الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تحول جيش المهدي الى مسخ ؟

حسن احمد مراد

2011 / 9 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


تواردت خلال الفترة الماضية انباء عن دخول فصائل من جيش المهدي الى سوريا لغرض المشاركة مع الايرانيين في قمع المتظاهرين السوريين وفي هذا السياق تتحدث بعض التقارير الخبرية عن دور جيش المهدي ومساهمته في قمع وقتل المتظاهرين واغتصاب النساء و اعتقال وتعذيب الناشطين السياسيين المناوئين لبشار الاسد ، وكذلك تحدثت بعض المصادر الخبرية عن مساهمة جيش المهدي الى جانب حزب الله اللبناني - الايراني في قتل المتظاهرين ومن ثم تقطيع اوصالهم وارسالها الى ايران لغرض المتاجرة باعضائهم .
هذه المصادر تتحدث عن جيش المهدي وكانهم حفنة من القتلة والماجورين الذين يعملون تحت امرة ايران سرا و علنا وليست لديهم اية التزامات دينية او اخلاقية او ثوابت وطنية سوى ما تمليه عليهم قيادة الولي الفقيه في طهران .
والغريب في الامر ان قيادة جيش المهدي وسط كل هذه الفضائع والجرائم التي نسبت اليها ارتأت حتى الان التزام جانب الصمت وعدم الخوض في الرد على تلك الانباء وهذا ما يدعوا الى الريبة فعلا ، فهل صحيح ان جيش المهدي انحدر الى هذا المستوى و تحول الى كماشة ايرانية يقلع بها الوليه الفقية عيني من يشاء عند الحاجة ، مثلهم مثل جماعة مجاهدي خلق المعارضة لايران حين كان صدام حسين يستخدمهم كاوراق ضغط وقتما يشاء ويقحم بهم في مناوراته العسكرية والسياسية كيفما يريد؟ .
وهل صحيح ان هؤلاء العراقيين الذين كانوا يعانون من استبداد النظام السابق ويتوقون الى زوال ديكتاتورية صدام حسين غدوا اليوم واحدا من اهم ادوات القمع لديكتاتور سوريا الذي يمارس فعليا ارهابا وظلما ضد شعبه لا يقل قسوة ودموية عما فعله حزب البعث في العراق ؟ وهل ان اعضاء جيش المهدي هم فعلا مجموعة من القتلة والحشاشين الماجورين مستعدين للقتل كما ينعتهم بذلك مخالفوهم ؟.
ربما الكثير منا على علم بان تنظيم جيش المهدي كان وعلى مدى سنوات مضت قد تلقى مساعدات لوجستية وعسكرية ومادية متنوعة من ايران وهذه حقيقة غير خافية على احد بل وعملت ايران خلال تلك السنوات التى تلت سقوط النظام السابق ايضا على ان توفر لهذا التنظيم مساحة جيدة للعمل الميداني والسياسي في العراق لتجعل منها رقما مهما في المعادلة السياسية العراقية التي تتحكم ايران في اجزاء كبيرة منها ، غير ان كل ذلك لا يعد مبررا كافيا ولا تبريرا منطقيا ليتم اشراك فصائل من جيش المهدي في عملية قتل وقمع واغتصاب الشعب السوري من اجل الحفاظ على بشار الاسد الذي يرتبط بتحالف استراتيجي مع ايران ، وعليه ولحد اللحظة تبقى تلك التقارير محض اتهامات او تهكمات او تكهنات اعلامية ليس الا ولا يجوز الاعتداد بها بشكل مطلق ، اما لو صحت تلك الانباء التي تحدثت عن مساهمة هذا التنظيم العراقي في قمع السوريين باوامر من الايرانيين حفاظا على المصلحة العليا للشعب الايراني وابقاء بشار الاسد في دفة الحكم فهنا اعتقد الى حد كبير ، ان هذا التنظيم عدا عن انه سيفقد قدرته الجماهيرية بشكل يفوق التصور بل وانه سيفقد رونقه حتى داخل اكثر الحلقات الشيعية المؤيدة له ، وسيتحول الى مسخ محتقر ليس من قبل العراقيين والسوريين فقط بل سيلعنهم كل من يستشعر بهذا الامر شيعيا كام ام سنيا مسلما كان ام غير مسلم ،خاصة بعدما يتم اماطة اللثام عن تلك الجرائم التى اقترفها بشار الاسد ونظام حكمه ومن والاه من اللبنانيين والايرانيين بحق الابرياء من ابناء الشعب السوري بعد زوال حكم بشار الاسد عاجلا ام اجلا ، وان غدا لناظره لقريب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بظاعه امريكيه مللنى سماعها
عبد الحسن حسين يوسف ( 2011 / 9 / 23 - 08:55 )
اذا كانت هذه الاخبار مجرد تكهنات لم تثبت صحتها بعد فلم العجله بالنشر اما كان من الافظل الانتظار حتى ينجلى غبار المعركه لتكون تحليلاتك اكثر دقه وهل تعتقدان الجهاز القمعى السورى البعثى الفاشى الذى تعود على القمع من اكثر من اربعين سنه بحاجه الى خبرة جيش المهدى وايران وحزب الله ان محاولةاعطاء ايران حجما اكبر من حجمها الحقيقى هو بظاعه امريكيه هدفها تسهيل مهمتها لتحشر نفسها فى قظايا الشعوب لحرف مسارها وتوجيهها وجهة خاطئه وخلط لاوراق المنطقه وقد اظافو الى البعبع الايرانى حزب الله ثم التحق جيش المهدى فى هذا الركب ولكن كنت اتمنى ان تكتبو عن الدور التركى او الدور السعودى فى هذه المعمعه ام ان دورهم هوالدفاع عن الشعوب امام الهجمه الصدريه الايرانيه


2 - الى الاخ عبد الحسن حسين يوسف
حسن احمد مراد ( 2011 / 9 / 23 - 15:10 )
تلك الاخبارمن وجهة نظرى تظل اخبارا ومواضيع حساسة ومهمة وان لم تكتسب درجة القطعية في ثبوتيتها في الوقت الراهن ، انا اتفق معك ان خبرة اجهزة القمع في سوريا تمتد الى حيث نشوء الجمهورية السورية قبل اكثر من اربعين عاما غير ان ذلك لايضيرهم في شيء ان تم التنسيق والتعاون مع الحلفاء ، اما دور ايران في المنطقة فهو ليس بعبع ورقي مزيف ، ايران هي اللاعب الاكثر فاعلية على الاقل في رسم سياسة العراق الداخلية والخارجية ومنذ 2004 ولحد اللحظة لا يوجد موقف واحد اتخذته الحكومات العراقية المتعاقبة تعارضَ مع مصالح ايران الاستراتيجىة ، وعن دور السعودية والدول الاخرى من الممكن ان تعود لمقالة اخرى كتبت تحت عنوان ثورات الشعوب وازدواجية الدول نشرت في حوار المتمدن في العدد: 3483 - 2011 / 9 / 11

اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار