من شفائه؟

لقد أنجزت الإدارة السياسية والفنية في إقليم كوردستان منذ أكثر من عام، برنامجا ناجعا لإنتاج الكهرباء بالتعاون المثالي والجريء مع القطاع الخاص في تجهيز المحطات الغازية التي تنتج ما يقرب من 2225 ميكاواط، بما يوفر ما قيمته ملياري دولار ونصف لحكومة الإقليم، باستثمار لم يزد عن مليار دولار نفذته شركتي دانا غاز ونفط الهلال، وأنهى واحدة من أكثر الخدمات تخلفا وتأثيرا على مجريات الحياة في الإقليم، حتى غدا خلال الصيف المنصرم قبلة العراق بأكمله، حيث تجاوز عدد العراقيين القادمين من مختلف المحافظات أكثر من مائة وعشرون الفا مواطن كل شهر.

واضافة الى تغطية معظم ساعات اليوم من الكهرباء في كافة انحاء الاقليم، فقد بادرت الحكومة الاقليمية الى منح محافظة كركوك مائتي ميكاواط لترفع ساعات تغذيتها الكهربائية من ثمان ساعات الى ما يقرب 18 ساعة يوميا، وفي نية الادارة هنا تزويد مناطق مهمة من محافظة نينوى ايضا بالكهرباء.

ان هذا المشهد يؤكد جملة من الحقائق المهمة في مقدمتها الجدية والشفافية والاصرار على تحقيق الاهداف المرجوة، وتفعيل دور القطاع الخاص وإشراكه في تنمية الإقليم وتطوير بنيته التحتية وعدم أنهاك الدولة ومؤسساتها بأثقال إنتاج الكهرباء وغيره من الأمور التي يمكن للقطاع غير الحكومي إنتاجها وتوفيرها بإسناد وحماية ورقابة من الحكومة.

وكما يشعر الفرد بفرح غامر وهو يتجول في كوردستان المضيئة ينتابه الشعور بالاسى لبقية انحاء البلاد التي تعاني نقصا كبيرا في انتاج الكهرباء وبقية الخدمات، رغم ان الحكومة الاتحادية ( الكهرباء والنفط ) منذ ما يقرب من ست سنوات قد انفقت أو خصصت اكثر من عشرين مليارا من الدولارات للكهرباء، ووقعت عقودا هائلة لذات الغرض مع شركات حقيقية او وهمية، بمعدل يزيد عن مليار ونصف المليار من الدولارات لكل محافظة عدا محافظات اقليم كوردستان الثلاث وتوابعها، ومقارنة مع المليار الواحد الذي انفقته كوردستان على تغطية كهربائها كاملا مع مائتي ميكا واط منحت لكركوك، يتبين لنا البون الشاسع بين ما يصرحون هناك في بغداد وبين الفعل هنا في كوردستان، مع وجود هامش الفساد المالي والاداري ايضا في الاقليم، يقابله اصرار واضح وجدي من قبل الادارة على مكافحته وتحقيق تلبية كل متطلبات الفرد الاساسية.

لقد أنفقت الحكومة الاتحادية متمثلة بوزارتي الكهرباء والنفط مليارات الدولارات تجاوزت الثلاثين مليارا من اجل توفير الوقود وتحسين أنواعه، وإنتاج الكهرباء وتطوير شبكته، وواقع الحال يظهر خارطة بائسة للوقود ونوعيته وأسعاره في كل العراق، ووضعا مزريا في التجهيز والتوزيع للطاقة الكهربائية في المحافظات الخمس عشرة، إذا لا تتجاوز التغذية الكهربائية في أفضل حالاتها العشر ساعات وتتدنى الى اقل من أربع ساعات خلال اليوم الكامل في مناطق واسعة من البلاد، بينما تنحدر الى العدم أو عدة ساعات قليلة جدا في الاقضية والأرياف؟

إن مقارنة بسيطة ومشاهدة سريعة لتطور الإقليم خلال السنوات الأخيرة، تؤكد إن خللا كبيرا في إدارة ملف الخدمات والطاقة يكمن في أداء الحكومة الاتحادية، وبالذات في الوزارات ذات العلاقة بالكهرباء والنفط والمالية والبلديات والصناعة والصحة والتعليم، إذ تعاني معظم هذه القطاعات من تقهقر خطير في برامجها وأدائها، مما انعكس بشكل واضح وخطير على الوضع الصحي والمعاشي لغالبية السكان، بحيث أصبحت معدلات الفقر تؤشر حالة خطيرة في دولة غنية مثل العراق، إذ يعيش ما يقرب من سبعة ملايين عراقي خارج إقليم كوردستان تحت سقف الفقر، بينما تراوحت نسب الفقر المئوية بالنسبة لكثافة السكان من أربعين بالمائة، حيث يذكر التقرير الذي أعده الجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات، بإشراف اللجنة الوطنية العليا لسياسات تخفيف الفقر وتوليد فرص العمل وشبكة الأمان الاجتماعية، ان محافظة المثنى تتصدر نسب الفقر حيث تبلغ النسبة فيها 49%، في حين بلغت النسبة في العاصمة بغداد 13%، وفي الموصل 23%، وفي ديالى 34%، والانبار 21%، وبابل 41%، وكربلاء 37%، وواسط 40%، والمثنى 49%، والبصرة 34%، والنجف 25%، والقادسية 35%، وذي قار 34%، ومحافظة ميسان 37%.

اما في إقليم كوردستان فقد كانت نسبة الفقر في محافظة أربيل العاصمة 3%، وفي السليمانية 3%، وفي دهوك 9%، وفي كركوك 11%، وتكفي لغة الأرقام هذه لتظهر مديات النجاح والفشل في خطط التنمية ونسب الفساد والإصلاح ايضا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*نص تقرير وزارة التخطيط العراقية حول معدلات الفقر في البلاد:
http://www.pukmedia.com/News/27-04-2009/news12.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كهربا لكن بعد عشرين عاما!!!
ماجد شيخاني ( 2011 / 9 / 21 - 11:42 )
غدت كوردستان بعد عشرين عاما من حكم البارتي واليكتي تنعم بالكهرباء واعتقد انه رقم- قياسي -في السرعة للحاق بركب المجتمعات المتحضرة ولكن تجول في كوردستان هل ستجد بنية تحتية صناعية؟؟ هل ستجدمشاريع لتشغيل البطالة؟هل ستجدمشاريع تنتظر خريجي الجامعات والمعاهد العليا؟؟؟مجرد سوال
ان عشرين عاما -بنفس الميزانية التي تمتلكها وامتلكتها ادارة كوردستان - كفيلة ببناء وطن كامل من جميع الجوانب لو توفرت الغيرة والحرص على ذلك البناء وليس الافتخار فقط بكهرباء اتى بعد عشرين عاما كماتقول واذكرك ان هذه الكهرباء التي تتحدث عنها قد قطعت اثناء مباريات الاردن والعراق لعشرين دقيقة وقد تابعها الملايين من على شاشة التلفاز بنقل مباشر الايشكل ذلك خجلا وحرجا لادارة كوردستان؟؟.تحياتي واحترامي لكفاح محمود


2 - ماهكذا تورد الابل يا شيخاني؟
جمال موكرياني ( 2011 / 9 / 21 - 12:07 )
اولا حكم البارتي والاتحاد جاء نتيجة انتخابات شهد لها الثقاصي والداني منذ اولها في 1992م وحتى الاخيرة التي افرزت كتلة برلمانية معارضة
ثانيا يعرف السيد ماجد شيخاني ان معظم موضفي كوردستان وعمالها كانوا يعملون
لعدة اشهر من السنة بدون رواتب لغاية سقوط نظام بغدادعام 2003
فلنم تكن هناك مالية ولا مخصصات الا ما يأتي عن طريق نظام النفط والغذاء التابع للامم المتحدة
ثالثا لو يقوم السيد شيخاني بجولة في اطراف اربيل ودهوك والسليمانية ليرى العشرات من المصانع الكبرى لانتاج الادوية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية والانشائية والسمنت والحديد والصلب والالبان وانتاج اللحوم والبيض وغيرها الكثير
رابعا يحق لكل كوردستاني وعراقي ان يفخر بما انجز في اقليم كوردستان خلال اقل من خمس سنوات فقط بعد سقوط النظام
شكرا للاستاذ القدير كفاح سنجاري فقد عودنا دائما على مقالاته المدعمة بالوثائق والارقام


3 - مقال رائع وحقائق دامغة
عمر كريم ( 2011 / 9 / 21 - 13:51 )
مقال جميل وطرح ميداني وثائقي مدعم بارقام واحصائيات وزارة التخطيط العراقية تدلل على اوضاع العراق المعاشية والخدمية
لقد تطور اقليم كردستان خلال السنوات الماضية القليلة وبعد سقوط نظام البعث الدكتاتوري كثيرا وتم انشاء مشاريع ومواصلات وطرق حديثة اكثر مما فعلته حكومة بغداد خلال ثمانين عاما وطبعا من يعرف اربيل قبل عشر سنوات ويراها الان يعرف ماذا فعل الاكراد وحكومتهم خلال هذه السنوات
كل الاحترام والتقدير للاعلامي المتألق والكاتب القدير كفاح سنجاري

اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت