الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة حب في بيت شعر

محمد زهير الخطيب

2011 / 9 / 24
الادب والفن



البلاغة الإيجاز، وفي الشعر العربي قصص حب رويت في بيت شعر واحد، وهذه نماذج منها:
قال الأعشى:
علقتها عرضاً وعلقت رجلاً *** غيري وعلق أخرى غيرها الرجل
فهذا صاحبنا يقع عرضا في حب فتاة هيفاء عندما مر صدفة بحيّها، ثم اكتشف أن هيفاءه تذوب حباً برجل وسيم غيره، ولكم كان حظ الهيفاء نكدا عندما اكتشفت أن فارس أحلامها الوسيم متيم بحب حسناء نجلاء من الحي المجاور.
ومما يروى في الاستشهاد بهذا البيت ما ينسب إلى أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - أنه قال لشيعته من أهل العراق: و الله! لوددت لو أني أقدر أن أصرفكم صرف الدينار بالدراهم عشرة منكم برجل من أهل الشام! فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين! أنا وإياك كما قال الأعشى:
علقتها عرضا و علقت رجلا *** غيري وعلق أخرى غيرها الرجل
وأنت أيها الرجل علقنا بحبك و علقت أنت بأهل الشام وعلق أهل الشام بمعاوية.

وقال الشاعر شمس الدين بن العفيف الملقب بالشاب الظريف:
رأى فحب فرام الوصل فامتنعوا *** فسام صبراً فاعيا نيله فقضى
وهذا بطل قصة أخرى رأى فتاة تخطر في حيه فوقع حبها في قلبه، فأرسل أمه تخطبها له على سنة الله ورسوله فرفضوا طلبه لأنه فقير وليس معه شهادات، فشكى أمره إلى الله وتعلق بأهداب الصبر يتجرع مرارته وتكتوي به جوانحه حتى شفه الوجد و زاره ملك الموت.
وقال ابن رشيق القيرواني:
وأحب ليلى وهي ليس تحبني *** وتحبني لبنى ولست أحبها
وهذا شاب تعلقت به فتاة اسمها لبنى، غير أنه لم يبادلها هذا الحب وتكبر عليها وتعرف على ليلى ذات الدلال والرشاقة فتعلق بها، غير أن ليلى صدته بحزم وتكبرت عليه لانه فقير وهي غنية.
ويقول أحمد شوقي في بيت يصلح أن نسميه قانون الحب:
نظرة فابتسامة فسلام *** فكلام فموعد فلقاء
لذا كانت النظرة الأولى لك، ثم تغض الطرف فتسلم، وإلا أسرتك ابتسامة جرت خلفها سلاماً تبعه كلام ذو شجون لا ينقضي إلا بموعد فلقاء، أجارنا الله من لقاء لا يرضيه.
وفي قصة أخرى في بيت شعر يقول الشاعر:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى *** فصادف قلباً خالياً فتمكنا
فهذا شاب في مقتبل العمر كان غافلا عن أمور الحب والغرام غارق في الدراسة والرياضة ومن مشجعي نادي الزمالك، إلى أن لفتت انتباهه يوماً بنت الجيران وهي تنشر الغسيل على البلكون، فرآها أجمل الجميلات، وأحس أن فؤاده يخفق بقوة وملكت عليه شغاف قلبه، وظن نفسه أسعد الناس حظاً. وسبحان محنن القلوب.

وهذه قصة حب ولكنها في بيتين، فقد هام قيس بن الملوح بقريبته ليلى وهما صغيران يرعيان مواشي أهلهما، وما زالا على هذا الحال إلى أن كبرا، فحُجبت ليلى عنه، فهام على وجهه يتغنى بحبها كالمجنون ويتمنى أنه لازال طفلا صغيراً يرعى البهم معها، وفي ذلك يقول:
تعلقتُ ليلى وهي ذات ذوائب *** ولم يبدُ للاتراب من ثديها حجمُ
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا *** إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البُهمُ

وأخيراً اذكّركم بما قالوا وحذّروا من قصص الحب:
وما فى الأرض أشقى من محب *** وإن وجد الهوى عذب المذاق
تراه باكيا فى كل حين *** مخافة فرقة أو لاشتياق
فيبكى إن نأوا شوقا إليهم *** ويبكى إن دنوا خوف الفراق
فتسخن عينه عند التنائي *** وتسخن عينه عند التلاقي









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سكرين شوت | الذكاء الاصطناعي يهدد التراث الموسيقي في مصر


.. الطفل اللى مواليد التسعينات عمرهم ما ينسوه كواليس تمثيل شخ




.. صابر الرباعي يكشف كواليس ألبومه الجديد ورؤيته لسوق الغناء ال


.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس




.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-