الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا البيت مطلوب دم

جمال المظفر

2011 / 9 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



ظاهرة ملفته للنظر انتشرت بعد سقوط النظام واحتلال العراق من قبل القوات الامريكيه وهي كثرة كتابة جملة ( هذا البيت مطلوب دم ) هذه المفردات التي ارعبت العوائل العراقيه ، فالبعض منها تركت بيوتها وغادرت العراق الى دول الجوار وعوائل أخرى لجأت الى اقاربها خوفا من التصفيه الجسديه ، قد تكون هذه الجمله عباره عن مزحه او محاوله لزرع القلق في نفوس بعض العوائل غير المرغوب بها ، او من اجل افراغ البيوت من سكانها والاستيلاء عليها ، ولكن كل شئ في العراق اصبح خارج نطاق السيطره ، بل خارج منطق المزاح وتتعامل معها العوائل العراقيه بكل جديه .. وربما تعود بعض الاطفال على كتابتها على الحيطان ، اي انها تصرفات طفوليه تقليدا لكتابات الكبار او استنادا الى مبدأ الثارات التي باتت تنتشر سريعا ، فمن اجل دجاجه او حمامة او معزه بين شخصين تحتدم المعارك بين العشائر ويقتل العشرات وتشرد العوائل وتنتهك الحرمات .. وليت الامر يقتصر على خلافات ومشاجرات وتلاسنات كلاميه وانما تستخدم انواع الاسلحة المتوسطه والثقيلة والخفيفه وكأن هناك حرب كونيه اندلعت بين الاخوه – الاعداء ..
اكثر من صديق اشتكى من هذه الحاله ، والبعض حاول ان يقلل من شأن تلك الكتابات الا اني كنت انصحهم بان يتعاملوا معها بكل جديه لان لامزاح في العراق ، وحتى المزاح دائما مايكون ثقيل جدا بمستوى الاسلحة الثقيله ...
هذا البيت مطلوب دم ، بل العراق كله مطلوب دم ، من زمن الخلافة الاسلاميه وحتى يومنا هذا ، دم عثمان ودم علي بن ابي طالب ودم الحسين ودماء الضحايا ... دماء تاريخيه ودماء حداثويه ، وها نحن نعيش بين نارين ، نار الامس ونار اليوم ومابينهما تنتعش الحروب السياسيه والفتاوى التكفيريه التي تصب الزيت على النار ....
دول الجوار لها ثارات معنا ايضا ، لادوله على ود مع العراق ، الكل يكتب على حيطاننا ( هذا العراق مطلوب دم ) فمنذ زمن حكم الطاغيه الذي ادخلنا في حروب عبثيه ، ابتدأت الثارات ، فكل دول الجوار تطالبنا بالثأر ، وهذا الثأر تتعد صوره والوانه ، مطالبات بتعويضات عن خسائر ماديه وبشريه ونفسيه واقتطاع اجزاء كبيره من اراضينا التي باتت عرضه للتآكل بسبب كثرة المطالبات بها وكأنها تقتطع من اجسادنا ، وبتنا ندفع ثمن اخطاء النظام الصدامي وراحت الدول الصغيره تستفزنا وتلعب بمشاعرنا مستغلة ضعف موقفنا السياسي والعسكري ، فخلافات الساسه العراقيين باتت مصدر قوه للدول الاخرى وضعف قواتنا العسكريه جعل جيوش دول صغيره اقوى من جيشنا صاحب التاريخ العريق بفضل سئ الصيت بول بريمر الذي حل الجيش العراقي من اجل عيون اللقيطة اسرائيل كي لايشكل هذا الجيش تهديدا لها في المستقبل ..
كثرة هذه الكتابات على الحيطان يدل على ضعف هيبة الدوله وضعف الاجهزه الامنيه والاستخباراتيه ، فلو كان هناك جهاز امني قوي وسلطه قويه لماتجرأ احد على تهديد اية عائله وللجأت تلك العوائل الى الاجهزة الامنيه لحمايتها ولكنهم يعرفون ان الاخيرة عاجزه عن اتخاذ اي اجراء لانها غير قادره على حماية نفسها اصلا ، بل ان سئ الصيت بول بريمر لم يترك لنا حتى جهاز شرطه ليتولى حفظ الامن الوطني بعد السقوط وانما اقدم ايضا على حله وبات العراق مسرحا للجريمه المنظمه والارهاب الدولي ..
اننا نعيش اليوم في زمن الفوضى العارمه ، فوضى الاداء السياسي والتخبط الامني وتراجع هيبة الدوله وسيادة منطق العشيره وشيوع ظاهرة الثارات ، ما ان نخرج من ازمة حتى ندخل في ازمة اشد وقعا من سابقتها وهذه الازمات تساعد في نمو الجريمة وازدهارها وتصبح دماؤنا مباحة واجسادنا لوحات تصويب لمن يهوى تعلم فن الرمايه في زمن الهواية السياسيه الكل يهوى التسديد على رؤوسنا ، الساسة وقوات الاحتلال الامريكي ومرتزقة الشركات الامنيه الخاصه والقتله والمجرمين ومخابرات الدول التي بات العراق مسرحا لها تلعب فيه كيفما تشاء ، اي ان دماءنا باتت موزعة بين القبائل لانعرف من هو القاتل الرئيس ، وحده الله يعرف من تآمر علينا ومن ساهم في قتلنا ومن اباح دماءنا ولكن لن يضيع دم العراقي لان التاريخ حتما سيكشف الخونه الذين باعوا ضمائرهم سواء للاجنبي او للمال السياسي..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اللقيطة اسرائيل
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2011 / 9 / 21 - 16:50 )
اللقيطة اسرائيل
يعني ما عدها أب معروف مثل زياد بن ابيه..والي البصرة و الكوفة معا.
و مثل المدرب الالماني فليكس مكاث الذي يدرب الان نادي ولفسبورج
اليس كذالك؟

اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال