الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوراق عن الحزن والفراق

لؤي صادق الزبيدي

2011 / 9 / 25
الادب والفن



حلفك ايتها الايام السواد بظلمتك و بياض شعوررءوسنا , كم لاقينا من الظلم و التشرد و التجوع و ضياع الهوية و الوطن . اتدكركم واحدا واحدا . هؤلاء الدين كنت

معهم وكانوا معي صلاح؟ لاادري اين هو؟ ضاع مع ضياع ملامح طريق الحرير , و شهاب دهب ضحية الحروب , ورائد الدي غادر مع الريح الشمالية الى عنوان

مجهول ,ومكي اين مكي؟الدي قضيت معه سنوات رطبة من الفقر و التشرد و الحرمان ,من البكاء حتى بح الصوت و من ياس حتى الموت .

ان الدي جرى لا يمكن ان يجري حتى في الكوابيس ,انه كابوس طويل العمر ,عمر حياتنا الضائعة .

احلفك ايتها الشوارع الضائعة من تحت اقدامنا ,ايتها الطرق الكالحة ,و الاشجار الميتة,و الانهر المغادرة الى خارج البلاد بلا عودة ,كم مر بك من ظلم و طوفان و قتل و تدمير .

مرة سنوات يقيت فيها بلا اصدقاء فقدتهم جميعا ,فمن مات مات ,و من توارا هربا ومن تلاقفته مثرمة الظلم دون ادنى دنب ,بقيت و حيدا وحدة البعير المبعد العق حزني لوحدي و على ان اجد لي اصدقاء ان اصنع لي اصدقاء ولكن هيهات فمقاسات الصديق الدي ابحث عنه لا يكمن ان تتوافر في اسواق القرن الحادي و العشرين و العولمة و مطاعم و الوجبات السريعة .

اخيرا جاء بي القدر الى هنا -طهران- عاصمة القرميد الحزين و الانهر التي تبكي ليلا و نهارا على امجاد الحضارات في مدن الطوفان اتيت ابحث عن شيء مفقود مند عشرات السنين ضاع مع مراكب الشمس الفرعونية و سفن العاج و الحرير و التوابل اتلمس صخور سواقي طهران علني اعثر على بؤبؤ لعين التاريخ في هدا الزمان المسلوب اتصفح سواقيها التي تبكي ليل نهار و ازهارها التي تضحك حتى في الخريف جئت هنا و لم يكن لي اي سابق علم بانني سالجئ الى هنا بعد سنوات من البعد و الحصار بعد امد طويل و انا الغريب ..غريب غربتين غربة الروح و غربة الوطن الروح التي ضعت فيها بحثا عن منفى الجسد و الوطن الدي عشت فيه غربة ابدية لا يمكن ان اعود منها اليه.

تجربة اضعت فيها كل ما ربحت من تجارة و خسرت فيها التجارة -الاصدفاء-الدي توارو في المجهول اتدكرهم واحدا واحدا و لكن لم اعثر ولو على واحد منهم افتش عنهم في سماء طهران الصيفية الحالمة و في ثلوجها التي تتكور على قلبي ادرع شوارعها بحثا عن خطا ضائعة و عن طريق مسدودة و عن احلام ترملت قبل ان تكمل عشت في داخلي عصور الجليد و الطوفان و النار و عصور حجرية لا ترحم بحثا عن عصر الربيع الدائم و الفردوس المفقود على اعتاب الدكتاتوريات و اسمال الحضارات .

فجاة تدكرت صديقي مكي المفقود في الزمن الضائع و المنحط في اوراق مدكراتي و قصاصات الورق التي كنا نتبادلها في درس اللغة العربية و التي اصفرت و كلحت و لكنها مازالت تنطق بحروف خضراء في زمن قاحل تدكرت مرة اخرى اقراني الدين سقطو في وديان المجهول .

عدت الى مكتبي مسلوبا من القدرة على التحمل و على التمتع يسليقة النسيان و اجول بكل زوايا داكرتي لاجد مكانا فارغا استريح فيه من همومي و لكن هيهات فداكرتي مشغولة و مؤثثة بالحزن الفاخر .

رحت اتصفح اوراق الماضي الصفراء و فجاة جاءني سعد قال لي ان هناك مواطنا يبغي طلبا انه ينتظر في الخارج و هده هي اوراقه . اوغلت نظري في الوثائق !!عرفته من طفولته المنحطة في وثيقة شهادة الجنسية العراقية .

هرع مكي الي و البكاء يتكسر في صدره و ياليتني استطيع ان ابكي فالدمع يشح عند غلبة الحزن و يبخل عند الطلب .
لؤي صادق الزبيدي zubaidi_loay@yahoo,com
منقول (مجلة العربي)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -


.. المخرج حسام سليمان: انتهينا من العمل على «عصابة الماكس» قبل




.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب


.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح




.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال