الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللغة المقدسة التي تكلم بها آدم

هشام محمد الحرك

2004 / 12 / 7
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


منذ وقت طويل و لي هواية جمع المقالات التي أرى أنها مهمة في الصحف التي كان يحرص جدي على تواجدها في البيت ، و حيث أن هذه الهواية قديمة لم أكن وقتها أدرك قيمة أن أحتفظ بدقة المعلومات عن المصدر فكنت أكتفي بالمعلومات التي تحتويها المقالات ، وجدت مؤخرا بين تلك الأوراق مقاله أحببتها للدكتور ( مصطفى محمود ) التي كان ينشرها في الأهرام لا ادري إن كان من اللائق أن أنشر نصها دون مصدر لا رقم العدد أو تاريخه أو حتى رقم الصفحة ؛ ربما لترد على ادعاءات بخرافة قدسية اللغة أو أهميتها بل و التشكيك في قوتها لكنها ليست لغة القرآن و لا لغة أهل الجنة فقط بل لغة آدم أول الخلق ايضا .
نص المقال كالأتي:
" كانت لي وقفة طويلة منذ زمن امام أصل اللغات و أنا اتأمل اللفظة العربية .. كهف فأجدها في الأنجليزية cave و في الفرنسية CAVE و في الايطالية CAVA و في اللاتينية CAVUS فاسأل و انا أراها كلها واحد .. أي لغة أخذتها عن الآخرى وايها كانت الأصل ، كان الجواب يحتاج الى الغوص في عالم اللغويات و البحث في البحار القديمة التي خرجت منها كل الكلمات التي نتداولها .. كان هذا الأمر يحتاج الى سنوات و ربما إلى عمر آخر .
و دار الزمان دورته ثم وقع في يدي كتاب عنوانه " اللغة العربية أصل اللغات " و الكتاب بالغة الانجليزية للمؤلفة ( تحية عبد العزيز ) أستاذ متخصص في علم اللغويات ، عرفت أنها قضت عشر سنوات تنقب وتبحث في الوثائق و المخطوطات والمراجع و القواميس ... لتصل لهذا الحكم القاطع .... و الفت نظر القاريء أولا ان يمر بعينة على الجداول الملحقة بالمقال و يلاحظ الالفاظ المشتركة بين العربية واللاتينية وبين العربية والهيروغليفية و بين العربية و الفرنية وبين العربية والانجلوساكسونية و بين العربية واليونانية وبين العربية و اللغات الاوربية القديمة ... ليشهد هذا الشارع العربي المشترك الذي تتقاطع فيه كل شوارع اللغات المختلفة ، و هذا الكم الهائل المشترك من الكلمات رغم القارات و المحيطات .. و رغم إختلاف البيئات و الأزمنة ... اولا ما بين العربية والانجليزية : كفن COFFIN ، كهف CAVE هرع HURRY عنق NECK قط CAT
ثانيا ما بين العربية و اللاتينية : يدافع DEFENDO ، ارجو REGO ، ذكر DICER ، عرج ARCUS ثالثا ما بين العربية و الهيروغليفية : اب ابو ، نهر نهير ، عين ماء عينو ، انا انوك رابعا ما بين العربية و الالمانية : أرض ERD ، قط KATEXE أرز REISE ، برج BURG
(* و غيرها من الكلمات جاءت في المقال اكتفيت بذكر بعضها *) و أعود الى السؤال لماذا خرجت المؤلفة بنتيجة قاطعة بأن اللغة العربية كانت الاصل والمنبع و أن جميع اللغات كانت قنوات و روافد ، تقول المؤلفة في كتابها ان السبب الاول في ذلك يرجع الى سعة اللغة العربية وغناها و ضيق الغات الاخرى وفقرها النسبي ، فاللغة اللاتينية بها سبعمائة جذر لغوي فقط و السكسونية ألف جذر فقط بينما اللغة العربية بها ستة عشر جذر لغوي ، يضاف الى هذه السعة سعة آخرى في التفعيل والإشتقاق و التركيب ففي الانجليزية مثلا لفظ TALL بمعنى طويل ( التشابه بين الكلمتين في النطق واضح ) و لكنا نجد في اللفظة العربية تخرج منها مشتقات وتراكيب بلا عدد ( طال ، يطول، طائل ، طائلة ، ذو الطول ، مستطيل ،........الخ ) بينما اللفظ الانجليزية TALL لا يخرج منها شيء ، و نفس الملاحظة في لفظ مثل GOOD بالانجليزية و جيد بالعربية و كلاهما متشابه في النطق ، لكنا نجد كلمة جيد يخرج منها ( الجودة ، و الجود ، و الإجادة ، وجواد ، و جياد ....... الخ ) و لفظ GOOD لا يخرج منها شيء .
ثم نجد في العربية اللفظة الواحدة تعطي أكثر من معنى بمجرد تلوين الوزن ... فمثلا قاتل و قتيل ، فيض و فيضان ، رحيم و رحمان ، عنف و عنفوان إختلافات في المعنى احيانا تصل الى العكس كما في قاتل وقتيل هذا التلوين في الإيقاع الوزني غير معروف في اللغات الاخرى .. و إذا احتاج الامر لا يجد الانجليزي بد من استخدام كلمتين مثل VERY GOOD للتعبير عن الجيد و الاجود .
و ميزة آخرى ينفرد بها اللفظ العربي هو أن الحرف العربي بذاته له رمزيه ودلالة ومعنى ؛ فحرف الحاء مثلا نراه يرمز للحدة و يدخل في كل ماهو حاد مثل حمى و حرارة و حنظل و حريف و حب وحريق و حد وحميم ، بينما حرف الخاء يرمز لكل ما هو كريه وسيئ مثل خوف و خذلان وخنزير و خلاعة و خنوثة وخنفس ... و هذه الرمزية الخاصة بالحرف تجعله بمفرده له ذا معنى و لذا نجد سور القرآن احيانا تبدأ بحرف واحد مثل (ص ) أو (ق) أو ( ن) كأنما ذلك الحرف بذاته يعني شيئا ....... و إننا نستطيع ان نكون جملا قصيرة جدا مثل لن أذهب و مثل هذه الجملة القصيرة يحتاج الانجليزية الى جملة طويلة لتعطي نفس المعنى I shall not go و إذا ذهبنا نتتبع لتاريخ اللغة العربية و نحوها وصرفها و قواعدها و كلماتها و تراكييبها فسوف نكتشف ان ذلك لم يتغير على مدى الوف السنين و كل ما حدث ان نهرها كان يتسع من حيث المحصول والكلمات و المفردات كلما اتسعت الناسبات و لكنها ظلت حافظة لكيانها و قوانينها و لم تجر عليها عوامل الفناء و الاحتلال أو التشويه و التحريف و هو ما لم يحدث في اللغات الاخرى التي دخلها التحريف و الاضافة و الحذف و الادماج و الاختصار ......... و لهذا اختار الله اللغة العربية وعاء للقرآن لانه وعاء محفوظ غير ذي غوج ، و امتدح قرآنه بأنه ( قرآنا عربيا غير ذي عوج ) و حدث و لا حرج عن غنى اللغة العربية بمترادفاتها حيث تجد للاسد العديد من الاسماء فهو الليث والسبع و الئبال و الضرغام و القسورة و ...... و غيرها و تجد كل اسم يعكس صفة مختلفة من الأسد و لكل أسم ظلالا و رنينا و ايقاعا . و من الطبيعي أن يأخذ الفقير من الغني و ليس العكس و من الطبيعي ان تأخذ الاتينية و الساكسونية و اليونانية من العربية و أن تكون العربية هي الأصل الاول لجميع اللغات و ان تكون هي التي اوحيت بقواعدها وتفعيلاتها و كلماتها الى آدم كما قال القرآن ( و علم آدم الأسماء كلها ) . و لم تكتف المؤلفة بالسند الديني و انما قامت بتشريح الكلمات اللاتينية و الاوربية واليونانية والهيروغليفية و كشفت عن تركيبها شارحة ما جرى من تلك الكلمات من حذف أو إدماج ............... "
WWW.HISHAMWEB.COM
المصدر : راندا رأفت ـ مصر
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز