الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأجيل الموقف من ميناء مبارك

ساطع راجي

2011 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


كان من المفترض ان تقدم الحكومة العراقية رأيها النهائي في بناء ميناء مبارك الكويتي وتحديد مديات تأثيره السلبية على العراق ان وجدت، وكان اعلان هذا الموقف سيؤدي اولا الى انتشال العلاقات العراقية الكويتية من المزاد اليومي لتصريحات الساسة والنواب، وهي تصريحات لا تستند غالبا الى معطيات واقعية وتتجه باستمرار الى تصعيد لا احد يعرف نتائجه.
الحكومة العراقية أجلت الاعلان عن موقفها مرارا وتكرارا وتناقض تصريحات الوزراء المهتمين بقضية الميناء يشير الى وجود خلافات داخل الحكومة تعيق الاعلان عن موقفها رغم ان هذا الموقف كان سيستند الى معطيات توفرها اللجان الفنية التي اطلع بعضها على مجريات الامور في الكويت وحصل على خرائط وشروحات كويتية، لكن يبدو ان الحكومة او رئيسها يريدان الاحتفاظ بمنزلة تمنع انتقادهما من اي طرف لذلك التزما الصمت بعد اكثر من موعد تم ضربه للاعلان عن الموقف النهائي للحكومة العراقية ومن ثم تم اهداره.
الحكومة شعرت ايضا ان ترددها سيسجل نقطة عليها ولانها لا تريد الاعلان عن موقفها بشكل واضح فقد اودعت موقفها عند البرلمان بأن ارسلت هذا الموقف الى البرلمان بدل اعلانه مباشرة وهي بذلك القت الكرة في ساحة النواب وهو الامر الذي يحدث كلما واجهت الحكومة ملفا محرجا لا تريد ان تتحمل نتائج اعلان موقفها فيه والبرلمان يفعل نفس الشيء من وقت لآخر، فعلى كثرة التصريحات الحكومية والبرلمانية فأن احدا لايريد تحمل عبء اتخاذ القرار.
سيناريو ارسال الحكومة لموقفها عن ميناء مبارك الى البرلمان لم تعلن عنه الحكومة نفسها ولا رئاسة البرلمان وانما عضو مجلس نواب من كتلة رئيس الوزراء وتصفه وسائل الاعلام بأنه مقرب من رئيس الوزراء رغم ان رئاسة الوزراء منعت الوزراء من الادلاء بتصريحات تعلن عن مواقف الحكومة في اي قضية او ملف وحصرت التصريح باسم الحكومة في ثلاث جهات هي الناطق باسم الحكومة ووزير الخارجية ورئيس الوزراء، لكن النواب المقربين صاروا جزءا من الحكومة وصاروا هم الذين يعلنون سرائرها ومواقفها، فنائب مقرب مثلا هو الذي كشف ان وزير الككهرباء قد استقالته لرئيس الوزراء ومثل هذا كثير.
مشكلة العراق والكويت تتلخص في العلاقات والحدود، لكن مشلكة العراق الداخلية هي ايضا العلاقات والحدود، علاقات الحكومة بالبرلمان وعلاقات النواب كأفراد بالحكومة كمؤسسة وافراد وتبيين الحدود الفاصلة بين ما هو حكومي وما هو برلماني، ومثلما يراد للعلاقات العراقية الكويتية جيدة يجب ان تكون العلاقات بين مكونات الحكومات جيدة وان تكون الحدود واضحة.
اذا كانت الحكومة لا تريد احراج نفسها باعلان موقفها من ميناء مبارك للعراقيين فكيف يمكن ان نتوقع اقدامها على خوض مواجهة دبلوماسية مع حكومات البلدان الاخرى، ام ان ادعاءات القوة والتماسك لا تحتاج الى اثبات عملي وتبقى عند حد الكلمات الرنانة خلال اللقاءات بشيوخ العشائر وبقية اللقاءات غير الرسمية التي تدخل في خانة التسويق الاعلامي السهل؟.
كانت هناك حاجة فعلية لموقف حكومي واضح وصريح وسريع من ميناء مبارك لأننا نفترض استناد ذلك الموقف الى تقديرات فنية مهنية غير مسيسة ولا متأثرة بالاعلام وهوسات العشائر وتصريحات النواب، لكن الحكومة اصرت على التأجيل والتأجيل فاسحة الابواب لتخرصات واقاويل تتحدث عن رشوة مسؤولين عراقيين وشراكات مالية من اجل السكوت على بناء ميناء مبارك وكان من الاجدر بالحكومة اعفاء العراقيين من كل هذا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل.. تداعيات انسحاب غانتس من حكومة الحرب | #الظهيرة


.. انهيار منزل تحت الإنشاء بسبب عاصفة قوية ضربت ولاية #تكساس ال




.. تصعيد المحور الإيراني.. هل يخدم إسرائيل أم المنطقة؟ | #ملف_ا


.. عبر الخريطة التفاعلية.. معارك ضارية بين الجيش والمقاومة الفل




.. كتائب القسام: قصفنا مدينة سديروت وتحشدات للجيش الإسرائيلي