الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلام المصرى بعد الثورة ..... بين التدنى و السمو

سيد حسين

2011 / 9 / 23
ملف مفتوح – أهمية و إمكانيات إطلاق فضائية يسارية علمانية


أُصيبت وسائل الاعلام المرئية فى مصر بعد ثورة الخامس و العشرين من يناير بحالة من الفوضى العارمة ؛ جعلت من الشاشات مرتعا و ملجأ للمرتزقة و انصاف الموهوبين ؛ فاستُبيحت شاشات التلفاز بعد ظهور الكانتونات الفضائية المخصصة للعرض و الايجار ؛ و هو ما يفسر ظهور من لا علاقة له بالاعلام على هواء هده الفضائيات المغمورة ؛ فلا يلزمك لكى تكون مديعا او مقدما لأى برنامج سوى ان تدفع خمسة الاف جنيه لكل حلقة ؛ تستطيع بهدا المبلغ ان تشترى الكاميرات و تزعج المشاهدين لمدة ساعة كاملة ؛ الامر الدى فتح الباب على مصراعيه لبعض معدى البرامج من الموهوبين لاستغلال مثل هده الخروقات الاعلامية لتصبح مصدرا لربح مادى متضخم عن طريق تلميع الفاسدين ممن سرقوا اموالنا – واقصد هنا الصف الثالث من رجال الاعمال – و لا سبيل لديهم سوى مثل هده البرامج مدفوعة الاجر نظراً لجهلهم بقواعد اللعبة السياسية و كيفية فرض وجوههم على وسائل الاعلام ودلك بالطبع مرده ضحالة ثقافتهم و تدنى مستوى تعليمهم .

بالتالى اصبح الاعلام المصرى مستباحا و موجها بحسب توجهات الممول بدءاً من الفضائيات – سالفة الدكر- و انتهاء بالفضائيات الكبرى التى تحوز على مساحة كبيرة جدا من نسبة المشاهدة فى السوق الاعلامية ؛ و ابرر اتهامى للاخيرة ؛ مستنداً على توجهات محطات تلفيزيونية شهيرة تستغل رواجها الاعلامى فى عرض بعض البرامج و المسلسلات الموجهة على غرار عرض قناة الحياة لمسلسل الحسن و الحسين دون الاعتراض على الهدف او الغرض من انتاجه و طرحه فى الاسواق الاعلامية فى ظل احتدام اجواء الخلاف بين عديد من التيارات و الجماعات و الفرق الاسلامية .

الى دلك ؛ بالرغم من وجود كثير من البرامج الموجهة التى تستحوز على مساحة تلفزيونية زمنية ليست بقصيرة ؛ الا اننى ارحب ببعضها نظرا لاحترامها عقلية المشاهد من خلال عرض اطروحاتها بشفافية دون وجود محاولات للالتفاف ؛ استخفافاً بعقول متابعيها ؛ مثل بعض البرامج الدينية على قناة ازهرى ؛و التى تتبع منهجا محددا له اهداف واضحة بعيدا عن اشكالية دس السم فى العسل و نظرية المؤامرة و غيره من التحليلات اللاعلمية ؛ و لكنى فى الوقت داته اتحفظ على عملقة القناة من قبل بعض المثقفين ورجال الدين بدون داعى او سند ؛ فادا كانت المحطة واضححة فى اهدافها ووسائل تحقيقها ؛ الا ان معظم برامج القناة تناقش قضايا سطحية متعلقة بالدين و الحياة بما تشمله من مبادئ ا خلاقية و روحية ؛ فى الوقت الدى تحتاج فيه الامة الى من يشق -امام عقولهم- طريق التنوير بحثا عن الحقائق و كشف الفكر المزيف سواء كان دينيا او سياسيا ؛ و نزع الاقنعة من على الوجوه المدعية !!

و بالصدفة المحضة ؛ شاهدت احد البرامج على قناة الثقلين الفضائية .... حيث شد انتباهى تناول البرنامج لقضية فكرية دينية سياسية لها علاقة وثيقة بالماضى و الحاضر و المستقبل ايضاً ... فتعجبت من طرح الضيوف لافكار جريئة و جديدة تحمل الكثير من المعانى و الدلالات التى تكشف كثيرا من زيف الفكر الاسلامى المنتشر فى اوساط الجماعات الاسلامية ؛ و تحرض المشاهد على استخدام عقله الواعى للتفكر فى كل ما ورثه من افكار بشأن الدين الاسلامى ؛ عودةً الى الصواب.... و لكن تعجبى و اندهاشى كان اكبر حين رأيت مقدم البرنامج الباحث و المفكر محمود جابر الدى دُعيت الى استماعه –قبل سابق- فى احدى الندوات الفكرية الباحثه عن حقيقة الجماعات الاسلامية و الدور السعودى فى اسلمة العالم على النمودج الوهابى .

و بالرغم من ضعف داكرتى بعض الشئ ؛ الا اننى بمجرد رؤيه وجهه على الشاشة تدكرته على الفور ؛ نظرا لارتباط حضورى لندوته باعجابى الشديد بما طرحه ؛ اضف الى دلك حدوث مشادة فكرية و كلامية عنيفة دارت بينه و بين الشيخ الجليل محمود عاشور الوكيل السابق للازهر الشريف فى محاولة لكل منهما ؛ الانتصار لاطروحته و هو ما فعله بالفعل جابر فى نهاية الندوة .

و فيما يخص البرنامج الدى يقدمه جابر على قناة الثقلين ؛ فان رؤيتى كصحفى و معد سابق فى بعض البرامج الحوارية ؛ تؤكد لى صعود نجم هدا الشاب فضائيا خلال الايام القلائل القادمة ؛ فحلقة واحدة كفيلة برفع اسهمه الى مصاف نجوم التوك شو – الخاص بالمثقفين – بعيدا بالطبع عن الاخ توفيق عكاشة .

اما عن القضية التى ناقشها البرنامج فهى تدور حول نقاط هامة تخص البشرية بصفة عامة لانه يربط بين القضايا السياسية فى المنطقة و علاقتها بالدين الاسلامى قديما و حديثا ؛ و يتطرق من خلالها مع ضيوفه الى الفرق و الجماعات الاسلامية ؛ مبينا كيف لعبت السياسة السعودية فى قواعد الاسس العقائدية لدى العامة من المسلمين ؛ فى محاولة غير ظاهرة من القائمين على البرنامج لوضع مشروع فكرى حياتى اسلامى يضع الحقائق على طاولة المثقفين و الصحفيين و اصحاب الرأى .

نهايةً ؛ الاعلام العربى يمر بأزمة حقيقية ؛ و لكن رؤية مثل هده البرامج الثقافية المتبحرة تبشر بوجود وثبة فكرية قادمة ؛ قد تساهم فى اعادة تشكيل العقل العربى من جديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ