الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان اتحاد الشيوعيين في العراق بصدد الانتخابات

اتحاد الشيوعيين في العراق

2004 / 12 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تجري الاستعدادات على قدم وساق من قبل امريكا والحكومة العراقية المؤقتة والاحزاب والاطراف السياسية الاخرى لاجراء انتخابات شاملة في العراق في 30 من شهر كانون الثاني القادم.
ان اتحاد الشيوعيين في العراق في الوقت الذي يدافع ويساند حق الشعب العراقي في اجراء انتخابات حرة وشرعية وعادلة ونزيهة ومتكافئة بمشاركة دولية فعالة وغير شكلية ويعتبر كل انتهاك لهذا الحق سلبا لارادة الشعب العراقي التواق الى التحرر من القمع والدكتاتورية والقوى الرجعية والامبريالية البغيضة، يرى بان من الضروري تسجيل النقاط الواردة ادناه:
1/ طوال العقود المنصرمة عملت الحكومات البرجوازية العسكرية المتعاقبة على سلب ارادة الشعب العراقي وطمس حقه في بناء الدولة التي تستند على صوته وارادته وانتخابه، وبالتالي لم يشهد العراق المعاصر انتخابات يعبر فيها الشعب العراقي عن آرائه وتطلعاته وتعبر فيها كل طبقة وفئة معينة عن بديلها السياسي وبرنامجها الانتخابي. عليه فان بناء وتاسيس السلطة السياسية في العراق بصورة تستند على ارادة وصوت الشعب العراقي واجراء انتخابات شاملة وحرة ونزيهة ومتكافئة كان مطلبا اساسيا من المطالب الديمقراطية للشعب العراقي وغاية من غاياته، بحيث لايمكن، بعد سقوط النظام البعثي الدكتاتوري، للامبريالية الامريكية وللقوى البرجوازية المتعددة تجاهله وتخطيه، الا انهم قد كانوا في محاولة دائمة لافراغ مضمون العملية الانتخابية من محتواها الديمقراطي الحر واستغلاله خدمة لتحقيق مآربهم الامبريالية والرجعية وجعله وسيلة من وسائل تنفيذ مخططاتهم في العراق.
كما ان القوى الارهابية والمتطرفة المتحالفة مع فلول النظام البعثي المجرم، هذه القوى التي تحاول الصيد في الماء العكر وتسعى الى حرق الاخضر واليابس في العراق لاثبات وجودها الرجعي المقيت قد وقفت دوما ضد ارادة وصوت الشعب العراقي ولم تخفي قلقها وهلعها من تحقيق الحد الادنى من الاصلاحات الديمقراطية في العراق، هذه الاصلاحات التي تسحب البساط من تحت اقدامها وتزيل القناع الملثم عن وجهها البغيض.
عليه فان مطلب الشعب العراقي اي اجراء انتخابات سياسية شاملة وفعلية في العراق وتوفير المستلزمات والشروط اللازمة لها، انتخابات يعبر فيها عن رغبته وتطلعاته في بناء عراق حر وديمقراطي قد تم سحقه بين مطرقة القوات الامريكية وجيوشها وبين سندان القوى الرجعية الاسلامية المتطرفة وفلول النظام البعثي المجرم..
لاتمثل الانتخابات الحالية نظرا لذلك تحقيقا للمطلب الاساسي المذكور للشعب العراقي بصورة عامة وللطبقة العاملة والكادحين بشكل خاص، بل هي خطوة باتجاه اجهاضه من قبل الامبريالية الامريكية والقوى البرجوازية المتعاونة معها عبر تفريغ مضمون العملية الانتخابية من محتواها الديمقراطي الحر واجراء انتخابات صورية وحصرها في التصويت للشخصيات والاحزاب والبرامج والمخططات المعدة سلفا.
فرغم ان البرجوازية العراقية واحزابها وشخصياتها ومثقفيها تتمتع بفرصة المشاركة والتعبير عن بدائلها وبرامجها لاعادة هيكلة بناء الدولة العراقية ومجمل مؤسساتها وقوانينها الا ان الطبقة العاملة وجموع الكادحين لم يتسنى لها لحد الان فرصة كافية للتعبير عن آرائها وتطلعاتها والاصلاحات التي تريد تحقيقها في العملية الانتخابية الراهنة. وتعمل امريكا والحكومة العراقية المؤقتة وبوسائل عدة لابعاد العمال والكادحين والفئات المسحوقة من رسم العملية الانتخابية كما ان الاستعدادات والترتيبات المتخذة تجري في تعتيم اعلامي كامل وعبر آليات يستبعد تفعيل ومشاركة العمال والكادحين فيها.
2/ لايزال العراق يعيش تحت وطأة الاحتلال الامريكي والغاية الاساسية من اجراء هذه الانتخابات والقوات الامريكية تصول وتجول في البلد ليست الا محاولة حثيثة لتكريس الاحتلال وكسب شرعية انتخابية له، فهذه الانتخابات لاتاتي بعد انهاء الاحتلال الامريكي بل تجرى في خضمه وباشرافه مباشرة وفي ظل رعاية دولية شكلية بحتة، انها تجرى لانقاذ امريكا من الازمة والتخبط التي تواجهها، وان القوى التي تفوز بالانتخابات عليها ان تلتزم بالخط الاحمر الذي وضعتها الادارة الامريكية اي الدفاع عن وجود وبقاء القوات الامريكية وعدم وضع العصي في عجلة الهيمنة العسكرية الامريكية في العراق والمنطقة..
3/ بما ان الحرب في العراق لم تنتهي بعد عليه فلاتتوفر لحد الان الظروف والمناخ الامني المناسب لاجراء الانتخابات في موعدها المقرر. يشهد العراق مزيدا من تصاعد الارهاب والفلتان الامني واجراء الانتخابات يتطلب جر جيوش كاملة بغية حمايتها! كما ان البلد يشهد سيطرة مختلف الميلليشيات الاسلامية التي تحرق الاخضر باليابس في سبيل تحقيق مصالحها في العملية الانتخابية الراهنة ولاتستطيع مؤسسات الدولة وقوات الشرطة في الظرف الراهن من توفير الحد الادنى من الحماية للمرشحين المستقلين او المرشحين اليساريين او المرشحين العلمانيين الذين يناهضون القوى الدينية بشكل او بآخر.
ان الاجواء الانتخابية تسيطر عليها ارهاب القوى الرجعية والقوى الاسلامية والقبضة الحديدية للقوات الامريكية ولاتتوفر في اجواء كهذه حرية تامة للدعاية الانتخابية وحرية تامة من قبل المواطنين للتصويت والادلاء بآرائهم، ولايلوح في الافق اتخاذ اجراءات حكومية صارمة لدرء تلك المخاطر والسعي لتوفير الحماية الامنية المناسبة، بل ان الحكومة العراقية المؤقتة والقوات الامريكية منشغلة ليل نهار بحماية القوى والاطراف التي تساندها فقط وتركت الحبل على الغارب لتحرك وبطش القوى الرجعية وممارساتهم الارهابية البشعة.
4/ باتت الانتخابات الراهنة وسيلة لاطلاق المزيد من النعرات الطائفية والقومية والمذهبية وطريقة اخرى من طرق بناء عراق قومي طائفي عرقي ومذهبي وتكريس بل واكسابه شرعية انتخابية مستدامة، فاصرار امريكا والحكومة العراقية على اجراء الانتخابات في الاجواء الحريية السائدة ودون السعي لتوفير شروطها ومستلزماتها وحتى اذا لم تشترك فيها مناطق معينة بسبب تردي الاوضاع الامنية فيها....الخ كل ذلك يمثل خطوة اخرى نحو فرض الانتماء المذهبي والقومي والضرب بعرض الحائط بمبدأ المواطنة المتساوية وهي خطوة اخرى صوب ارساء ملامح عراق طائفي ومذهبي وعرقي!، بحيث لايبقى للمواطنين في العراق في العملية الانتخابية الراهنة غير خيار التصويت للاحزاب والشخصيات القومية او الطائفية او المذهبية.
وتزداد خطورة هذا الوضع لدى التذكير بان القوى الفائزة في الانتخابات ستسعى الى سن دستور دائم للبلاد وهي ترى بانها غير ملزمة حتى بقانون ادارة الدولة الانتقالية الموقع من قبل مجلس الحكم الانتقالي.
وفي اجواء كهذه فان السنة الارهاب تتصاعد وتزداد بدوره الارهاب المضاد للقوات الامريكية والحكومة العراقية المؤقتة، واضحت اللجوء الى العنف والتدمير والقهر اللغة السائدة والمهيمنة عشية الانتخابات الراهنة..
5/ لاتشرف جهة دولية بصورة فاعلة على اجراء الانتخابات في العراق، فاشراف الامم المتحدة على تلك الانتخابات هو اشراف شكلي بحت ولا القوات الامريكية ولا الحكومة العراقية المؤقتة جادون في توفير الظروف الامنية المناسبة لمشاركة الامم المتحدة بغية الاشراف عليها، والحديث عن استقلالية المفوضية العليا للانتخابات ليست الا محاولة لذر الرماد في العيون حيث ان تلك المفوضية تشكلت بتدخل امريكي مباشر واملت امريكا كل الشروط عليها. عليه فان الشعب العراقي لايأتمن على صوته في الانتخابات المذكورة والغش والتزوير في نتائجها يتوقف على الاهداف التي تسعى اليها امريكا ومسؤولي الحكومة العراقية المؤقتة ولايستبعد تغييرها وفق ماترتأي امريكا والقوى المتحالفة معها.
6/ لقد وضعت المفوضية العليا قيودات كثيرة على مشاركة الاطراف والجهات السياسية والشخصيات بدءا بالقيود السياسية وصولا الى القيود المالية، ففيما يتعلق بالقيود السياسية وضعت المفوضية شروطا مطاطية بموجبها تصادق على طلبات الجهات التي تنوي المشاركة في الانتخابات، فهذه الجهات عليها ان تلتزم بمكافحة العنف والارهاب وتحترم القانون ولكن دون ان توضح ماهو المقصود بتعابير العنف والارهاب واحترام القانون، كما ان المفوضية اثقلت اعباء الاحزاب والمرشحين باموال يجب دفعها الى المفوضية، ان ربط حق الترشح بالملكية والمال هي خطوة ضد الفقراء والمعدمين وهو الغاء لمبدأ التكافؤ في الفرصة الانتخابية حيث لايتوفر للعمال والكادحين والمعدمين تلك المبالغ عدا ان مرشحيهم لايتمكنون من اثبات وجودهم وخوض العملية الانتخابية ووفاضهم خالية، وذلك في وقت تتنصل الحكومة العراقية المؤقتة عن تقديم الدعم المالي للمرشحين بغية الدعاية لبرامجه الانتخابية.
وفي الوقت الذي لاتتوفر الاموال الكافية للشخصيات العمالية والكادحة ولليساريين بصورة عامة لممارسة حق الترشح وخوض غمار الانتخابات نرى في الجهة المقابلة بان القوى المتعاونة مع امريكا تسيطر على مصادر المال والقوة في هذه الانتخابات وهي تسخر كل امكانات الدولة والحكومة والاموال العائدة للشعب العراقي لبرامجها ودعاياتها الانتخابية.
نظرا للنقاط الواردة اعلاه فان اتحاد الشيوعيين في العراق يطالب بتأجيل الانتخابات العراقية لحين توفر مستلزماتها وشروطها السياسية والامنية المناسبة وذلك لكي يتمكن الشعب العراقي من الادلاء بصوته بحرية ونزاهة، وكذلك يطالب الاتحاد بالغاء جيمع القيود التي تحد من مشاركة وترشيح العمال والمعدمين في الانتخابات المقبلة، ان الغاء تلك القيود هو شرط مسبق لمشاركة العمال والكادحين والجهات السياسية، وبضمنهم اتحاد الشيوعيين في العراق، التي تدافع وتزود عن مصالح الطبقة العاملة والكادحين في العراق.

اتحاد الشيوعيين في العراق
اللجنة المركزية
نهاية تشرين ثاني 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد لهجة خطاب القادة الأوروبيين حيال إسرائيل في قمة بروكسل


.. شاهد كيف ستختلف المناظرة الرئاسية بين بايدن وترامب عن 2020




.. تدريبات إسرائيلية تحاكي حربا على أرض لبنان.. وأميركا تحذر مو


.. رغم تهديد بايدن.. شحنات سلاح أميركية في الطريق لإسرائيل




.. في ظل شبح ترامب.. صناديق الاقتراع في إيران تستعد لتقول كلمته