الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكراً للرئيس مبارك

إلهامي الميرغني

2004 / 12 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


مبروك لمصر عودة أبنائنا الطلاب الستة الذين اختطفتهم إسرائيل ورحم الله شهدائنا الثلاثة في رفح ، ومبروك للعدو الصهيوني الإفراج عن الجاسوس عزام عزام في صفقة من أسوء الصفقات في التاريخ الحديث. وشكراً للرئيس مبارك الذي حول مصر على مدي ربع قرن من حكمه الرشيد إلى دولة ملطشة كلاب السكك تنهش فيها.

عند افتتاح الرئيس مبارك لميناء شرق بورسعيد صرح للصحفيين بأن أمام الفلسطينين فرصة لإبرام اتفاق السلام في ظل وجود حكومة شارون وإذا لم ينتهزوا الفرصة فلن يجدوا من يوقع معهم اتفاق سلام !!!
شارون السفاح وصاحب جدار الفصل العنصري وقاتل الأسرى المصريين هو الوحيد القادر على إبرام السلام ، أكثر الصقور تشدداً هو القادر على الاتفاق ؟!!!! أي أتفاق الذي يمكن أن يوقعه الفلسطينين مع شارون واى شروط مجحفة ممكن أن يقبلوها ، وهل يوجد سادات فلسطيني يوقع ويمرغ الحلم الفلسطيني في الوحل ويدفنه إلى الأبد !!!!

هل الدبلوماسية المصرية بكل تاريخها العتيد أقل خبرة من حزب الله الذي فاوض إسرائيل في صفقة رائعة لتبادل الأسري وجثث الشهداء ، هل كل خبرات الدبلوماسية المصرية لا قيمة لها ، أم إنها الإرادة السياسية التي ذهبت مع الريح ، والكرامة المصرية التي مرغها نظام الخيانة والتبعية في الأوحال.لقد تم الإفراج عن الجاسوس مقابل الطلاب الستة الذين اختطفتهم حكومة الغدر الصهيوني من داخل الأراضي المصرية واستعادتهم كانت هامة لأنها اعتداء سافر على الكرامة المصرية وانتهاك واضح لسيادتنا الوطنية ولكن هل كانت صفقة متعادلة؟!!.وفك الله أسر سمير القنطار ومروان البرغوثى وكل المعتقلين الفلسطينيين في سجون العدو ، كما انه يوجد أكثر من خمسة عشر معتقل مصري في سجون الاحتلال خلال الانتفاضة ولم تشملهم الصفقة العبقرية التي حدثت والتي تبرعت بها مصر لتتفرغ للداخل ولتنهي صداع عزام الذي كان البند الرئيسي على جدول أعمال المحادثات المصرية في البيت الأبيض أو في تل أبيب.

لقد تعجبت لمبررات الإفراج عن الجاسوس عزام وهى انه مصاب بالإكتئاب وأن الإفراج عنه تم بمناسبة عيد الفطر ولكن التنفيذ تم بعد أكثر من أسبوعين حسب التوقيت الحكومي ولأن النظام أراد أن يقدم مفاجأة سعيدة لحكومة العدو. متى يفاجئنا نحن أيضا ذلك النظام التابع ويرحل ، لقد صرح الدكتور أحمد عكاشة أكثر من مرة بأنه يوجد في مصر أكثر من ستة ملايين مصري مصابين بالإكتئاب ، الآ نستحق الإفراج عنا أسوة بعزام ، ألا نستحق عفوا رئاسي من بابا مبارك بأي مناسبة ولو كانت رأس السنة العبرية ، وهل تضع الحكومة هدف اكتئاب جميع المصريين حتى ترحل عن كاهلنا وتفرج عن الشعب المعتقل في جوانتاناموا وأبو غريب المصرية ، ألم تتحول مصر على مدى الربع قرن الأخير إلى معتقل كبير !!!!

من حق الرئيس مبارك أن يؤمن دعائم حكمه ويؤمن استمراره هو وأبنائه وأحفاده في حكم مصر التي كانت محروسة وأصبحت موكوسة ومتعوسة بفضل هذه السياسات.من حقه أن يفعل كل ما يرضى سادته في البيت الأبيض وأن يحول مصر بكل تاريخها إلى شرطي للولايات المتحدة وإسرائيل مقابل عدم المطالبة بأي إصلاح سياسي. وهل يمكن أن تطلب أمريكا أي إصلاحات من نظام يتفانى في خدمة البيت الأبيض ويلعب دور محلى وإقليمي ودولي يتطابق مع سياسة الاستعمار الأمريكي وخططه من شرم الشيخ إلى رفح !!!!

إنني رغم كل الشعور بالمهانة ورغم الاكتئاب أود أن اشكر الرئيس مبارك وأركان حكمه على ما يفعلوه بالوطن الذي حولوه إلى بوتيك ، وعلى خطتهم الحكيمة لعدم القيام بأي إصلاحات سياسية وبأي تغييرات ، والاستمرار في حكم مصر السليبة المسلوبة واللي مش عاجبه يشرب من البحر أو يهاجر أو ينضرب بالجزمة أو يقلعوه بلبوص زى عبد الحليم قنديل.

شكراً له لأنه يغلق أمام دعاة الديمقراطية أي قنوات للإصلاح السياسي ويستمر في نفس نهجه وسياسته بل وبمزيد من البطش والقوة مدعوما بماما أمريكا وإسرائيل. ولا أجد ما افعله في هذه اللحظات أفضل من الشعار الرائع الذي يردده مشجعي كرة القدم حين يشتد الضغط على أحد الفرق أو اللاعبين وهو " بس ... حرام ... كفاية ..."

وصدق مظفر النواب حين قال : أبناء القحبة ، سنصبح نحن يهود التاريخ ونعوي في الصحراء بلا مأوي.

إلهامي الميرغني
[email protected]
6/12/2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: بدأ التصويت في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية


.. إنكلترا وهولندا تلحقان فرنسا وإسبانيا إلى نصف نهائي كأس أمم




.. ثلاث دول أفريقية تعلن توحدها ضمن -كونفدرالية دول الساحل-


.. فتح صناديق الاقتراع في جولة ثانية حاسمة للانتخابات التشريعية




.. فرانشيسكا ألبانيزي للجزيرة: هل هناك من سيتحرك لإيقاف المذبحة