الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن قضية أخي في غيبوبته...

محمد المراكشي

2011 / 9 / 23
حقوق الانسان


تعود الواقعة إلى يوم الاربعاء 31 غشت 2011 ، الموافق لعيد الفطر بالمغرب ، حيث صادف وجود المواطن المغربي المهاجر مصطفى المراكشي - أخي - باحد شوارع مانريسا الاسبانية دورية امن محلية. الوقائع حسب ما أوردته شهادات لأناس عاينوا الحادث أن الشرطة الاسبانية تعاملت معه بعنف و كلمات نابية و خادشة بكرامة الانسان قبل أن تقوم باعتقاله.

إلى هنا ، تتوخى شهادات العيان الحذر ، و ربما الخوف من ردات فعل انتقامية من الفرقة المحلية للشرطة الاسبانية التي اضحى الكل يعاني منها في المنطقة سواء مواطنين إسبان أو مهاجرين مغاربة.

الحالة هنا أن هناك مواطنا ، مهاجرا ،إنسانا على اية حال بيد الأمن. الشرطة هنا هي المسؤولة عن حياته و كرامته و سلامته البدنية. لكن المشكلة ،للأسف ، تبدأ من هنا و من التنافي الواضح لسلوك الشرطة الاسبانية مع مصطفى.

بعد ساعة و نصف ، وهو زمن ليس باليسير ،في مدينة صغيرة مثل مانريسا الموجودة بضواحي برشلونة ، يؤخذ المواطن مصطفى المراكشي إلى مستشفى سان خوان دي ديوس من اجل علاج كدمات و خدوش. هكذا تقول الشرطة. و محضر دخول المستشفى يشير إلى الساعة السابعة و النصف حيث تم استقبال المقبوض عليه المريض..

لكن الشرطة تترك مصطفى ،إرادة أو إهمالا أو لسبب آخر ضحية لموت مفاجئ. يبقى في غرفة العناية المركزة ضحية للموت المفاجئ لأن الاوكسجين توقف عن الوصول إلى الدماغ مدة معينة. ! تذهب عناصر الشرطة و كأن الأمر لا يهم ،و يترك مصطفى ، المهاجر المغربي ، مشروع الميت ضحية ممكنة للنسيان..

ما لم يضعه المسؤولون عن الحادث في الحسبان أن اصدقاءه ومواطنيه سيتصلون بعائلته باسبانيا و المغرب ،ليصلهم الخبر مثل الفاجعة..

حين وقفت العائلة على الأمر ، و على حالة الغيبوبة الشبيهة بالموت السريري ستكتشف أمورا كثيرة ، مثيرة للبحث و التقصي و مستفزة كذلك لذكائها و غضبها في نفس الوقت. محاولة معرفة ما جرى من كوميسارية مانريسا يوم الجمعة 02 شتنبر 2011 لم تتوفق. فالمسؤول هناك رفض تزويدها بمعلومات عن الحالة / الحادث بطريقة غير لائقة ، معتبرا ان الضحية حاول الانتحار في المستشفى ! ..

فجأة ، أصبح مصطفى منتحرا ، أو حاول الانتحار !

معرفة العائلة بابنها تؤكد أنه كان يعيش حياته بشكل متوازن و عادي ، لقد كان يحب الحياة و لم يبذر منه يوما رغم كل المصاعب الت عاشها ما يدل على اليأس.. فهذا القول إذن لا أساس له في واقع الأمر من وجهة نظرها.

تساؤلات كثيرة تفضح التناقض في اقوال البوليس الاسباني و تثير الشك و الارتياب لدى الاسرة و الاصدقاء و المساندين:

1- إن الحالة التي بررت الشرطة بها الاتيان بمصطفى إلى المستشفى عادية و لا تستدعي ذلك ،فالكدمات و الخدوش و علاجها لا يعتبران حالة مستعصية إن لم يكن الأمر أكثر مما ادعته..

2- هل يعقل أن يترك مقبوض عليه دون حراسة و في إغفال تام لمحاولة انتحاره(المزعومة) و معه ثمانية رجال أمن و ممرضين و طبيب؟ !

3- هل من الممكن أن ينتحر شخص بشنق نفسه بالاستناد إلى قفل بوابة غرفة العلاج الذي لا يتجاوز علوه نصف متر بقليل !؟ مع العلم أن كل هؤلاء كانوا معه و (استغفلهم) !!

4- كيف تسنى له فعل ذلك و الوسيلة قد تم تجريده منها مسبقا مع جميع مستلزماته وحذائه الرياضي و حزام سرواله و حلي عنقه الجلدية أثناء القبض عليه في الشارع و أمام مرأى الناس ؟

5- ما علاقة نزيف الدماغ الذي غالبا ما يكون نتيجة ضربة قوية في الرأس بما تقوله فرضية الشرطة ، و هل يكفي عدم وضوح أثار في الراس للإستدلال على عدم تعرضه للضرب بالعصي الكهربائية مثلا؟؟ !

6- ماذا كانت تفعل الشرطة الاسبانية بمصطفى طوال ساعة ونصف قبل إيصاله للمستشفى؟؟ ثم هل الطريق إلى مستشفى مدينة مانريسا يقتضي نفس الطول و الوقت المساوي لمسافة الوصول إلى مدينة برشلونة !!!!

لجأت الأسرة إلى القضاء يوم الاثنين 05 شتنبر2011 عبر محاميها ،و طلبت بشكل قانوني النظر في محضر/تقرير الحادث الذي قامت به الشرطة ،لكنها فوجئت كما المحامي و النيابة العامة بأن لا وجود لأي توثيق أو إخبار بشأنه للنيابة العامة من طرف الشرطة !!

بأمر سريع من النيابة ،و في زمن محدد ، قامت الشرطة بكتابة روايتها للحادث باللغة الكاتلانية سلمته للنيابة العامة التي أخذت وقتها القانوني الكامل (أسبوع) للإطلاع عليه..

في إطار حقها القانوني ، حصلت العائلة على نسختها قصد الاطلاع يوم الثلاثاء 13 شتنبر 2011 ليأخذ القانون مجراه ، فالتقرير و الحادث له علاقة بحياة إنسان – مهما تكن جنسيته أو تهمته - تعرضت و لا تزال للخطر و تتحمل الشرطة الاسبانية المحلية بمانريسا مسؤوليتها الكاملة فيه كيفما كان الأمر..

لازالت معاناة مصطفى المواطن المغربي الذي يهوى اسبانيا مع الغيبوبة مستمرة منذ ثلاثة اسابيع ، و مازال في مرحلة الخطر حيث الجمود يسكن جسده الشاب رغم محاولات الطاقم الطبي لمستشفى سان خوان دي ديوس المشكورة ، كما لازالت عائلته تتابع وضعه الصحي عن قرب كما تتابع المسار القانوني لكشف حقيقة و ملابسات ما وقع له..
و اليوم ، يخرج العديد من أصدقائه و مواطنيه و المتعاطفين مع قضيته من كاتلان و اسبان عموما إلى ساحة سان دومينيك بمانريسا على الساعة الثامنة ليطالبوا مع عائلته بشيء واحد في بلد الديمقراطية و القانون: الحقيقة و العدالة...

العائلة،تثق في الحق و القانون..لذلك هي الان وضعت ثقتها في القضاء الاسباني المشهود له بالنزاهة للكشف عن الحقيقة و التقصي و البحث في ملف إنسان تريد له الحياة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصفدي: الأونروا ما زالت بحاجة إلى دعم في ضوء حجم الكارثة في


.. مفوض الأونروا: 800 ألف من سكان رفح يعيشون في الطرقات.. ومناط




.. المغرب يفتح بحثاً قضائياً للتحقيق في تعرض مواطنين للاحتجاز و


.. بريطانيا تحطم الرقم القياسي في عدد المهاجرين غير النظاميين م




.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف