الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة وسائل الاعلام لمقاطعة تصريحات المسؤولين والنواب

لؤي الخليفة

2011 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


بدء لا بد من الاشارة الى ان المشروع الوطني الحقيقي بحاجة الى ابنائه المخلصين , والى سياسيين محنكين نظيفين بعيدين عن الاجندات الاقليمية والخارجية ... الى مسؤولين اكفاء شجعان يمتلكون الخبرة والحكمة لتنفيذ البرنامج الوطني الذي يصب في الخدمة العامة , والعمل بنكران ذات والسعي المتواصل لتخليص المواطن من محنته الحالية وانقاذ الوطن المهدد من كل صوب في وحدته وامنه وسيادته وترميم البنية التحتية المتهالكة والمحطمة التي يتربع عليها البلد وامتصاص البطالة المتفاقمة ... فهدف العملية السياسية هو خدمة العراقيين لا المصالح الشخصية والانانية الضيقة .
ان معيار التقدم والرفاهية للمجتمعات والدول باتت تقاس بمدى ما يقدمه مسؤوليها من خدمات الى المواطن , وصار رأس المال الانساني عنصرا مضافا الى عناصر الانتاج والعمل الثلاث , فالمسؤول في المجتمعات الحريصة على المواطنة يتواصل في عطائه الانساني وسعيه المستمر لاسعاد وخدمة شعبه وابعاد الاذى عن وطنه مع الاستعداد العالي للتضحية في سبيل تحقيق المصالح الوطنية.
وفي الجانب الاخر يقف المسؤول المخادع , السارق , الاناني والمنافق وما اكثرهم مع شديد الاسف في هذا الزمان , ففي زمن مضى كان يشار بالبنان الى صاحب هذه الصفات الكريهة , ورغم عدم وجود وسائل اعلام حديثة كما اليوم , كان المنافق على سبيل المثال لا الحصر معروفا في شتى الامصار والبلدان , يتناقل اخباره العامة والخاصة ... وخير ما استشهد به ما قاله الخليفة الاموي عمر بن عبد العزيز بحق الحجاج بن يوسف الثقفي ... ( لو جاءت كل امة بمنافقيها وجئنا بالحجاج لفزنا عليهم جميعا ) , وحسبي ان اشير الى نفاق هذا الرجل , فعندما كان يلتقي الخليفة عبد الملك بن مروان يبادره القول ( انك عند الله افضل من الملائكة والمقربين والانبياء والمرسلين ) ... اما مناقثي هذا الزمان فلم يعد الحجاج اذا ما اردنا المقارنة يمثل شيئا بالنسبة لهم . وصار البعض منهم يتاجر بهذه المهنة , وصار من السهولة شراء ذممهم وليكون ولائهم ليس للوطن بل لهذه الدولة او تلك او لهذا الطرف او ذاك , وفي هذا الخضم الهائج ضاع صوت المسؤول الوطني الذي كان يعتقد انه جاء الى هذا الموقع للبناء والعمل ولخدمة المصالح العليا لا مصالح انية ضيقة .
لقد صدع هذا البعض رؤوسنا بتصريحاته ووعيده وتجاوزاته وسلوكه المشين حتى بات المواطن لا يثق بما يقول , فقد بات الكذب صفة ملازمة لهذا البعض ممن ماتت ضمائرهم وصاروا يتلذذون بمعاناة ابناء جلدتهم وبمشاهد الموت اليومي , وقد تناهى الى سمعي ان احدهم كان يتباهى يوم كان الارهاب على اشده وقاربت عدد الضحايا المئة ... ففي اية خانة يمكن ان نضع هذا الصعلوك ؟ , واين مكان تلك الشخصية السياسية النافذة ذات السلطة التنفيذية والتشريعية الواسعة وهي تستولي على املاك الدولة والمواطنين بدراهم معدودة , وذاك الاخر الذي استورد اجهزة الكشف عن المتفجرات وهي لا تعمل ولا تحمي المواطن , وغيرهم ممن زور اكثر من مليون بطاقة تموينية ... وغيرها الكثير الكثير حتى امست عسيرة علينا حصر واحصاء عمليات الفساد والسرقة والتزوير ...
ولطالما كان الانسان وهو يسعى الى الكشف عن بواطن الامور وحقيقتها , كان لا بد له ان يلجأ الى وسائل الاعلام باعتبارها واحدة من اهم الوسائل التي تتعاطى مع هذه الحقائق وتساهم في تنمية الوعي السياسي واطلاع المواطن على ما يدور في الساحة السياسية والامنية ... فللاعلام دوره المحوري في بناء ووضع اسس الدولة والمجتمع وفي تعزيز وترسيخ السلم الاهلي وارساء استقرار البلد وامنه ... ودونما شك فأن المهمة الملقاة على عاتقه في بلد مثل العراق , كدولة ضعيفة والعملية السياسية فيه غير مستقرة ومتعثرة , ستكون مضاعفة , سيما في ابداء الرأي السديد والمساعدة في بناء الدولة ومؤسساتها والاشارة الى مواقع الخلل ومعالجته , لما لا طالما هي السلطة الرابعة والرقيب الحي لكل الفعاليات والتشاطات التي من شأنها بناء البلد والترفيه عن المواطن ... فرأس مال الاعلام هو المصداقية والتغاضي عن الصغائر ... ولما كان اغلب ما يصرح به مثل اؤلئك المسؤولين والنواب لا يستحق النشر وبالذات تلك التي تسعى الى النيل من الاخر والدعوة الى التعصب والمصالح الضيقة , ارى انه لم تعد ... ثمة حاجة للمواطن الى تصريحات لا يبغي صاحبها سوى الوصول الى مئاربه واهوائه , فما المصلحة في التطبيل لهذا الجاهل او ذاك العميل ؟ , فالوسيلة الاعلامية هي الضمير الذي ينطق بأسم الشعب وهي سلطته تجاه المستبد والظالم وضد اؤلئك ممن ينظرون الى خارج الحدود .
ان تجاهل تصريحات هذا النفر سيوفر حتما جوا اكثر ايجابية وديمقراطية وتفتحا بين الكتل السياسية والتقليل من عمليات الشد والجذب فيما بينها , اضافة الى ان الكثير من اؤلئك سيكفون عن الهذيان حينما يرى في تجاهل الاعلام كساد لبضاعته ... فبدلا من الاجواء المشحونة هذه يمكن ان يصار الى حوار هاديء , هادف وبناء تنهي عقد العملية السياسية وتكبح جماح المتسابقين على الكراسي والمناصب وتعيد لهم دورهم الذي يفترض بهم ادائه ... فهل يعقل ان يكون هذا حال العراق وقد مر ما يقارب العقد على سقوط النظام السابق ؟ , وهل يعقل ان يظل شعبنا في لجة المرض والفاقة والموت الجماعي , فيما اوصلوا البلد الى شفا هوة سحيقة ؟ ... فليقاطع الجميع تصريحاتهم ودعوهم يثرثرون لوحدهم دون ان يسمعمهم احد , فهم حقا لا يستحقون ان ينصت لهم , فما هم سوى تجار سلطة يبيعون ويشترون المناصب كما اية بضاعة في السوق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحقيقة مؤلمة دائما
احمد سلمان ( 2011 / 9 / 26 - 15:17 )
السيد لؤي الخليفة
كل ما اشرت اليه صحيح ولكن هؤلاء اناس لا يستحون ولا يستحقون ان يكونوا في هذه المناصب . فقبل ايام وبعد المساعي التي قام بها اسامه النجيفي رئيس البرلمان لتقريب وجهات النظر بين التحالف الوطني او دولة القانون والتحالف الكردستاني . اعرب اياد علاوي رئيس القائمة العراقية عن امتعاضه وعدم ارتياحه من هذا المسعى ومن النجيفي لانه يرى ان هذا الخلاف يصب في مصلحة قائمته ويفترض تغذيته لا حله ووضع حد له . فبربك ماذا يترجى المواطن من هذه المهووس بالسلطة ومن امثاله وما اكثرهم . لقد ابتلى العراق والشعب من امثال هذه الحث.... وشكرا


2 - علاوي والبرزاني
علي ابراهيم ( 2011 / 9 / 27 - 08:59 )
اود ان اضيف الى ما قاله المعلق السابق فالعرب والتركمان في كركوك ادانوا وبشدة الزيارات المتتالية لاياد علاوي الى برزاني واتهموه بالسعي الى بيع الوطن وتقسيمه طمعا في المنصب واكثر من ذلك حيث اتهموه بالخيانة واعلنوا تخليهم عن القائمة العراقية ودعم جهود الحكومة في الحفاظ على وحدة الوطن وثرواته النفطية ووضع حد لكل الطامعين بتراب الوطن وخيراته فهي ملك لكل الشعب لا الى فئة او طائفة او قومية وطالبوا الحكومة بمواقف اشد حزما تجاه من تسول له نفسه بيع او المتاجرة بالوطن وامنه وسيادته


3 - علاوي والبرزاني
علي ابراهيم ( 2011 / 9 / 27 - 09:01 )
اود ان اضيف الى ما قاله المعلق السابق فالعرب والتركمان في كركوك ادانوا وبشدة الزيارات المتتالية لاياد علاوي الى برزاني واتهموه بالسعي الى بيع الوطن وتقسيمه طمعا في المنصب واكثر من ذلك حيث اتهموه بالخيانة واعلنوا تخليهم عن القائمة العراقية ودعم جهود الحكومة في الحفاظ على وحدة الوطن وثرواته النفطية ووضع حد لكل الطامعين بتراب الوطن وخيراته فهي ملك لكل الشعب لا الى فئة او طائفة او قومية وطالبوا الحكومة بمواقف اشد حزما تجاه من تسول له نفسه بيع او المتاجرة بالوطن وامنه وسيادته


4 - نص الحديث
علي ابراهيم ( 2011 / 9 / 27 - 09:17 )
عرب كركوك يتهمون العراقية بالمساومة على كركوك ويؤكدون دعمهم الحكومة المركزية

الاثنين 26 أيلول 2011
السومرية نيوز/ كركوك
اتهم عرب كركوك، الاثنين، زعيم القائمة العراقية وبعض قادتها بمحاولة المساومة على قضية كركوك من خلال عقد صفقات مع قوائم أخرى، فيما أكدوا دعمهم لموقف الحكومة في الحفاظ على وحدة ارض العراق وثروات الشعب بكافة مكوناته.
وقال قال القيادي في المجلس السياسي العربي في كركوك ورئيس مجلس قضاء الحويجة حسين علي صالح الجبوري خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر المجلس وحضرته- السومرية نيوز-، -نحن اليوم نوجه رسالتنا إلى القادة السياسيين وبالأخص القائمة العراقية، بأن عليهم عدم المساومة على وحدة العراق لأنها سوف تنفيهم، وعلى الساسة أن لا يساوموا بصفقات سواء كان بشان كركوك أو وحدة العراق وثروة الشعب لأنهم سيسقطون-.
وأضاف الجبوري -نؤيد خطوات الحكومة المركزية وتوجهاتها ونقف بوجه إي صوت يسهم في تفتيت العراق وجعل كركوك ساحة مساومات لصالح الطرف الأخر-، (في إشارة الى التحالف الكردستاني)، مؤكدا -المضي بتصعيد المواقف وخاصة ضد رئيس القائمة العراقية إياد علاوي لأنه بزياراته وتوجهاته يريد ضياع العراق-، ب

اخر الافلام

.. المجلس الحربي الإسرائيلي يوافق على الاستمرار نحو عملية رفح


.. هل سيقبل نتنياهو وقف إطلاق النار




.. مكتب نتنياهو: مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار عملية رفح بهدف


.. حماس توافق على الاتفاق.. المقترح يتضمن وقفا لإطلاق النار خلا




.. خليل الحية: الوسطاء قالوا إن الرئيس الأمريكي يلتزم التزاما و