الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشير ... وكل الدروس المنسية .

شهدى عطية

2011 / 9 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


كتبت سابقا أن الفرق بين ثورة يوليو 52 وثورة 25 يناير هى أن الجيش في ثورة يوليو هو المحرك الفعلي والثائر والذي انضمت له فيما بعد الجماهير ولكن الحال ليس هو الحال في ثورة 25 يناير ، فهذه الثورة الشعبية العظيمة التي قام بها الشعب بكامل طوائفه وأعماره لم يشارك فيها الجيش ولم يثور على قائده الأعلى مبارك ولكنه تدخل يوم 28 يناير تحت ضغطين هما ضغط الجماهير وضغط مبارك ونظامه فتدخله لم يكن في صالح الشعب تماما كما ظن الناس ومازالو يظنون ذلك ولكنه تدخل برجماتي لصالح طبقته ليحمي نفسه ويصون كرامة قائده الأعلى بشكل يليق به ويهين الشعب .. لا شك ان الكثيرين انخدعوا بقيادة الجيش للبلاد ولكنهم تجاهلوا امر هام جدا هو أن الجيش لم يواكب الحالة الثورية التي تولدت في الشارع المصري فلم يكن أداء الجيش أداءا ثوريا بالمعنى الحرفي واللغوي للكلمة لكنه كان متباطئ مثل السلحفاة حتى أفسح تباطؤه المكان لتهريب الأموال والأشخاص والأوراق والمستندات وضاعت وسط هذا التباطؤ دماء الشهداء وتضحيات الثوار ومازال مبارك عدو الشعب الأول ينعم بقصره في شرم الشيخ برغم ان مكانه الطبيعي هو سجن طره ومازالت أعمدة نظامه تنعم بالحرية وبمنتهى الإستفزاز يظهرون في شتى وسائل الإعلام وكأنهم أبرياء وكأننا لسنا في ثورة وكأنهم لم يتآمروا على الشعب طيلة ثلاث عقود خلت ..

---------------------------

-------------------------

عندما تولى المجلس العسكري شئون البلاد تناسى الناس ان المشير هو جزء من نظام مبارك السياسي على مدار عشرون عاما وبالتحديد منذ عام 1991 أي ثلثى عصر مبارك بل هو من يتحمل الجزء الأكبر من جرائم الفساد السياسي والمالي طيلة العقدين الأخيرين من عهد مبارك لأنه كان على رأس المؤسسة الوحيدة القادرة على لجم مبارك وتحييده والضغط عليه .. فقد رأى قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة هذا الكم الهائل من الفساد ولم يتحركون ، رأوا وعاصروا وشاهدوا مثل غيرهم عمليات انتهاك كرامة الإنسان المصري تتم بشكل ممنهج على مدى ثلاث عقود ، شاهدوا كيف تم ترقيع دستور هو بمثابة كرامة وميثاق الامة من أجل أن يخدم مصالح أسرة واحدة ، ورأوا أيضا كيف يتم صعود شخص بعينه هو جمال مبارك على رقاب العباد ودون الإكتراث بملايين المصريين الغاضبين الساخطين على هذا الصعود الغير شرعي والمريب .. يقولون ان الجيش هو لحماية أمن الوطن وهل هناك أشد على أمن الوطن من انتهاك كرامته وتزوير إرادته وانتهاك دستوره وآدمية مواطنيه وسرقة أمواله وخيراته ؟ أكاد أجزم أن القوات المسلحة لم تكن لتفعل شيئا ان استمر مسلسل التوريث لمنتهاه فمن لم يفعل في البدء ويتحرك لإحباط المسلسل من بدايته كيف سيفعل في المنتهى ؟

كنت أتمنى أن يكون الشعب والجيش يدا واحدة بالفعل ضد النظام الفاسد وأن يتحرك المجلس العسكري بقانون الثورة لا بقانون النائب العام ومحاكمه والتي ستطول بطريقة ستصنع استفزازا مقبلا للشعب الثائر لا محالة ، فلماذا لا تكون هناك جريمة افساد الحياة السياسية وتضليل عقول الملايين وتزييف الحقائق قبل الصناديق ؟

يجب أن يدرك المشير أننا في لحظة ثورية ولسنا في حالة إصلاح لنظام قديم ، على المشير أن يتدارك الدرس من مبارك وظني أن وقت الدرس طال وصبر الشعب سينفذ وظنى انه بدأ في النفاذ ولن يحتاج الشعب المصري لوقفات احتجاجية في ميدان التحرير للحفاظ على الثورة لكنه سيحتاج لثورة على الثورة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة : ما جدوى الهدنة في جنوب القطاع؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. حتى يتخلص من ضغط بن غفير وسموترتش.. نتنياهو يحل مجلس الحرب |




.. كابوس نتنياهو.. أعمدة البيت الإسرائيلي تتداعى! | #التاسعة


.. أم نائل الكحلوت سيدة نازحة وأم شهيد.. تعرف على قصتها




.. السياحة الإسرائيلية تزدهر في جورجيا