الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حضر الجميع إلا انتم.... الحكومة المحلية في بابل ...فشل اتصالي جديد

كامل القيّم

2011 / 9 / 21
الصحافة والاعلام


حضر الجميع إلا انتم
الحكومة المحلية في بابل ...فشل اتصالي جديد
بعد سلسلة الإخفاقات والمراوحة التي اعترت مشاريع المدينة ...والفوضى التي عشناها في ظل التخطيط البائس الذي تكفلت الإدارات المفترضة ...على مستويات عدة ...نعيش اليوم أساً جديد ومتوالي في ظل من يتولون المسؤولية في إدارة المدينة .
فربما كانت أصوات الناخبين قد وضعت البعض بالصدفة او بحسابات العتبة الانتخابية ..او التعويض او أي مسمى سياسي آخر ..وكان قدرنا ان نرى بعض أعضاء المجلس يتربع على عرش مستقبل المدينة ...مدينتنا الثرة ..بابل التي تلف ذاكرة الكون وحاضرة الزمان بهاءً ومعرفة .
وقد قلنا لنبتعد عن النقد والتجريح والتجني بعد ان كانت المرحلة السابقة مكللة بالفشل وهدر المال العام( حتى كادت كلمة مشروع من الكلمات التي تثير فينا اليأس والقنوط والكسل ) أشباه مشاريع ..وكذبة الأعمار ...وضحك على الذقون من يملي على الناس باسم التخطيط والاستثمار والتجديد ، وكلها مراوحة وتأجيل وحرق للوقت والمال، مدينة تئن الإهمال والفوضى وبؤس الخدمات.
وإذا كان حظنا العاثر قد أبلانا بمسميات وتشكيلات مفروضة على وفق مرحلة التغيير وبعد الإطاحة بزمن التسلط والإجرام والجوع ...كان اُفقنا قد امتد لمستقبل...وحلم أجمل يثير فينا الرغبات المخزونة ككل الشعوب وككل البشر ، بيئة سياسية شفافة ، حملات مُسرعة للتنمية والتعليم...نظام اجتماعي معزز بالمواطنة... وبناء اقتصاد يعوض حرمان العراقيين من قسوة وحرمان الزمن السابق .لكن الواقع قد ابعد كل التمنيات وجاء بسلة من الأزمات دفعة واحدة ..وكلنا يعرفها، ومن الابتلاءات التي فُرضت علينا بلعبة الديمقراطية التوافقية وبسقف الشأن السياسي وبحسب ترميم الفترة الانتقالية للعراق بعد الطاغية ،كان تمثيل مجالس المحافظات ...وحينها بدأت القصة ، والقصة معروفة ومحكية ومعاشة ومنبوذة ومرفوضة لكل من يقيس الأمور على وفق مقياس الزمن الفضائي وحرب الدقائق والثواني، انه ببساطة عصر المعلوماتية واختزال الزمن . لكن مجالسنا بشرتنا بنوم عميق والصحو دائما على المضارع القادم ... سنقوم ...وسنعمل ..أجرينا دراسة ...من المؤمل الخ ...ومن فشل الى آخر حتى سئمنا الحوار والنقاش ، وكان الأداء كيفما يكن فهو نعمة من نعم بقاءنا سالمين .
لا احد يمكن ان يصدق على مجلس محافظة بابل قد تخبط ويتخبط في ملفات عدة ، ولا احد لا يصدق ان المجلس لحد الآن لم يعلن مؤهلات اعضاءة العلمية ومدخلات ومخرجات المدينة المالية ...من وكيف؟ ولماذا تحدد الأولويات والمشاريع بهذه الطريقة ؟ ماهي برامج الحكومة المحلية للمدينة؟ وأين أرقامها السنوية والشهرية؟ أيام ككل الأيام وصباحات حبلى بذات الإهمال وذات الختل الحكومي ، ولا احد لا يعلم ان المجلس قد ترك المدينة ترسم لنفسها خارطة الإهمال وفوضى الأنقاض والازبال وهتك الحق العام وكيفما تريد ...اعمل ، ترك المدينة واجتمع بين الجدران ...وان المجلس للمجلس بكل ما يتمتع به الأعضاء من سلطة وتخصيصات وامتيازات ..الخ ولكن ليس هذا بيت القصيد فليأخذ عضو المجلس ما يريد ولكن لنراه ... لايهرب ...والهرب هنا( بكل اعتذار) من الواقع ومن التعايش ومن التقارب مع مساكين أبناء المدينة ،وكلنا وكلكم تعلمون انتم بعيدون عن الناس ، عن الأطفال ، عن المعوزين ، عن الشباب عن المدارس، عن الثقافة والفن ،نسمع بكم ولا نراكم ، لا اعرف خشية ام خجل ام المسؤوليات ...وأي مسؤوليات؟ تلك الاجتماعات التي لا تنتهي ....وبحسب موقعكم الالكتروني 5 قرارات ، واحد لضوابط حرق القير مثلا ...والآخر تعليمات المولدات... موقعكم الالكتروني لا أريد وصفه بأدبيات الإعلام والاتصال ...بائس ولا يمكن ان يمثل أي مسؤولية نحو إدارة مدينة .المجلس ليس بالضرورة ان نعطيه الرضا والنجاح حينما يجتمع 4 ساعات او حتى 10 ، بل ينجح حينما يطل أعضاءه في ثنايا التكوينات الاجتماعية ..ويشارك كرمز معنوي يمثل سلطة عليا وليس بشخوصه .فلا يمكن النظر الى المجلس على انه أداة تشريع فقط ..في واقع اللا تشريع يُراقب ويُنظم ويُرمم وان لم يكن ..فليكن على الأقل ان شخص اتصال وحضور وهيبة لأنشطة ونجاحات وإبداعات الناس .
عشرات الأنشطة الثقافية والعلمية والمجتمعية والحكومة المحلية تدير ظهرها... بكل تصنيفاتها ... ...عجيب ؟ ومن أين يأتي المجلس بتلك الرؤى والمخاضات للفهم الاجتماعي حتى يمكن ان يقرر او يُدير او يُشرف على شؤون المدينة . كيف يتخذ القرارات وهو بعيد عن ظواهر ومعطيات ومشكلات تلك القرارات ؟ لمَ يحمل المجلس تلك الفوقية على الثقافة والحراك العلمي والاجتماعي ...بالشكل الذي حتى لا يشكر او يعتذر او يُخبر صاحب الدعوة الثقافية او المؤتمر ...وهو يعلم جيدا ان الدعوة معنوية وليست شخصية ....هي درجة من حق أبناء المدينة وليس لاسمه او مهارته او حاجته .
سلوك متواصل لهذا التجاهل ...وهذا الهروب الثقافي وعدم الاحتضان ...وسبب مقالتي( وهذه الثانية)
تلك ..حينما تمت مناقشة قضية غاية من الأهمية تتعلق بواقع الدروس الخصوصية في المدينة وهي كمشروع بحث ميداني مقدم من قبل منظمة بنت الرافدين مشكورة ، باعتبارها هم اجتماعي وتربوي واقتصادي، ظاهرة تتسع وتتصدر تحضيرات كل بيت حلي وعراقي ، حضر الجميع ... الطلبة الصغار وكبار القيادات التربوية ومنهم المدير العام والنائب ورئيس نقابة المعلمين وعدد من أساتذة الجامعة والمدرسون والإعلاميون ومنظمات المجتمع المدني ...ولكن المفاجأة لم يحضر أحداً ( من المسؤولين ) ...على الإطلاق، على الرغم من دعواتهم جميعا...( وبالأسماء كما يرغبون ) حسب الموضة الجديدة لآلية وصول الدعوات وحينما يحصل تكرار لهذا التجاهل يصبح الأمر مخجلا ومؤذيا .
كان نقاشاً رائعاً انصهرت فيه أفكار المشاركين... الطلبة والقيادات والمختصين، كانت لتوفر على المجلس فهماً أعمق ودلالات مستفيضة عن الظاهرة ( إذا كانت تعنيه ) فالحلول للظواهر والأزمات لا تأتي من فراغ او بطولات فردية ، بقدر ما تأتي من تلاقح الأفكار وميادين التوافق والاختلاف، وهذا ديدن الشعوب النابضة المتحضرة ..تخطط وتتخذ قرارات بناء على المعطيات العلمية والفهم والرؤى الاجتماعية والحوار ...وليس على ما تأتي به الذاكرة او العاطفة السياسية .
وحتى لا ينسى أعضاء المجلس (والحكومة المحلية بشكل عام) ان الثقافة ورعايتها إحدى ثروات مدينة الحلة الكبرى ..وان التجاهل وعدم الاكتراث يعني ...ان بوصلة الاهتمام متقاطعة ..والبوصلة الثقافية والاجتماعية حينما لا تحترم تُقصي وتُقيل وتُؤشر دون خجل او خوف او كلل ... واخيراً نقول... ليس باجتماعات الحضن السياسي وحدها يبقى المسؤول....فالشارع والصورة والقلم أقوى من أي فرض تمليه صناديق السياسة ...وعلى مر التاريخ ...كانت السياسة تتوسل الثقافة كي يُملئ الفراغ ...والمعادلة لا يمكن ان تقلب وتستمر بهذا الخطوِ على حَسبة الانتخابات.
ودمتم مسؤولين .
د.كامل القيّم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكثر من 50.000 لاجئ قاصر في عداد المفقودين في أوروبا | الأخب


.. مدينة أسترالية يعيش سكانها تحت الأرض!! • فرانس 24 / FRANCE 2




.. نتنياهو يهدد باجتياح رفح حتى لو جرى اتفاق بشأن الرهائن والهد


.. رفعوا لافتة باسم الشهيدة هند.. الطلاب المعتصمون يقتحمون القا




.. لماذا علقت بوركينا فاسو عمل عدة وسائل أجنبية في البلاد؟