الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفسير

أحمد بسمار

2011 / 9 / 22
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


تــفــســيــر
إلى الصديق الجديد وليد يوسف عطو

كم أنا آسـف أيها الصديق الجديد, لأنني لم استطع الرد على تعليقك الذي ورد على مقالي المنشور البارحة, عن الصديق الذي لم يعد صديقي, بسبب الأحداث السورية التي ابتدأت من سبعة أشهر :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=276291
نظرا لانقضاء 24 ساعة على نشره. وهي المدة القصوى التي تعطى للكتاب العاديين (بلا امتياز) في هذا الموقع, بحجة تراكم المقالات التي تصل إليه من كافة أقطار المعمورة...

ولكن اسمح لي يا صديقي أن أؤكد لك بكل حزن وألم وأسى, أن الصديق الذي تحدثت عنه هو الذي ابتعد عني, متخذا موقفا ثوريا هائجا غاضبا, بسبب آرائي الحيادية والتي بدأت تميل إلى الدفاع الإيجابي الموقوت عن السلطة السورية الحالية, نظرا لمحاولات خنفها معيشيا وسياسيا واجتماعيا ومؤامراتيا وتخريبيا من عديد من الدول الخليجية البترولية المأجورة للولايات المتحدة والناتو والمصالح الغربية الدولية, وخاصة لأجندات الصهيونية العالمية المتوسطة والبعيدة المدى......................

لم أكن من المؤيدين على الإطلاق طيلة أيام شبابي التي عشتها في سوريا, ولا من أول أيام اغترابي منذ تاريخ 17 نيسان 1963 من المؤيدين لأية سلطة حكمت سوريا. ولكنني لم أسمح في أي يوم من الأيام لكائن من كان أن يهاجم بلد مولدي, مهما كان السبب. لأنني كنت أعتبر خلال كل هذه السنين كرامة سوريا من كرامتي وعزتي كمواطن عادي حـر من أي التزام, وبالرغم من أن أيام شبابي لم تكن أحلاما وطيبا وذكريات معسولة هنيئة. وفي بداية الانتفاضة.. لما كانت ما تزال انتفاضة ومظاهرات سلمية تطالب بالحريات الإنسانية الطبيعية. كنت من أول المؤيدين والمشجعين لها بتصريحاتي وكتاباتي. ولكنها لما بدأت تتحول إلى حرب شوارع ملغومة بنزعات طائفية ودينية.. بدأت بأخذ مواقف حيادية تحليلية.. ولما طالبت زعامات هذه (الثورة) بتدخل الناتو وأمريكا وساركوزي وأردوغان وحمد والجزيرة والعربية وال B B C و France 24 و عناصر الC I A والمليارات التي تدفقت على البلد باسم بيع الحريات العامة والديمقراطية لهذا البلد فقط.. بينما يستمر الحرمان منها لملايين عديدة من الشعوب العربية والمشرقية وأخرى عديدة في العالم.. وآخرها الفيتو الأوباماوي ضد حصول الفلسطينيين على دولة..هنا بلغ السيل الذبى.. وتحول حيادي ألانتقادي إلى تفكير وتحليل وألف ألف سوال..لـمـاذا؟؟؟ لماذا سوريا بالذات اليوم؟ لماذا يدافع أردوغان عن الشعب السوري اليوم..بينما طيرانه يقصف الشعب الكردي البريء في كردستان مسببا آلاف الضحايا والمشردين. ولا نسمع أي احتجاج من هذه الدول المستوردة للنفط والمصدرة للديمقراطية!!!.......................

لماذا سوريا اليوم؟؟؟!!!... لماذ هاجت هذه الفتنة الطائفية مسببة آلاف الضحايا, ما بين مدنيين وقوى الجيش والأمن... بينما كانت الجزيرة تصرعنا 24 ساعة على 24 ساعة بالمظاهرات السلمية, كنا نرى تشييع جثث العشرات من قوى الأمن السوري كل يوم.
وتساءلت.. وتساءلت لماذا تحولت هذه المحطة التي بدأت كأول نافذة فرج للشعوب العربية, إلى آلة حربجية للدس والفتنة.. للدس والفتنة والكذب والإعلام المشوه المغروض, لتفتيت قواعد المقاومة عند هذه الشعوب وتعاضدها وتلاحم مقوماتها الوطنية والقومية والشعبية. بالإضافة إلى الدعوة لتقويض اقتصادها وتقوية الأمبارغو عليها لتجويع شعوبها......

كيف أستطيع بعد كل هذا يا صديقي أن أبقى حياديا.. كيف أستطيع من غربتي تحمل كل هذه الهجمات والضربات المميتة ضد بلدي وشعبه. أنا من أول المطالبين بعودة الحريات الإنسانية الطبيعية إلى جميع فئات الشعب السوري, بدون أي استثناء, وتعدد الأحزاب, وعودة الديمقراطية الحقيقية, وإلغاء المحاكم العسكرية والعرفية والأمنية والسياسية, وتحرير الإعلام بلا رقيب ولا رقابة ولا وزارة إعلام...وأن يقتلع الفساد المستشري في هذا البلد من شروشه بقوة ووضوح مع محاربة المحسوبيات العائلية والعشائرية وترسيخ قواعد العلم والمعرفة والعلمانية الصريحة الكاملة في جميع قوانين الدولة الجديدة.. ولكن لا أن يفرض علينا كل هذا بجيوش الناتو أو تهديدات جارتنا العثمانية الجديدة. إنما بقوة محاوراتنا مع جميع الأطراف الواعية الجديدة, متجنبين كل أخطاء الماضي (قشة لفة) وجميع الشخصيات المحنطة التي سيطرت على خيرات البلد خلال ستين سنة من تاريخ بلدنا. هذا البلد الذي لا يشبه أيا من جيرانه. ولأنه لا يريد إن يعيد المآسي الإنسانية التاريخية التي تعرض لها جيرانه, باسم الحريات والديمقراطية المغلفة بالكوكاكولا والهامبورغر!!!...
نريد حريات من صنعنا ومن أفكارنا ومن تشاورنا مع بعضنا البعض.. لأن أي تدخل أجنبي, مهما كانت أسبابه ودوافعه وخططه وتحضيراته, سيؤدي إلى الخراب والموت والفقر والعتمة والأحقاد. والسوريون بجيناتهم وطبيعتهم شعب مــحــب لـلـسـلام.. إذن لـنـسـع يا صديقي إلى هذا السلام بين بعضنا البعض...وغــد الحريات الحقيقية آت...
لا أحاول بكلماتي هذه إقناعك بأي شيء.. ولا اجتذاب آرائك نحو آرائي..
إنما لنتابع الحوار والنقاش والتفاهم وديمومة الصداقة......................
ولك مني يا صديقي.. وجميع قراء هذا الموقع أطيب تحية مهذبة صادقة.

أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اتعاطف معك
عيسى مزرف ( 2011 / 9 / 22 - 11:25 )
هذه المرة لن اخالفك الراي فانت تتحدث من قلب مفعم بحبه لبلده لسوريا العربية لسوريا
الوطن ولذلك فانا هذه المرة اتعاطف معك تماما واعيش مشاعرك الصادقة وارتباك عواطفك
المتولد من خوفك من سيطرة الرعاع والمتدينين المتخلفين على مقاليد الامور في سوريا
ولكني اتمنى عليك ان تتوقف غن مهاجمة الاسلاو والمسلمين لان الارهاب كما تعرف لا
دين ولاطائفة له واقرب مثال على ذلك هو مجزرة النرويج التي ارتكب ها احد اخوتنا
الكاثوليك ,,,واجو تقبل الشكر من مواطن من ارض سوريا الحبيبة


2 - رد للسيد عيسى مزرف
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 9 / 22 - 12:52 )
يا سيد عيسى مزرف
وأخيرا وجدنا نقطة مشتركة.. قد تقربنا.. وقد نستطيع التفاهم على رأي معقول. ولكنني أؤكد لك, كما أكدت آلاف المرات في كتاباتي وتعليقاتي, بأنني لست ضد الإسلام أو المسلمين كدين ومعتقد عندما لا يتدخل بالقوانين السياسية والاجتماعية والمعيشية ويتحول إلى بيروقراطية تشريعية لا تتفق إطلاقا مع الحريات الإنسانية وتطورات العصر وحاجاته.
ولك مني كالعادة أطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


3 - احمد بسمار هذا شرف لااستحقه
وليد يوسف عطو ( 2011 / 9 / 22 - 13:06 )
الزميل والاخ والصديق احمد بسمار الجزيل الاحترام شكرا من كل قلبي على ماكتبته المهم يبقى الشعب والوطن والدولة اما السلطة الحاكمة فتذهب وتاتي غيرها لانريد لكم تجربة مثلنا في العراق حيث خسرنا الدولة والوطن والشعب لم يبقى شعبا واحدا بحكم خبرتي في تجربة العراق كنت اتمنى على الاسد الاعتذار من الاسبوع الاول والقيام بالاصلاحات ولكن الوقت فات يبدو ان الانظمة الشمولية تعتبر الشعب والوطن اقطاعية خاصة لها لانتمنى تدخلا دوليا معروفة نتائجه مسبقا ولكن حلا يضمن مصالح الشعب السوري باقل التضحيات والخسائر موضوعي غدا عن اهمية العقل النقدي في تطور المجتمع يجاوب عن اسباب مقاطعة صديقك لك ومثله موضوعي التالي ثقافة التصحر وتصحر الثقافة لك مني خالص محبتي وشكري


4 - رد إلى وليد يوسف عطو
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 9 / 22 - 16:55 )
الأخ الكريم السيد وليد يوسف عطو
يعجبني تواضعك ويزيدني فخرا بتعرفي بـك. وأنا لا أستطيع شكرك لما أتحت لي من تعبير لمشاعري المخنوقة في هذه الأزمة التي تتشتت فيها الصداقات والعلاقات وحتى المحبة, بسب الخلاف على تحليل مسببات الأزمة السورية الحالية.
آمل من جديد أن تلتقي جميع الأطراف المتفرقة, لتجنب مأساة عربية جديدة. وأن يجتمع شمل العائلة السورية بكل فئاتها وقواعدها الاجتماعية والسياسية والفكرية على طاولة حوار حقيقية, وألا يغادروها مهما طال الوقت, قبل أن يجدوا حـلا لإنقاذ ســوريـا الحبيبة وشعبها من التمزق, وخاصة من أي تدخل خارجي, لن يؤدي سوى إلى الموت والدمار والخراب... وكل رابح خــاســر..خـاسـر.. خاسر!...
أجدد لك صداقتي ومودتي واحترامي.. مع أصدق تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة

اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرات في العاصمة باريس ضد اليمين المتطرف


.. مظاهرات في العديد من أنحاء فرنسا بدعوة من النقابات واليسار ا




.. خلافات في حزب -فرنسا الأبية-.. ما تأثيرها على تحالف اليسار؟


.. اليمين المتطرف يتصدر نوايا التصويت حسب استطلاعات الرأي في فر




.. آراء بعض المتظاهرين ضد اليمين المتطرف في باريس