الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سجون وشجون

محمد جاسم الهاشمي

2011 / 9 / 23
كتابات ساخرة


واحدة من مفاهيم الديمقراطية الجديدة أن لدينا سجون تكتضّ ُبالنزلاء ، إرهابيين ومجرمين ، أبرياء ومتهمين ، محكومين وغير محكومين ، صالحين وطالحين ، وإلى آخره..
وليس عيباً أن تكون لدينا سجون ، فالسجن عقوبة لكل من يخرق القوانين ويتجاوز على أرواح المواطنين وممتلكاتهم والعبث بأمن المجتمع ، والعقوبات القانونية للمجرمين سٌنّت لأهدافٍ ثلاثة لاغيرها ، أولاً لإبعاد خطره عن المجتمع ، وثانياً لتأديبه وتأديب غيره ، وثالثاً الأقتصاص للمظلوم ، ولكن العيب أن تكون السجون للأبرياء الّذين لا يجدون من يدافع عنهم ويطالب بحقوقهم ، ويترك المجرم الحقيقي يتمتع بكل حقوق الأنسان داخل وخارج السجن.
ومن نعم الديمقراطية الجديدة أن لدينا منظومة أمنية تعتمد عليها وكالات الأستخبارات العالمية في مكافحة الأرهاب وتبادل المعلومات ، وهذه المنظومة المتكاملة من حيث العدة والعدد والغير متكافئة من حيث العدة والعدد مع الإرهابيين الّذين تدعمهم دولاً صديقة وعدوة ، فمصلحة الدول وأمنها القومي وأجندتها فوق كل إعتبارات ، ومبدأ " أنا أولاً ثم الآخر" دستوراً تستند عليه الأمم والدول إلاّ العراق لأنه بديمقراطيته الجديدة (مايعرف عدوًّه من صديجه) ، مرةً تكون الدول المجاورة كلها أعداء وهم مصدر من مصادر تصدير الأرهاب ونتهمهم فوراَ حال وقوع تفجير إرهابي جبان يطال العشرات من العراقيين الأبرياء ، ومرةَ أصدقاءً حميميونَ نتعامل معهم اقتصادياً وندعمهم سياسياً ولا نتمنى لهم ربيعاً أصفر أو أحمر.
نعود إلى منظومتنا الأمنية والسجون التابعة لها فهناك سجون تابعة لوزارة العدل وسجون تابعة لوزارة الدفاع والداخلية كذلك ، ومديرية مكافحة الإرهاب ، ناهيك عن السجون السرية التي نسمع بها ولا نعرف ما صحة وجودها.
المثير للجدل الآن إننا نسمع في كل حين وآخر هروب سجناء من السجون المنتشرة في جميع المحافظات العراقية ، أين هذه المنظومة الأمنية الّتي تدّعي في كل يوم ومن خلال وسائل الإعلام أنها ألقت القبض على إرهابيين ومجرمين ولا نعرف ما مدى صحة ذلك ولا نعرف ما مدى أهمية هؤلآء "المقبوض عليهم ولا الظالين" ، ثم إنهم إذا كانوا بتلك الأهمية ألا ينبغي أن يوضعوا في سجون محصنة وسيطرات مبرمجة وكاميرات وأجهزة إنذار بالأضافة إلى الحراسة المشددة.
فحوادث الهروب المتكررة ليس لها إلاّ تفسيرٌ واحد وهو إنَّ هناك تعاون بين السجناء والأجهزة الأمنية مقابل دفع مبالغ طائلة طالما هناك من يدفع لهم من الدول والشخصيات التي تدعمهم هذا من جهة ومن جهة أخرى فإنَّ هناك تأثيرات ومقايضات سياسية .
الأخطر في ذلك وربما لا أكشف سراً أن هناك سجناء إرهابين يخرجون من السجن ويعودون اليه في اليوم التالي ويعتقد أنهم ينفذون عملياتهم ويعودون إلى سجنهم لأنه المكان الأكثر أمناً وراحة ًولا يشك أحداً في أمرهم.
وحادث أحتراق سجن البلديات الّذي راح ضحيته تسعة ًمن السجناء وعشرات الجرحى ، في حين توصد عليهم الأبواب والنار تستعر من حولهم وقد حولوا السجن إلى قيامة أوقدوا نارها وأحرقوا من أحرقوه واستعجلوهم بالعذاب في الدنيا قبل الآخرة ، وربما كان هناك من ابرياء فاحترقوا بوزر غيرهم.
على الحكومة أن تعيد حساباتها في موضوع السجون والسجناء لأنه الأخطر على أمن العراق وأن لا تأخذهم العزة بالأثم في أن يستفيدوا من تجربة النظام السابق في إداردته لسجونه التي كانت تغص بمئات الألاف من السجناء ولم نسمع يوماً بهروب سجين واحد في حين لم تكن أعداد الحراس كما هو الآن ولم تكن التحصينات كما هي عليه اليوم ، أو يستفيدوا من تجارب الدول الأخرى التي لا يأتيها الهارب لا من بين يديها ولا من خلفها .
كذلك على الحكومة أن تطلق سراح الّذين ممن لم تثبت إدانتهم من الأبرياء المعتقلين لأن الظلم ربما يحول صاحبه إلى ظالم أو مجرم أو ينظم من قبل الأرهابين الّذين هم معه في سجن واحد أو ربما تصيبه صاعقة ً كصاعقة سجن البلديات؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو


.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05




.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر