الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا راس الحية

عطا مناع

2011 / 9 / 22
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


لا اعرف لماذا احدث خطابا الرئيس الأمريكي الذي ألقاه في الأمم المتحدة ردود واسعة؟ وكأننا صدقنا أن الولايات المتحدة الأمريكية راعية لعملية التسوية!! والأغرب أننا صدقنا أن أمريكا معنية بدولة فلسطينية أو حتى كيان فلسطيني مسخ!!! وفي المحصلة النهائية يكمن الخلل في الذين وثقوا في أمريكا وصدقوا أكاذيبها، ففي الأمس القريب أيد 30 عضو من الكونغرس الأمريكي احتلال الضفة الغربية المحتلة أصلا.
بالطبع بخرج علينا جهابذة السياسة المؤيدين للتسوية ليقولوا لنا ما الذي تغير؟؟؟ أين اوباما الذي خطب في عام 2009 في مصر؟؟؟ أين الآيات القرنية التي ساقها لنا؟؟؟ أين وعودة بدولة فلسطينية وحل للصراع؟؟ لماذا غير هذا الأسمر خطابة؟؟؟ منهج غريب وكأن حال اوباما كأي رئيس عربي مسخ لا يخطط للغد وان سياسته محكومة بإسقاطات وردود فعل، متناسين أننا أمام رئيس دولة يحتكم للمؤسسات والشركات الأمريكية واللوبي الصهيوني، وان اوباما خليفة لرؤساء اخذوا على عاتقهم السطو على حقوق وثروات الشعوب.
أمريكا راس الحية، حقيقة من الغباء أن ندعي اكتشافها حديثاً؟ أمريكيا هي التي قتلت الثائر الاممي جيفارا وخرجت علينا تتبجح بعرض صورة!!! وأمريكيا هي التي ألقت القنبلة النووية على المدن اليابانية وهي التي حصدت مئات الآلاف من الأرواح في حربها على الشعب الفيتنامي البطل الذي لقنها درساً لا زال حاضراً في أدبياتها، الشعب الفيتنامي الذي قاتل وفاوض وحصل على حقوقه رغم انف أمريكيا والأمم المتحدة التي تعربد على شعبنا وحقوقه.
اليوم نقف عراة أمام الحقيقة، الولايات المتحدة الأمريكية تهددنا لمجرد أننا نطالب بدولة!! وأمريكا أعلنت كما في كل مرة انحيازها الكامل للدولة العبرية وهذا طبيعي؟ والغير جديد أنها تهدد السلطة الفلسطينية يقطع الأموال عنها في محاولة لثني السلطة عن التوجه للجمعية العامة لتقديم طلب الحصول على دولة فلسطينية، وفي نفس الوقت تضع كافة المحفزات المالية التي من شأنها إنهاء القضية الفلسطينية ببعض الرشاوى المالية باسم الرواتب، واعتقد أن هناك تقاطع عربي مع السياسية الأمريكية رغم المنحة السعودية"200 مليون دولار"، لكن جن جنونها عندما أعلن اردوغان أنة سيقف إلى جانب الشعب الفلسطيني فيما إذا توقف الدعم المالي الأمريكي.
الوطن مقابل المال: هذا هو الشعار الأمريكي في هذه المرحلة، مرحلة حولت المقاومة إلى إرهاب!!! والتحرك الجماهيري إلى فلتأن امني!!!! والمصالحة الفلسطينية انحراف عن مسار السلام!! إما التسوية وإما حماس؟؟؟؟ هي أدبيات جديد دخيلة وانعكاس مسخ لاتفاقيات مسخ جلبت لشعبنا الفلسطيني الدمار المتمثل بالانقسام والتنسيق الأمني وفتح باب السجون على مصراعيها للوطنيين الفلسطينيين في شقي الوطن.
شعارهم واضح: أنت لست معنا إذن أنت ضدنا، وعليك أن تجثو على الركب وتسمع الكلام فالمرحلة ليست مرحلتك وهذا مربط الفرس.
أقنعونا بأننا لا يمكن أن نعيش إلا بالدولار الأمريكي الذي تفوح منة رائحة الضحايا في العراق!!!! اقنعوا أننا شعب غير قادر على القول لا لأمريكا وأموال أمريكيا وما يسمى بوكالة التنمية الأمريكية.
اقنعوا بعضنا أن استقبال الحاخامات الذين يدعوا أنهم يؤيدون قيام دولة فلسطينية ارقى إشكال النضال!!!! وان استقبال الجنود الذين يرفضون الخدمة قمة الوطنية وبعيداً عن التطبيع!!!! الهوا أمريكا وقالوا لنا ما العمل!!!! لدرجة انك لم تعد تجد فرقاً بين يسارك ويمنيك!!!! لدرجة أن جميعهم تلقى دروسه على يد نفس الشيخ، وبعد أن ورطونا في اتفاقياتهم وانقسامهم والسطو على المنظمة وتفريغها من أي مضمون يخرجون عليك ويقولون لك ما العمل!!!!! ما هو البديل!!! نحن شعب ضعيف!!! وعلينا أن ننحني في وجة العاصفة!!!! والعواصف لا تنتهي.
ما العمل؟؟؟ ما هو البديل؟؟؟ العمل أن نحترم شعبنا، وان نرفض الأموال الأمريكية المشروطة، وان لا نقبل بالخطاب الأمريكي والإسرائيلي تجاهنا، نحن شعب ضعيف نعم، وقوتنا تكمن في ضعفنا، لكننا بحاجة إلى وحدتنا، وإعادة الاحترام لمنظمتنا بعيداً على الديماغوجيا التي نسمعها من السياسيين الذي يوازنون الأمور وفق مصالحهم، سياسيين لا يطرحون الحقيقة للناس، وقبل أيام قال لي احد الأصدقاء فسر لي كيف لم يتجاوز عدد الحضور المئة لمحاضرة حضرها أربعة فصائل في بيت جالا، قلت له التفسير واضح غابت الثقة.
ما العمل في مواجهة أمريكيا؟؟؟؟الحل بحكومة وطنية بعيداً عن التكنوقراط ووعود الدكتور فياض الذي ينطبق علية المثل القائل صحيح لا تقسم ومقسوم لا توكل؟؟؟ العمل بان نعترف بحقيقة أنفسنا بأننا ضعنا بين الدولة والثورة وأصبح عندنا موظفين كبار وآخرين صغار، العمل بتوحيد الرواتب والقضاء على الفروقات والمنح وملاحقة الفاسدين، والعمل بان تعود القيادة للشعب لعل وعسى أن يعود لها، والعمل بالقضاء على البساط الاحمر والسيارات والكوبونات والتنسيق الأمني، العمل بإعادة الأسماء إلى مسمياتها.
يقول البعض نحن مقبلون على كارثة، والحقيقة أننا نعيش الكارثة، والكارثة لا تكمن بجرائم دولة الاحتلال التي سلحت مستوطنيها وعشرات الأطنان من المياه القذرة لتغرقنا فيها، ولا في إغلاق الحواجز، الكارثة أن فلسطين الوطن والشعب في أزمة غير مسبوقة ونحن نقول بدنا نفاوض والمفاوضات أولا وثانيا وعاشر وهم يخططون كيف يرحلون شعبنا إلى السعودية أو الوطن البديل في الأردن.
سواء جاءت دولة أيلول أم لم تأتي، ورقة التوت تسقط للمرة الألف عن العورات، ولم يعد ممكنا إقناع الشعب الفلسطيني بأوهام التسوية، ولا بعملية بناء تفتقر أي ابسط المقومات الا وهي الشعب، نعم خرج بعضنا إلى الشوارع، ونعم للورقة الأخيرة والخيار الأخير، ولكن سقط القناع عن التحالف الأسود وقائدته أمريكا التي هي رأس الأفعى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلم الدولة الكردية.. بين واقعٍ معقّد ووعود لم تتحقق


.. ا?لعاب ا?ولمبية باريس 2024: سباح فلسطيني يمثل ب?ده ويأمل في




.. منيرة الصلح تمثل لبنان في بينالي البندقية مع -رقصة من حكايته


.. البحث عن الجذور بأي ثمن.. برازيليون يبحثون عن أصولهم الأفريق




.. إجلاء اثنين من الحيتان البيضاء من منطقة حرب في أوكرانيا إلى