الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجماهير الليبية تستعيد جماهيريتها!

رزاق عبود

2011 / 9 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


واخيرا دخل ثوار ليبيا مدينة طرابلس، واقتحموا حصن باب العزيزية، الذي القى منه المعتوه القذافي خطابه الغير متزن(متى كان القذافي متزنا) بعد ان ارعبته انتفاضة الشباب الليبي يوم 17 شباط 2011 ثم تحريرهم مدينة بنغازي، واتخاذها مقرا، ومنطلقا لثورتهم، ومسيرتهم لتحرير كامل التراب الليبي من رجس كتائب العائلة الحاكمة. ومنذ سبعة اشهر، والحرب سجال بين الطرفين. وكان سقوط مدينة الزاوية الاستراتيجية هي مقدمة لتحرير طرابلس، وكل ليبيا. ورغم كل خطاباته، وتصرفاته المرعونة، وتهديداته الفجة، لم يخرج ابناء مدينة طرابلس،كما ادعى، ليدافعوا عنه، بل خرجت الجماهير لتعانق الثوار، وتدلهم على مواقع المرتزقة، ولتساهم معهم في نزع صور الطاغية، وتغيير اسماء الشوارع، والساحات، وعادت الساحة الخضراء لاسمها الحقيقي ميدان الشهداء. وبدل ان تطارد "ملايين" القذافي مجموعة "الجرذان" في كل زنقة، هاهي الجماهير الليبية مع فصائل الثوار تبحث عنه في كل حفرة مثل صديقه صدام. فمصير الطغاة واحد. لم يخرج احد من العراقيين للدفاع عن "القائد الضرورة" ولم يخرج ليبي واحد غير المنتفعين، والمرتزقة للتظاهر بالدفاع عن "الاخ القائد الرمز". "الشعب المسلح" انتفض عليه، ووجه سلاحه ضده، والجيش الجماهيري انظم الى الثوار. رغم ادعائه الطويل، ان الجماهير هي التي تقرر، فانه لم يرضخ لقرارها المطالب برحيله عن السلطة. رغم الالوف، والملايين المبتهجة بسقوط نظامه، فانه ما زال يتوهم، ويدعي، ان الليبيين يعبدونه، ولن يفرطوا به. لقد تحررت المدن واحدة بعد الاخرى، وتخلى عنه اقرب رفاقه، واصدقائه، وحلفائه، وظل هو متمسكا بمقود السفينة الغارقة في بحر الهيجان الشعبي. سجناء الامس يقودون الثوار، والاف الليبيون المشردون في الخارج يعودون لوطنهم ليساهموا بشرف الاطاحة بالنظام الذي كتم انفاسهم لمدة 42 عاما. اغنى بلد بالعالم قياسا لعدد نفوسه مقارنة بثرواته الهائلة، يعاني الفقر، والجهل، ويسكنون بيوتا لا يرتضيها حتى العمال الوافدين. لاصحافة حرة، ولا انتخابات ديمقراطية، ولا مراقبة شعبية على السلطات المنفلتة، والثروات الهائلة. يطلق النار على المدنيين، ويمنح الناتو حجة التدخل. بالضبط مثلما اتاح تعنت صدام، واحتكاره السلطة، واستهانته بشعبه للمغامر جورج بوش ان يحتل العراق، ويحوله الى هشيم. والان يريد القذافي، وابنائه، وعصابته حرق البلاد، قبل ان يرغموا على الاستسلام لارادة الشعب الثائر. كان يمكن ان يكون التحول سلميا. كان يمكن ان يخرج معززا مكرما، فالشعب الليبي معروف بتسامحة، وطرح ممثلوه منذ البداية ان بامكانه التنازل عن السلطة، او مغادرة البلاد. لكن الطغاة لا يتركون السلطة للشعوب، التي اذلوها.لم يتعظ من تجربة بن علي، ولا مبارك، وعاند، وكابر مثلما يفعل بشار الاسد في سوريا، وعلي عبدالله صالح في اليمن. حاجز الخوف سقط، وجماهير ليبيا ذاقت طعم الحرية، وخبرت اهمية ان تقرر امورها بنفسها. متلما حررت طرابلس، ستحرر كل ليبيا، وتطهرها من طغيان القتلة، والمجرمين مهما ادعوا الشرعية، والثورية، والجماهيرية، ومحاربة ارهاب القاعدة في حين يمارس الارهاب ضد شعبه. لكن الجماهير الليبية مثل غيرها من شعوب الربيع العربي، قررت ان تستعيد جماهيريتها، وحريتها، وكرامتها المهدورة، واموالها المسروقة، وتبني ليبيا، لكل اليبيين، وتنظفها الى الابد من عصابة القذافي المعتوه. لقد احرق نيرون روما، واحرق هتلر المانيا وكل اوربا. وهاهو معتوه ليبيا يحرق ما يتمكن، لكن النيران تطوقه، وسيكون طعاما لها لا محالة. اذا لم يعثر عليه الثوار في حفرة قذرة مثل افكاره المريضة. الجماهيرية الليبية، تعود لجماهيرها الحقة. الشعب الليبي يسترجع ميراث البطل عمر المختاربكل فخر!
رزاق عبود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نهب الثروة والحرية وهم للضعفاء
عبد الله هادي ( 2011 / 9 / 21 - 14:36 )
وشو الفرق بين صدام والي يحكمون الان؟لو اتك تشعر ان ثمة فرق لرجعت فورا الى البلاد وانخرطت بالعمل السياسي او الاعلامي.في ليبيا الان يحصل ماحصل بالضبط في العراق اولا الاستيلاء على المباني العامة .نهب الاملاك العامة كما ان اغلب الوافدين الذين كانوا يقتاتون على السوشل ولفر كوكيل وزارة الداخلية الليبي او من عمل مع المخابرات الامريكية كقائد اركان جيش الثوار او وكلاء الشركات الاجنبية استولوا على كل المناصب الحكومية المهمة وهذا جزء من صفقة الاطاحة بالدكتاتور لضمان المصالح الغربية .هل تعتقد ان هذه الشراذم تبني وطنا .مضى الان ثمانية سنوات والعراق ينهب من قبل وكلاء الاحتلال وادعياء مقاومة الاحتلال

اخر الافلام

.. تونس: ما حقيقة هبوط طائرات عسكرية روسية بمطار جربة التونسية؟


.. ليبيا: ما سبب الاشتباكات التي شهدتها مدينة الزاوية مؤخرا؟




.. ما أبرز الادعاءات المضللة التي رافقت وفاة الرئيس الإيراني؟ •


.. نتنياهو: المقارنة بين إسرائيل الديمقراطية وحماس تشويه كامل ل




.. تداعيات مقتل الرئيس الإيراني على المستويين الداخلي والدولي |