الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزيرة ولعنة اوروك!

جمال الخرسان

2011 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


كثيرة هي وسائل الاعلام التي اعتبرت الحالة العراقية مادتها الاولى الاكثر حيوية خصوصا بعد الحديث عن احتمال توجيه ضربة امريكية الى العراق إثر احداث الحادي عشر من ايلول عام 2001، لكن اكثر تلك القنوات تركيزا على الشأن العراقي وبطريقة مثيرة للجدل هي قناة الجزيرة التي كانت لاتكتفي بتغطية الحدث بل تخصص حيزا كبيرا لنشاطات الجماعات المسلحة في العراق بحيث تتحول القناة في بعض الاحيان الى ذراع اعلامي لخدمة ما سمي حينها بـ ( خط المقاومة ). ولفترات طويلة سارت الامور على تلك الشاكلة. لكن العراق الذي تاثر سلبا الى حد كبير بموجات الاعلام الموجّه كان هو الاخر يؤثّر بشكل صادم في مصير قناة الجزيرة وبطريقة ملفتة للانتباه! تشعرك بعض الاحيان بأن العراق تحوّل الى لعنة تلاحق كل من يتبوأ عرش الوسيلة الاعلامية العربية الاكثر جدلا على الاطلاق.
لعنة العراق لا تتكرر كثيرا ولكنها في كل مرة تمسك بصيد ثمين، مدير القناة السابق محمد جاسم العلي كان احد ضحايا العراق بعد ان قامت الولايات المتحدة الامريكية بتسريب اشرطة فيديو توثّق لقاءات للعلي وفيصل القاسم مع عدي صدام حسين، عثر عليها في ارشيف الاخير. كشف حينها كيف التقى مدير الجزيرة بعدي صدام حسين في 13 آذار عام 2000، وقد جاء في ذلك اللقاء الموثّق بالصوت والصورة على لسان العلي: ( أنا موجود هنا لكي أسمع وجهات نظرك ولكي نأخذ منك الملاحظات.. ولولا تعاونك ودعمك لنا لما نجحت مهمتي ). ويجيبه عدي صدام حسين: (لقد مرت سنة كاملة من دون أن نراك..أنا أتكلم معكم بحكم العلاقة التي تمتد إلى ثلاث سنوات، ولكنك تعرف البشر من شكله ومشيته وهذا الكلام في الحقيقة غير موجه لك بقدر ما هو موجه لأصحاب القرار الآخرين في مجلس الإدارة ). هذه الفضيحة اجبرت القيادات القطرية على استبدال العلي بوضاح خنفر!
وبعد سنوات طوال جاء الدور على خنفر حينما سرّب موقع ويكليكس وثائق تفيد بعلاقات لخنفر مع جهات امنية امريكية كانت على اتصال مع خنفر خدمة للحالة العراقية الفتيّة، كان ذلك عام 2005. الوثائق المتعلقة بخنفر والتي يصل عددها الى 420 وثيقة .. قضت على مدير الجزيرة الاخير لتنهي احلامه في الامساك بزعامة شبكة الجزيرة التي وصل عدد قنواتها الى 25 قناة في مختلف المجالات. ليستبدل خنفر بالشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني. الملفت ان لعنة العراق لم تقف على مجال الاعلام فقط بل اطاحت ايضا بزعماء ثلاث حكومات في اوروبا لاسباب مختلفة لكن يبقى العراق هو العنصر المشترك فيما بينها.
لقد كان العراق سببا رئيسيا في استقالة توني بلير من رئاسة الوزراء في 27 /6/2007 ولازال ملف العراق يلاحقه حتى هذه اللحظة. في اسبانيا فإن الحزب الحاكم بقيادة رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا أثنار خسر الانتخابات التي اجريت عام 2004 إثر مشاركته في الحرب على العراق.
في فنلندا أيضا وعلى خلفية تسريب مستشار رئيسة الجمهورية الفنلندية للشؤون الخارجية مارتين مانينن معلومات وتقارير سرية للسيدة أنيلي ياتينماكي حول الحرب على العراق بدون علم الرئيسة تاريا هالونن رئيسة الجمهورية الفنلندية على خلفية ذلك فاز حزب الوسط الذي تنتمي اليه أنيلي ياتينماكي بنسبة 55% مما اوصلها لمنصب رئاسة الوزراء وهي المرأة الفنلندية الاولى التي تتبوأ هذا المنصب، لكن ذلك المنصب لم يدم لها طويلا بعدما اجبرت على تقديم استقالتها واعتزال العمل السياسي بسبب اتهامها بإفشاء معلومات سرية غير مسموح بأفشائها .. وتركت المنصب في شهر حزيران من عام 2003 .
هكذا هي لعنة العراق لاترحم الساسة ولارجال الاعلام .. لانها لا تحدث الا نادرا فإنها تقلب الطاولة على رؤوس الجميع! لعنة فيها كثير من هيبة اوروك وعظمة ذلك التأريخ الذي ورثناه فقط من اجل أن نعبث به بشكل مثير للاشفاق! فلنحذر جميعا تلك اللعنة.
جمال الخرسان
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي