الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار الالماني يواجه حربا شرسة

مكارم ابراهيم

2011 / 9 / 22
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


يتعرض الحزب اليساري الاشتراكي الالماني ( Die Linke ) اليوم الى هجوم شديد من قبل الاعلام الالماني وخاصة بعد تصريحات رئيسة الحزب( Gesine Lötzsch ) بانها تؤمن بتحقيق الشيوعية وان الراسمالية في شكلها الواقعي هي فضيحة".
ومن احد هذه الانتقادات الموجهة للحزب كانت في مقالة بعنوان" جدل في اليسار الالماني حول معاداة السامية" بقلم الكاتب.. Troels Heeger
حيث يشير الكاتب الى وجود انشقاقات بين اعضاء الحزب حول تبني معاداة السامية .ويحاول عالم الاجتماع بيتر اولريش الاشارة الى مخاطر تبني معاداة السامية في هذا الحزب.
اليكم نص المقالة:
اصدر الحزب الاشتراكي الالماني( Die Linke ) بيانا رسميا بعد ان وجهت له انتقادات حادة بوجود تبني معاداة السامية في تصريحات بعض الاعضاء.
حيث جاء في البيان" لن نشارك في اية مبادرات في الشرق الاوسط ولافي مقاطعة البضائع الاسرائيلية ولا في قافلة الاغاثة لغزة".
ربما كان الهدف من هذا البيان هو بث الطمأنية حول خط الحزب الا ان النتيجة كانت فاشلة, ذلك لان تفاصيل هذا البيان اثارت استياء مجموعات يسارية عديدة وكذلك بعض الشخصيات السياسية البارزة في الحزب بحيث رفض اعتماده من قبل العديد من الاعضاء.
ويرى منتقدين هذا البيان بان قيادة الحزب لم تكن ديمقراطية في سلوكها بهدف تهدئة الانتقادات التي وجهت اليها.
حيث يطالب قادة الحزب اعضاؤه في هذا البيان بالالتزام على مشروع حل الدولتين في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
وهذه المبادرة جاءت من رئيس الحزب السابق جريجور جايسي الذي انتقد التيارات المعادية للسامية في الحزب وحذر مواطنيه من الحديث لصالح حل الدولة الواحدة في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
اذ يقول " يمكن للفلسطينيون المطالبة بحل الدول الواحدة, رغم انه مطلب غير واقعي, ولكن لن يطالب به اليسار الالماني ولاحتى اي الماني ".
ووفقا لعالم الاجتماع بيتراولريش الذي اصدر كتابا عام 2008 "داي لينكة اسرائيل وفلسطين يناهضون البيان على المستوى القاعدي"
"تحت عنوان (الكفاح ضد معاداة السامية) فان الحزب الاشتراكي داي لينكة قرر بان الحزب لايؤيد حل الدولة الواحدة ومن يؤمن بهذا الحل فانه يعتبر معادي للسامية . لقد اخذ هذا القرار بشكل تعسفي وتم تحديد تعريف مبهم. لان الحقيقة هناك نشطاء يدعون الى حل الدولة الواحدة بدون ان يتبنوا معاداة السامية .

هناك من يعتقد ان سبب هذه الانتقادات الموجهة للحزب اليساري الالماني هو كون اليسار الالماني لم يعالج الى الان موضوع معاداة السامية بشكل واضح. ففي دراسة حديثة قامت بها جامعة لايبزيغ وجد انه هناك نضوج وتقدم لمعادية السامية في اليسار الالماني. ووفقا لعالم الاجتماع صاموئيل سالزبورن وعالم الاجتماع ساباستيان فوييت فان الحزب الاشتراكي داي لينكة أهمل الميول المتمثلة بمعاداة السامية الموجودة بين اعضاء الحزب .
ومؤخرا هاجم الاعلام الالماني الحزب الاشتراكي الالماني داي لينكة عندما نشر الحزب نشرته واضعا نجمة داوود اليهودية بمحاذاة الصليب النازي المعقوف اي انه اشار الى المساواة بين العقيدة اليهودية والنازية .
وبعدها طالب رئيس الحزب في برلين اعضاء الحزب السيطرة على محتوى النشرة الالكترونية للحزب الا ان هذا سبب جدالات كبيرة بين اعضاء الحزب.

ويرى عالم الاجتماع بيتر اولريش ان سبب الانشقاق بين اعضاء الحزب الالماني مفهوم جدا اذا اخذناه من المنظور التاريخي " اذا تعمقنا في حزب داي لينكة نجد هناك من ينتقد سياسة اسرائيل وهناك من يتضامن مع الشعب الفلسطيني ومن جهة اخرى هناك حساسية تاريخية من قبل الالمان تجاه الفاشية ومعاداة السامية. اذا هناك اصطدامات قوية بين هذين التيارين في داخل الحزب بحيث يؤدي احيانا الى سجالات باستخدام الفاظا غير لائقة".
هناك انتقادات كبيرة للقيادة داخل الحزب بالنفاق للبيان الذي ادان مقتل تسعة اشخاص في قافلة الاغاثة الى غزة من قبل اسرائيل وكذلك انتقاد الحزب عندما اشاد العام الماضي باحد اعضاؤه وهي انغا هوجروذلك تثمينا لجهودها في مساندة السفينة التركية مامي مارفارا بهدف رفع الحصار الاسرائيلي على مدينة غزة. وقد هوجمت انغا هوجر بشدة من قبل الاعلام الالماني بعد ان شاركت في مؤتمر فلسطيني في ووبرتال حيث تواجدت مع حركة حماس والتي تتعاطف معه وقد لبست وشاح على رأسها وبيدها رفعت خارطة الشرق الاوسط حيث لاتتواجد عليها اسرائيل .
ينتقد عالم الاجتماع بيتر اولريش الحزب اليساري بان انتقاداته لاسرائيل تجعله يقبل كل الانتقادات لاسرائيل وربما يتعاون مع اناس معادون للسامية ويساعدون على نشر دعاية معاداة السامية".
انتهى.

في الواقع يمكننا طرح أسئلة عديدة لماذا يواجه الحزب اليساري الالماني اليوم حملة شرسة من قبل الاعلام الالماني على ان هناك انشقاقات داخلية والسؤال الثاني: هل هذه الانشقاقات التي تناولها الكاتب في مقالته واذا كانت بالفعل موجودة هل هي بسبب اختلاف ايديولوجيات اعضاء الحزب. ام بسبب تاثيرات الاحداث السياسية في العالم من ازمات وفشل الاحزاب اليمينية في السيطرة على الازمات المالية والاقتصادية. وكرد فعل على الثورات في الشرق الاوسط ومساندة الولايات المتحدة المستمرة لاسرائيل وعدم انصاف الشعب الفلسطيني؟
مكارم ابراهيم
المصدر:
http://www.information.dk/271086








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صليب معقوف, نجمة داود للجم اليسار والالمان
w kan papion ( 2011 / 9 / 22 - 20:22 )
اي شخص يعادي الامبريالية امريكة يتهم باّنه معادي لشعب امريكة هذه السياسة الامريكيه من عقود انتي امريكانر لتضيع الموافق وشحذ الشعب على معاداة الاشخاس المعادين لسياسة امريكة لضمان عدم انجرار الراّي العام الامريكي اتجاه معارضة السياسة الاجرامية للسلطة وهذا ما تطبقه بابداع الصهيونية مع استغلال جرائم هتلر لتطرح نفسها ضحية وانها تحت المطرقة وهناك عداء للسامية تتفجر عقيرتها بالعويل والنحيب في وجه من يعادي الاعمال الارهابية اتجاة الفلسطينين اي اضرب ولا حق للفلسطيني يرد ومن يتعاطف مع القضية الفلسطينية معاد للساميه استغلال حقير للهتلرية. وحين يكون اليساري الماني فاسهل مهاجمته كونه من اصل الماني ثم هذه اصبحت نقطة ضعف الالمان اذ دائما ما يحاول اسكاتهم للجرائم الهتلرية اذبان الحرب وكاّن الانكليز او الفرنسي اشرف ولم تتلطخ اياديهم بالحروب فقط في نقطة واحدة هوالخلاف ان تستبيح وتقتل الشعوب الاسيوية والافريقية او كي لكن ان هتلر وجه بنادقه للاوربيين المسيحيين اصبح المنبوذ وصار الالماني ملعون عنصرية سلبية تحمل في ثناياها التصنيف العرقي والديني الهتلري ثم لجم اي توجه الماني للنفوذ في سوق التجارة العالمي


2 - تحية عالية للرفيقة مكارم
حسااااااااااااااان ( 2011 / 9 / 22 - 22:50 )
تماما الرفيقة مكارم يواجه اليسار المغربي وبشكل خاص الاشتراكي الموحد ىهجوما بلطجيا كبيرا من خدام المخزن بعد قرار مجلسه الوطني مقاطعة الانتخابات التشريعية القادمة التي يراهن عليها المخزن لاعادة ترتيب اوراقه وهيكلة بيته؟؟؟ حيث تفننت بعض الصحف خاصة الصباح في مقالة بئيسة لشبه صحفية بسبب الحزب والكيل له العديد من التهم والاوصاف التحقيرية بل وصلت بها الحد الى نعيه ؟؟؟؟


3 - W kan papionالى
مكارم ابراهيم ( 2011 / 9 / 23 - 05:06 )
في الواقع اذا فكرنا قليلا ماذا عن معاداة الاجانب او الغريب الذي يختلف عنا في اللون والدين لماذا لم ياخذ هذا الاهتمام لماذا لم تنتقد الحكومات عندما تعادي الاجانب وتضع قوانين متشددة ضدهم وبصورة علنية بهدف تهميشهم والضغط عليهم لمغادرة البلاد اليسوا بشرا ام يختلفون بالفعل هذه السياسية لم يفكر بها احد وهذا التمييز بين شعب وبقية الشعوب


4 - الى حسااان
مكارم ابراهيم ( 2011 / 9 / 23 - 05:09 )
بالفعل ان اليسار في كل مكان يواجه تشويها وهذا ليس بجديد فالحرب ضد الشيوعية واليسار حرب ازلية ومايحدث في المانيا يحدث في المغرب او في اي مكان ولكن من الضروري الوعي لهذه المسالة وعدم الانجراف في تصديق الاعلام الذي يخدم سياسة الحكومات في اي مكان بالعالم
تحية للمناضلين في المغرب والمجد للشهداء


5 - المصداقية
نعيم إيليا ( 2011 / 9 / 23 - 09:29 )
عزيزتي أستاذة مكارم
حزب اليسار (دي لينكه) يتعرض لأزمة داخل صفوفه، ويعاني تمزقاً فكرياً، وتقلصاً في أعداد المنتسبين إليه والمؤيدين له من المقاطعات الألمانية التي كانت شيوعية فيما مضى.
والإعلام الألماني والغربي عامة إعلام محايد يسلط الأضواء على المشكلات البارزة ويقدم الندوات الحوارية لمناقشة هذه المشكلات بمشاركة جميع الأطراف المعنية بها. وليس كما تصورينه في مقالاتك وترجماتك.
والشعب الألماني عامة لا يحفل بهذا الحزب وبرامجه التي تعود إلى فترة الاحتلال السوفييتي لألمانيا الشرقية، والتي لم يتجدد منها إلا القليل من المواد والشعارات.
لاحظي من فضلك! الحزب الديمقراطي الحر مني بهزيمة مخجلة في الانتخابات الأخيرة في برلين، وتحدث الإعلام عنه بالنبرة نفسها التي تحدث بها عن هزيمة اليسار. بيد أن الأحرار الليبراليين، لم يتهموا الإعلام بشيء ولم يصوروا أنفسهم ضحية له؛ ليتستروا على إخفاق برامجهم وفشلهم كما يفعل اليساريون الباحثون دائماً عن الأعداء.
موقف الحزب من قضية الصراع العربي الإسرائيلي واختلاف أعضائه من حوله، ظهر في المقالة وكأنه موقف سياسي عام ليس يشغل الشعب الألماني من شؤون دنياه إلاه.
مع تحياتي لك


6 - افكار التسلط والاضطهاد والقيم اليسارية
w kan papion ( 2011 / 9 / 23 - 10:36 )
ان كان هناك تجمع فرنسي الماني واسيوي فان التفاهم جيد بين الاماني والفرنسي اذ يتوحدون بمكونهم اوربيين متحظرين لكن ما ان تضيف الاسباني والايطالي والانكليزي سوف يختل ميزان الاوّلّين فتظهر معايير اخرى كالجذر الكاثوليكي والبرو تستانتي وذكرى حرب هتلر.ان هذاهو واقع دول الراّسمالية النظرة الاستعلائية اتجاه الدول التي كانت مستعمرات والدول ذا التاريخ الاستعماري ثم تتاّتي الصراعات الاوربية الغائرة في القدم ان الجذرالاصيل للدول الاوبية هو النزعة القومية اي انها تاسست على هذا المبدأ وفي اي مبداّ قومي يطل الوجه المتعصب واحيانأ الفاشي.لذا في الازمات تتصاعد الاخيرة اذ الخبز اولا للاوربي وهذا لايعني في فترات الرخاء لاتتحس التفرقة, فالاعمال المهه تعطى بسهولة للاوربي المواقف تتوحد ضد الدول الغير اوربية مثال الحرب على العراق و افغانستان بعد احداث 11 سبتمبر المشبوهة قال رئيس الوزراء للسويد اليوم كلنا امريكانر. ان المعاناة الوضيعة لتركيا للدخول الى السوق الاوربية لا يخلو من هذا الميزان الذي يوحد البلدان الراّسمالية. لذا ظهرت الافكار الاشتراكية بين الطبقة العاملة للتوحد ضد القهر بكل اصنافه والعمل على التحرر


7 - الى نعيم ايليا
مكارم ابراهيم ( 2011 / 9 / 23 - 10:40 )
في الواقع عندما قرات بالصدفة مقالة عن انتقاد الاعلام الدنماركي لليسار الالماني وحزب داي لينكة لم اخذ بالمقالة فتصورت انه اتجاه واحد وليس ذو اهمية ولكني بدات بالبحث عن مقالات اخرى عن الحزب داي لينكة فلم اجد الا بنفس الاسلوب ولاحظ ان هذه المقالة واقعا هي لكاتب دنماركي وليس الماني بل دنماركي يستشهد بتصريحات لالمان وفي الواقع هذا هو مااثارني وكلها كانت بنفس المضمون وكنت اتمنى صدقا ان اجد شيئا اخرى عكس هذه المقالة ولكن لم اجد


8 - الى نعيم ايليا
مكارم ابراهيم ( 2011 / 9 / 23 - 10:54 )
حقيقة لقد حزنت جدا عندما قرات هذه المقالات لم اكن اتمنى ان تكون هكذا ولهذا بحثت عن اي مقالة تقول عكس هذه المقالة لم اجد للاسف فهذه المقالة مؤلمة لي ولست سعيدة بمحتواها كنت اتمنى ان اقرامقالة تقول عكسها لاترجمتها على الفور ولن اترجم هذه المقالة المؤلمة لي

اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: اليمين المتطرف يتصدر الاستطلا


.. فرنسا: هل يمنع حزب التجمع الوطني مزدوجي الجنسيات من الولوج إ




.. هل يعتمد ماكرون استراتيجية تشوية اليسار في الدورة الأولة للت


.. مظاهرات بتل أبيب والقيسارية ضد نتنياهو هي الأضخم منذ بدء الح




.. الناصرية 1 حزيران 2024 - مشاركات الحضور - ندوة سياسية لمنظم