الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات فى إضرابات المعلمين

سيد يوسف

2011 / 9 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


تأملات فى إضرابات المعلمين
سيد يوسف

إذا كان للمعلمين حقوق فإن التعنت فى رفض صاحب القرار لها خبل لا ينبغى السكوت عليه، وإن لم يكن لهم من حقوق فإن استمرار إضرابهم فوضى ينبغى التصدى لها، والسؤال من الذى يقرر ذلك؟ قررها المعلمون قياسا على فئات أخرى غيرهم وأقر صاحب القرار بموضوعية معظم المطالب. إذن فهل إضراب أصحاب الرسالات لدوافع مادية له ما يسوغه؟ لا ليس له ما يسوغه ولكن هل مطالب المعلمين دوافعها مادية فقط أم صاحبها دعوة ايجابية لإصلاح منظومة التعليم ؟ هم يقولون إن هدفها الإصلاح وبالنظر إلى المطالب فهى بالفعل مطالب عادلة يعى ذلك كل من اطلع على تلك المطالب بعين موضوعية وقلب سليم .

ويظل السؤال: هل إضراب المعلمين يتفق مع ما ينتظره الناس منهم خاصة أن الإضراب ذو بعد أخلاقى غير مبرر (كالضغط على الطلاب وكتوقيته غير المناسب) لا يمكن تجاهله؟

الحق أن الإضراب مشروع قانونا وإن جرمه بعض الناس اجتماعيا لأبعاد تتعلق بقدسية مهنة التعليم وبالنظر إلى بشاعة الدروس الخصوصية التى يُتهم فيها معظم المعلمين ظلما وعدوانا ذلك أن نصف المواد الدراسية ليست تصلح معها الدروس الخصوصية ونصف المعلمين إلى حد ما من النساء اللاتى يعزفن عن الدروس الخصوصية اللهم إلا قليلا وبعض الذين يعطون دروسا خصوصية ليسوا أصلا من المعلمين العاملين بوزارة التربية والتعليم.

والحق أيضا – ويا للأسف – لقد أرسى نظام الحكم فى مصر أن سياسة لى ذراع الحكومة ناجعة لمن يملكون خمس مفردات على الأقل:
* الصبر وطول النفس.
* عدم الانضغاط للتهديدات بل إن التهديدات تزيدها اشتعالا .
* الثبات لأطول فترة ممكنة( النظام لا يمكنه الثبات لعدة أسابيع أمام إضرابات ما ).
* عقلانية المطالب وإمكانيتها ومشروعيتها.
* جماهيرية ( زيادة أعداد) المعتصمين.

وقد رأى المعلمون أن أصواتهم لا يُلتفت إليها فهم يكادون يكلمون أنفسهم لمدة شهرين ولا حياة لمن تنادى ولا حوار فعال معهم ولا جدول زمنى يطمئن نفوسهم ومن ثم فالمعلمون جزء من هذا المجتمع بمميزاته وأخطائه ومن ثم أيضا فإنهم حين يتلفتون فيجدون أن كل من اعتصم وأضرب أخذ حقوقه وأنهم استنفدوا الوسائل الطبيعية للتعبير عن مطالبهم دون جدوى فإن من الخبل أن نلومهم فهم قوم يبحثون عن حقوقهم ويقبلون بجدولتها زمنيا ويقبلون بحوار عاقل وصادق من ذى ثقة بيد أن الثقة قد فقدت لكثرة الوعود الكاذبة.

مطلب عاجل لقومنا جميعا

وكل الذى كنت أرجوه ألا يخون بعضنا بعضا وألا نلزم الآخرين بتبنى وجهات نظرنا فمن رأى أن يُضرب عن العمل بحثا عن حقه فما عليه من لوم، ومن رأى أن الوقت غير مناسب وأن قدسية المهنة أرقى من أن يزج بها من أجل مطالب مادية أو أنه لا يجب أن نستخدم الطلاب للى ذراع الحكومة فهو قد غلب ما يراه واجبا على حقوقه وعلى الناس أن تدرك أن اتفاق الناس على أمر جامع لن يكون وإنما أن يعذر بعضنا بعضا فى الاختلاف وأن نقدر الآراء المتعارضة وننظر إليها على أنها آراء تحتمل الصواب والخطأ (دون إغاظة الآخرين أو تخوينهم أو التقليل من شأنهم وانحيازاتهم الفكرية والسلوكية) فهذا ما يدعو إليه كل حر غيور مخلص لوطنه ودينه ومبادئه.

سيد يوسف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا