الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البنتاجون يعترف أخيرا: العرب يكرهون سياساتنا، لا حريتنا!

باتر محمد علي وردم

2004 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


في تقرير تعرض لتعتيم إعلامي أميركي واضح اعترفت وزارة الدفاع الأميركية أن الحرب على الإرهاب قد سلكت طريقا خاطئة، وقدم التقرير وللمرة الأولى الإجابة الوحيدة الصحيحة حول سؤال "لماذا يكرهنا المسلمون؟" حيث كانت الإجابة أن المسلمين يكرهون السياسات الأميركية المنحازة في الشرق الأوسط، وليس قيم الحرية والديمقراطية في الولايات المتحدة.
ويعترف التقرير بشكل واضح جدا أن الشعوب المسلمة تكره السياسات الأميركية المنحازة إلى إسرائيل وضد الحقوق الفلسطينية، ودعم بعض الأنظمة التسلطية، وأن معظم المسلمين يؤمنون بأن شعارات "نشر الديمقراطية في العالم العربي" التي ترفعها الولايات المتحدة لا تتجاوز مستوى النفاق الكاذب.
وقد أضطر البنتاجون إلى نشر التقرير بعد أن سلطت عليه الضوء صحيفة نيويورك تايمز في الأسبوع الماضي، حيث كان هناك توجه بإبقائه سريا نتيجة تناقضه الواضح مع الخطاب الأميركي الإعلامي الرسمي، بالرغم من أن الهيئة التي أعدت التقرير تتكون من كبار قيادات الأجهزة العسكرية الأميركية وأهم الباحثين الاستراتيجيين في وزارة الدفاع.
هناك الكثير من الجرأة والصراحة المدهشة في التقرير. في إحدى الفقرات يلوم التقرير الإدارة الأميركية لأنها "لم تتمكن من أيصال رسالتها في مقاومة الإرهاب بالشكل الصحيح إلى العالم وخاصة الدول الإسلامية" ولكنه يعود ليؤكد بطريقة تثير الإعجاب نظرا لوضوح التعبير " أنه لا يمكن لحملة علاقات عامة أن تغطي على حقيقة السياسات الخاطئة". ويلوم التقرير الإدارة الأميركية في أن خطابها حول "التطرف الإسلامي كان مستفزا بحيث أثار غضب معظم المسلمين المعتدلين ولم يحصل على أي دعم في العالم الإسلامي".
ويحدد التقرير في فقرة أخرى أهداف السياسة الأميركية التي يجب العمل على تحقيقها كما يلي: " على عكس الحرب الباردة فإن الولايات المتحدة لا تواجه دولة كبيرة، بل عليها أن تجعل حركة كبيرة في العالم الإسلامي تتقبل القيم الديمقراطية الغربية حتى لا تشكل خطرا على الولايات المتحدة".
وبعكس ما يقوله جورج بوش فإن التقرير يؤكد بوضوح أن "الحرب على أفغانستان والعراق ساهمت في توحيد التنظيمات الإسلامية المتطرفة ودعمت مكانة تنظيم القاعدة بين المسلمين العاديين وبأن هذه السياسات في خطابها العدواني لم تتمكن من التفرقة بين المسلمين المسالمين وبين التنظيمات الإرهابية، بل فعلت العكس إذ جعلت كل المسلمين يعتقدون بأنهم مستهدفون من الحملة الأميركية على الإرهاب.
ويستمر التقرير في وضوحه المدهش، ويقدم نصيحة غالية لسدنة السياسات الأميركية من المحافظين الجدد ويقول " إذا أردنا أن نجعل العالم الإسلامي والدول العربية على الأخص تتقدم إلى مستوى فهمنا لقيم الديمقراطية والتسامح فإن من الضروري أن نخبر المسلمين بأن هذا لا يعني أبدا الاستسلام لنمط الحياة الأميركي".
ربما يكون هذا التقرير هو "صحوة منطق" متأخرة من صناع السياسة الأميركية، ولكن المهم هو أن يتم قراءة الرسالة التي يتضمنها التقرير بشكل جاد في البيت الأبيض. ولكن المشكلة أننا جميعا نعرف بأن جورج بوش لا يقرأ، وبأن كل من ديك تشيني وكوندوليزا رايس سيتأكدون تماما بأن مضمون هذا التقرير لن يحظى بنقاش واسع في الإدارة الأميركية ولا حتى في وسائل الإعلام، حتى لا يسمع الشعب الأميركي الجواب الصحيح على سؤال "لماذا يكرهونا" وهو الجواب الذي قدمه التقرير الأخير للمرة الأولى منذ أيلول 2001.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية