الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ندين من الآن إعتداء السلطة على سفارتي إثيوبيا و الصين

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 9 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


لو طلبت من أي مواطن مصري - لا ينتمي للسلطة بأي شكل - أن يكتب قائمة بالصفات الكريهة التي يتصف بها النظام الذي أسسه مبارك و لازال يحكمنا لليوم ، لما وجد صعوبة في سرد عشرين صفة - على الأقل - من تلك الصفات ، فالنظام الذي أسسه مبارك ، و لازال يحكمنا لليوم ، هو بؤرة تتجمع فيها الكثير من الصفات المكروهة .
لن أسرد هنا عشرين صفة مرذولة للنظام الحاكم الحالي ، الذي هو إمتداد طبيعي لنظام مبارك ، و إنما سأكتفي بأربعة منها هي : الخيانة ، و الجبن ، و البلطجة ، و الغباء .
خيانة الوطن بدأت بواسطة النظام الحاكم في عهد مبارك ، و لازالت مستمرة لليوم ، و الإثباتات واضحة ، من موضوع الغاز ، إلى ماء النيل ، و مروراً بالتفريط في الدم المصري على طول الخط .
الجبن أيضاً صفة أخرى تتمتع بها النخبة الحاكمة منذ أكتوبر 1981 و لليوم ، فهي تستأسد على الشعب المصري ، بينما هي جبانة في كل تعاملاتها مع الخارج .
البلطجة ، هي صفة أخرى مرذولة من صفات السلطة ، تظهر في تعامل النظام الحاكم مع الشعب ، و في نفس الوقت وسيلة يستخدمها لمداراة خياناته المتكررة للوطن و جبنه تجاه الخارج .
كأمثلة : البلطجة تم إستخدامها مع الشعب في أثناء هبة الخامس و العشرين من يناير 2011 - و يلاحظ هنا إنني أكتفي بأستخدم كلمة هبة ، لأنها التوصيف الصحيح - و إن أحزنا ذلك - لما حدث ، تبعاً لما أفضت إليه النتائج خلال أكثر من سبعة شهور على سقوط مبارك - و تم إستخدامها - أي البلطجة - في التعامل مع الكثير من الإحتجاجات السلمية خلال السبعة أشهر الماضية ، و تم إستخدامها مع أحد الفرق الرياضية التونسية من أجل الإيقاع بين الشعبين التونسي و المصري ، و مع السفارة الإسرائيلية لتغطية عجز النظام عن إتخاذ إجراء صارم تجاه حادثة مقتل العسكريين المصريين على الحدود المصرية - الإسرائيلية في أغسطس 2011 .
الغباء ، هو صفة أخرى من الصفات التي يتصف بها النظام الحاكم .
غباء النظام الحاكم صفة يعرفها الشعب عن النظام الحاكم ، و لكن يبدو أن النظام الحاكم لا يعرف إنه يتصف بها .
واقعة إستخدام البلطجة مع أحد الفرق الرياضية التونسية - و قد أشرت لتلك الحادثة في مقال : إلى متى ستظل البلطجة قطاع من قطاعات الدولة ؟ ، نشر في الرابع من إبريل 2011 - دليل - من أدلة كثيرة - على ذلك .
ألا تثبت تلك الحادثة صغر عقل النظام الحاكم - أو غبائه بقول أخر - لأنه تصور أن بمقدوره إيقاف ربيع العرب ، أو إفاقة الشعوب العربية ، بتدبير عملية إعتداء خسيسة على فريق رياضي ضيف جاء من الدولة التي فجرت ربيع العرب 2011 ؟؟؟
هل أفلحت عملية الإعتداء تلك في الإيقاع بين الشعبين المصري و التونسي ؟؟؟
ألا تدل تلك الحادثة على أن النظام الحاكم لا يفهم ما يعتمل في نفوس المواطنين العاديين من أمثالنا ؟؟؟
ألا تدل على أنه لم يفهم مسببات ربيع العرب ، لأنه تصور أن بمقدوره إجهاضه بواسطة حادثة إعتداء جبانة مدبرة و مفضوحة ؟؟؟
إنها تدل - مثل غيرها من الحوادث المشابهة - على غبائه الشديد ، لأن من يحاول إستغباء أكثر من خمسة و ثمانين مليون مواطن و مواطنة هو غبي بالتأكيد .
لم تفلح البلطجة في منع سقوط مبارك ، و لم تفلح في محاولة الإيقاع بين الشعبين المصري و التونسي ، و لم تفلح بالطبع في إيقاف مسيرة ربيع العرب 2011 ، و لم تفلح حتى في إجهاض أي تظاهرة سلمية ، لكن النظام لم يتوقف عن إستخدامها ، فإستخدمها في مهاجمة السفارة الإسرائيلية ، ليغطي بضوضاء الإقتحام على المطلبين الأساسيين للشعب المصري بعد حادثة أغسطس 2011 ، و التي راح ضحيتها مواطنين مصريين على يد قوات إسرائيلية ، و هما : مثول قتلة المواطنين المصريين أمام العدالة ، و تعديل الإتفاقيات المصرية - الإسرائيلية لتعود السيادة المصرية على شبه جزيرة سيناء كاملة .
لقد تصورت السلطة إنها بتدبيرها مهاجمة السفارة الإسرائيلية سوف تجعل الشعب المصري يخرج مهللاً لذلك العمل ، لينسى المطلبين الجادين المذكورين في الفقرة السابقة .
لقد تعاملت السلطة لمرة أخرى - في حادثة مهاجمة السفارة الإسرائيلية - مع الشعب المصري على إنه شعب ساذج ، يمكن خداعه ، و إلهائه عن مطالبه ، بحادثة غوغائية ، مع وجوب ملاحظة إنها - أي السلطة - أرادت في الوقت ذاته تصوير الشعب المصري أمام العالم على إنه شعب همجي ، كدأب السلطة دائماً على تشويه صورة مصر و المصريين في الخارج ، لتقول للعالم أن الشعب المصري شعب بربري لا تنفع معه إلا الهراوة الغليظة ، و هنا نرى خيانة أخرى ، و هي تشويه صورة مصر و المصريين على يد نظام مصري .
معظم الأحداث الهامة أصبحت تقع في مصر في يوم الجمعة ، و ذلك منذ سقط مبارك الأثيم ، لهذا كان يهمني صباح الأمس ، السبت ، التأكد من إنه لم تتم مهاجمة السفارتين : الإثيوبية ، و الصينية ، بالقاهرة ، على يد بلطجية النظام الحاكم ، بعد مقال : لا عودة للوراء ، مع ضعف مصري ، إذاً الكارثة آتية لا محالة ، و الذي إنتهيت من كتابته في مساء الأحد الثامن عشر من سبتمبر 2011 .
حمداً لله أن النظام الحاكم لم يهاجم السفارتين ، أو واحدة منهما ، أول أمس الجمعة ، لأن هذا منحني الفرصة لأعلن الآن ، مساء الأحد الخامس و العشرين من سبتمبر 2011 : أنني ، بالأصالة عن نفسي ، و بالنيابة عن حزب كل مصر ، أدين مقدماً الهجوم على السفارتين ، الإثيوبية و الصينية ، بالقاهرة ، أو على أي واحدة منهما ، و ذلك تحسباً من أن يقدم النظام على إرتكاب ذلك الفعل الطائش الخسيس ، أو ما قد يماثله في الحماقة و الغدر و الخسة ، ليغطي على فشله ، بل على خيانته ، في قضية ماء النيل ، و ليلوث سمعة مصر و أبنائها مرة أخرى .
هذه المرة نستبق الأفعال الحمقاء للسلطة الحمقاء ، حفاظاً على سمعة مصر ، و الشعب المصري ، و حزب كل مصر ، و نعلن : إننا ندين أي هجوم على أي بعثة دبلوماسية ، و ندين كذلك أي إعتداء على أي مواطن أجنبي ، و نشجب أي تعدي على أي ممتلكات مملوكة لدول أخرى أو لهيئات أجنبية أو لأفراد أجانب ، فللبعثات الدبلوماسية - كافة - حصاناتها ، و للأجانب - أي كانت جنسياتهم - جوار الضيافة ، و للممتلكات كلها - بصرف النظر عن هوية أصحابها - حرماتها .
قضية ماء النيل يجب أن تعالج بجدية ، و هذه المعالجة لا علاقة لها بكل تأكيد بالبلطجة التي إعتادت السلطة ممارستها و أصبحت جزء من سياستها .

المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
25-09-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة