الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم ، أنا كلبُ الحقيقة

أسعد البصري

2011 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


وقال علي كرم الله وجهه: قليل للصديق الوقوف على قبره
البصائر والذخائر_ أبو حيان التوحيدي

وصلتني رسالة من مقرّب من لجنة التحقيق
في مقتل الشهيد هادي المهدي تقول أن اللجنة الموقّرة
تُحقق مع الشهود و يقولون لهم أن السبب في مقتل
هادي المهدي هو قضية شرف و غسل عار
وأي عار أكبر من عاركم يا سواد وجه العراق
مقطع وبالنص (بأخطائه اللغوية) من الرسالة التي وصلتني من أحد أقرباء المغدور الشهيد هادي المهدي
:
(( استاذ اسعد استدعيت للتحقيق والأدلاء بكل ما اعرفه عن هادي المهدي للكشف عن ملابسات القضية حسب ما يدعون
لكن تفاجأت هناك عندما وجدت كل المحققين يتكلمون عن هادي كأنه هو الجاني وليس المجني عليه
كانوا يوجهون له اتهامات كثيرة ويطعنون به واعتذر لا يمكن ان اتكلم بالتفصيل عن طبيعة الطعن فقط استطيع ان اقول
انهم يطعنون بشرف هادي المهدي وان مقتله كان الداعي منه ثأر للشرف ليس الا)) إنتهى

السؤال هو من أين تعلم حزب الدعوة إلصاق تهمة العار بالشهداء ؟
تعلمها من المخابرات السورية ، فقد قامت المخابرات السورية البعثية العام الماضي
بضرب الدكتور العراقي الأكاديمي عبد المجيد السعدون وإهانته في الشارع
ثم وقعوه على تنازل عن أملاكه وخصوصاً الجامعة التي يملكها في
دمشق . والسبب الرسمي في طرد الأستاذ المُسن كان الإعتداء
على شرف فتاة سورية . هل عرفتم من أين تعلم المالكي
الذي كان يعيش في سوريا تشويه الشهداء بتهمة العار ؟
أحب أن أسأل السياسيين العراقيين الشرفاء منهم ، أي أمل
تعدوننا به ، وهناك شهيد وطني مثل هادي المهدي تقتله الحكومة
ويركلُ كتابها جثته ولا أحد يجروء على الحديث عن قاتله ؟ ما هو الأمل بعد هذا ؟
لو عندنا ألف بطل وطني مثل الشهيد هادي يخرجون كل جمعة
إلى ساحة التحرير ويتهورون مثله لما اكترثت ولقلتُ أن أرض العراق ولادة
لكن المشكلة لا يوجد غيره و قتلوه جهاراً نهاراً ويشوهون ذكراه في كل مكان
الذين كانوا يخرجون معه خافوا وهذا طبيعي حين يصمت المجتمع والسياسيون عن الجريمة
تصبح طريق هادي موحشة و قبره مظلماً و سبيله هلاكاً محتوماً
شهيد وطني ضحى بنفسه لأجل أن يتوقف القتل اليومي التافه لآلاف
العراقيين ، هذا ليس شخصاً واحداً بل قبيلة بأكملها من الأبطال
أتفهّم الصراع الطبقي و حتمية الركوع لحقيقة أن العوائل الثرية
هي العوائل المقدسة في الحياة . وهذا أمر لا مفرّ منه . في أمريكا
الديمقراطية نفسها رأينا رئاسة البلد تذهب من بوش الأب إلى الإبن
ورأينا هيلاري كلنتون تخلف زوجها في البيت الأبيض بصفة سياسية
لكن ما يصعُب عليّ قبوله هو أن تكون هناك طبقية في الشهداء
كل الشهداء المقدسين في العراق من عوائل شريفة و ثرية
لا يوجد شهيد محترم من عائلة فقيرة . الفقراء يتمتعون بدونية غريبة
تجعلهم يحتقرون شهيداً كهادي المهدي ، ويظنون أنه أقل قداسة
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ولَنْ يُقيمَ على خُسْفٍ يُرادُ بهِ
إلّا الأذلّان عيرُ الحيِّ والوتدُ
هذا على الخُسفِ معكوسٌ برُمّتهِ
وذا يُشَجُّ فلا يبكي لهُ أحَدُ
المتلمّس
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أُقسِمُ بهذا القلم الذي في يدي ، هذا الرّمح اليمانيّ
الذي لا ينام ولا ( يُجَرجرُ حبلاً ليس فيه بعيرُ ) أنّ دم هادي المهدي سيضجُّ ، أُقسِمُ أنّ مَن آمن
بقلمه فقد آمن بربّه . هذا الصّيد السّهل للناس يجب أن يتوقف
تحدث الفيلسوف نيتشه عن عقائد الأغنياء تجاه الفقراء
في الهند مثلاً كانت هناك عقائد تؤمن بأن الفقراء بلا أرواح
لو كان للفقراء العراقيين أرواح لكان لهم شهيد فقير مثلهم
ولأنهم بلا أرواح يقدسون الأغنياء و يعظمون شهداءهم
الفقراء في العراق مشغولون جداً وليومنا هذا بالصراع التاريخي بين عليّ و معاوية ، الغريب أن معاوية لم يكن مهتماً برأينا في هذه القضية
على الإطلاق و يصفنا ب (الحمار الناهق) أما عليّ فقد ورد في نهج البلاغة أنه يود لو يصرّفنا صرف الدراهم ، عشرةٌ منا بواحد
من أهل الشام . نحن غير مدعوين إذاً ، والأفضل أن ننشغل بمصير بلادنا ، و بمستقبل أطفالنا
قال الحكماء أن أفضل دليل على سلطان القدر هو أن الحياة يشقى فيها العالم ويسعد فيها الجاهل . وهناك دليلٌ آخر هو أن العراقيين الذين
لم يكترثوا لمقتل هادي المهدي على يد السيد نوري المالكي قبل أسبوعين ، سيضجون ويخرجون بالملايين
بسبب مقتل الحسين بن علي على يد يزيد بن معاوية قبل الف وأربع مئة سنة . ياللنفاق
محرر ثقافي كتب عني تلميحاً مقالاً تحت عنوان ( كلب الحقيقة) يقول فيه أنني أنبح الحقيقة ولا أتمكن من قولها . ويشرح ذلك بمعالجة
فكرية ضعيفة . وبالمناسبة ضعف المعالجة حالة ثقافية شبه عامة في
العراق . لأننا نقرأ أدباً فقط . وهذه مشكلة . لكن جوابي عليك يا صديقي جاء بعد استشهاد زميلنا هادي المهدي . ألا ترى كيف أني أضحي
بالجميع لأجله . ربما ما تقوله عن (كلب الحقيقة) فيه جزء من الصحة ، ولكن ما هي (حقيقة الكلب) إنها الوفاء يا أخي : الوفاء . هل سمعت بهذه الكلمة ؟
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم كوريا الشمالية: حان وقت الحرب! فهل يشعل صراع الكوريتين


.. لافروف: ما يهم روسيا هو عدم صدور أي تهديد غربي لأمنها| #الظه




.. الملف النووي الإيراني يستمر الشغــــل الشاغـــل لواشنطن وتل


.. أول مرة في العالم.. مسبار صيني يعود بعينات من الجانب البعيد




.. ابتكار جهاز لو كان موجودا بالجاهلية لما أصبح قيس مجنونا ولا