الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تناقص الأوكسجين في الجو

رضا الشوك

2011 / 9 / 24
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر



لم يهتم العالم بمجموع البيئة لا عندما القيت القنبلة الذرية الاولى على اليابان ، ولؤث اشعاعها المنطقة المحيطة بمكان الانفجار ولم يكن هذا الانفجار الوحيد الذي حدث في العالم بل ان الدول الصناعية الاخرى اللاهثة وراء حيازة السلاح النووي قامت بدورها بأجراء انفجارات ذرية في الجو والبر والبحر ، ومع انتشار مصانع الطاقة الذرية وما يتخلف عنها من نفايات سامة ( كما حصل في اليابان قبل شهور خلت) تلؤثت البيئة تلوثاً بعيد المخاطر بفعل المواد المصنعة ، ولعبت المصانع الضخمة في اورپا والولايات المتحدة الامريكية دوراً كبيراَ آخر في تلوث مياه الانهار والبيئة مثل نهر الرون في أورپا الغربية فقتلت الاسماك وغيرها من الحيوانات التي كانت تعيش في مياهه ، وتعرضت بحيرات المياه العذبة في امريكا الشمالية لمصير مماثل ، والمحيطات نفسها باتت مُعرضة لمخاطر هذا التلوث سواءً بفعل المواد المشعة او بفعل نفايات النفط التي تقذفها السفن فصارت العوالق البحرية (البلانكتون) التي تعيش في المحيطات معرضة للفناء لاسيما وهي تعيش قريباً من اليابسة ومن فوائد هذه العوالق البحرية انها تولد حوالي 90٪من الاوكسجين المنتشر في الارض ، فأذا فتك بها التلوث هبطت نسبة الاوكسجين الى 10٪ وهو ما لا يفي بحاجات التنفس للانسان والحيوان والنبات مما يهدد الحياة نفسها وينذر با نقراض المخلوقات على الارض، وهذه النتيجة ليست مجرد نظرية تحتاج الى الاثبات وانما واقع فعلي . فبسبب تلوث المحيطات يتناقص عدد العوالق البحرية في كل سنة وسينخفض عددها الى النصف بعد 50 عام مما يترتب على ذلك انخفاض الاوكسجين في الارض بنسبة مماثلة حسب تقارير ( ذوي الاختصاص ) واذا رغب إمرؤ بعد 50 عام من اشعال عود ثقاب فسيجد صعوبة في ذلك لعدم توفر القدر الكافي من الاوكسجين في الهواء ، هذه حقيقة مرة وليست خرافة .
يقول العالم الفيزيائي إسحاق ازيموف ، ان امراض الذبحة الصدرية تضاعفت في امريكا ثلثمائة مرة منذ عام 1950 وهو يعزو ذلك الى انخفاض كمية الاوكسجين في جو الارض نتيجةً لتناقص العوالق البحرية في المحيطات ، ومما يذكر ان السفن المبحرة من غرب افريقيا والمتجهة الى امريكا الجنوبية تمر بمنطقة واسعة تقدر بحوالي 2000كم مربع تتجمع فيها النفايات وتظل طافيه ، فلا يبتلعها الماء ولا تجذبها اليابسة وقد تكونت هذه " المزبلة " - وما هي بالوحيدة في العالم- بفعل تيارات الماء والرياح وهناك " مزبلة " اخرى بالقرب من جزيرة (غوام) في المحيط الهندي حيث تحتفظ امريكا الشمالية بقاعدة بحرية كبيرة ووتقدر مساحة هذه (المزبلة ) بألاف الكيلو مترات المربعة وبسببها تم الفتك بحياة جميع العوالق البحرية (البلانكتون) في هذه المنطقة، بمعنى ان تلوث المحيطات والبحار يعرض حياة الانسان لخطر اشد من الخطر الناشئ عن تلوث اليابسة وعن الغبار الذري ومن المؤكد ان تلوث المحيطات بهذه السرعة يهدد حياة البشر بل يقضي عليها وعلى حياة الكائنات البحرية الاخرى ، وان استمرار هذا الوضع مدة 50 سنة ( حسب قول ذووي الاختصاص ) يخلق مشقة كبرى للانسان في استنشاق الهواء نظراً لعدم توفر القدر الكافي من الاوكسجين ، وقد اجرى علماء جامعة ( هارفارد )الامريكية تجارب على الارانب لمعرفة التطورات التي تطرأعليها متى قلت كمية الاوكسجين في الجو الذي تعيش فيه ، فتبينوا ان عدم وصول الاوكسجين الى خلايا المخ بالقدر الكافي يقلل من كفائته ونشاطه الطبيعيين ويجعله يقصرفي إداء وظيفته المعتادة وهي إصدار الاوامر الى سائر اعضاء الجسم لتستجيب له على الفور،اما الذي يقل حظه من الاوكسجين فأنه يصاب بخمول في الذهن فيتأخر العقل في إصدار اوامره وكذلك فأن قلّة وصول الاوكسجين الى جسم الانسان من شأنه التأثير لا في كفاءة خلايا المخ وحدها بل سائرالاعصاب والاعضاء ايضاً او كلها لتتلقى اوامرها من المخ ، فتعجز الاذن والعين وسائر الحواس عن القيام بوظائفها بالكفائة السابقة ، كما تفقد ، الذاكرة قدرتها على تسجيل الاحداث واختزانها ويقال نفس الشئ عن الوظائف الحيوية جميعاً .
ان تلوث البيئة في اليابان ادى الى ظهور امراض خطيرة لم يعرفها الطب منذ القِدم والى اليوم ومن جملة هذه الامراض النادرة مرض يسميه اليابانيون ( إتائي إتائي )لان المصاب به يتألم ويأن مردداً هذه التأوهات ومن صفات هذا المرض ، الاحساس بألم شديد في جميع عظام الجسم ومن عواقبه اصابة العظم بالضعف العام الذي يجعله هشاً قابلا للكسر بسهولة ولا وجود لهذا المرض النادر من امراض العظام الا في اليابان وقد ظهر مرض آخر اشد خطورة من (إتائي إتائي ) في جزيرة كيوشو وهي إحدى الجزر الكبيرة في اليابان البالغ عددها 400 جزيرة ، فأودى بحياة عدد كبير من سكان هذه الجزيرة وما زال خطره ماثلا يهدد غيرهم من السكان ، ومن آثارهذا المرض إضعاف البصر الى درجة العمى وإضعاف الاعصاب والعضلات الى درجة تحللها وافقادها لكل قدرة ، ويعزى السبب في ظهور هذا المرض الى انتشار المواد الزئبقية في الماء والهواء بالقرب من المصانع التي تستخدم عنصر الزئبق وانتقالها الى الانسان عن طريق الماء والهواء ، والى جانب هذين المرضين الجديدين اللذين عرفتها اليابان تزايدت امراض ضعف التنفس والاختناق نتيجة لتلوث البيئة .
لقد اشتهرت الشعوب الهندية الاورپية بالمحافضة على البيئة واجتناب كل مايلوثها منذ زمن بعيد وان الفيلسوف الصيني الشهير ( كونفوشيوس) قد أمر اتباعه بالنظافة وعدم تلويث البيئة ، ومهما يكن من امر فعندما اسدى كونفوشيس نصائحه ومواعظه تلك لاتباعه كان قد مر على استيطان الشعوب الهندو-اورپيه في هذه الهضبة وقت طويل ، ولا يستبعد ان يكون الزعيم الديني الصيني الذي عاش عمره بين الشعوب الارية قد تعلم منها ونقل فوائد احترامها للارض والبيئة وحرصها على العيش في وسط طاهر ونظيف ولم تصبح قضية منع التلوث قضية عالمية الا بعد الحرب العالمية الثانية وهي اليوم قضية تستأثر بعناية الدول والهيئات والمنظمات الدولية بإعتبارها قضية ملحة لا تقبل الارجاء والتأجيل ، لذا على الانسان اينما وجد على سطح الكرة الارضية ألا يلوث ما حوله لكي لا يجعل الحياة شاقة له ولغيره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رد فعل لا يصدق لزرافة إثر تقويم طبيب لعظام رقبتها


.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصفه بنى تحتية عسكرية لحزب الله في كفر




.. محاولات طفل جمع بقايا المساعدات الإنسانية في غزة


.. ما أهم ما تناوله الإعلام الإسرائيلي بشأن الحرب على غزة؟




.. 1.3 مليار دولار جائزة يانصيب أمريكية لمهاجر