الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن يستطيع احد ان يمتطى ظهرك الا اذا انحنيت

احمد قرة

2011 / 9 / 27
السياسة والعلاقات الدولية


ربما تكون مقولة الثائر الامريكى مارتن لوثر كنج التى تقول" انة لن يستطيع احد يمتطى ظهرك الا اذا انحنيت" تنطبق بشدة على المصريين التى انجرفت بهم العاطفة وتقاذفتهم الامال وارتفع بهم الطموح الى الاعتقاد انهم قد حققوا الثورة وانتهى دورهم وذهبوا الى بيوتهم موقنين ان الانجازات سوف تنهال عليهم من كل حدب وصوب ، وان عليهم ان يعودوا الى بيوتهم وان يوارى شهدائهم القبور فى امان وان يداوى جرحاهم فى هدوء فقد حدثت المعجزة وما سوف يحث بعد ذلك ليس سوى خطوات سوف تتدافع متلاحقة فى طريق الحرية والديمقراطية ، ولم يتوقفوا حتى ولو للحظات كى يسئلوا انفسهم عن كينونة من قد سلموهم تلك الثورة من العسكر ، من هم وما هى ادوارهم فى النظام السابق وكيف سيكون اداؤهم فى المستقبل ، بل ماذا سوف يفعلوا وماهى الضمانات التى اخذتموها عليهم قد تطمئنوا الى استحالة اعادة استنساخ نفس النظام السابق ، او ايجاد نظام اخر اسوء منة، لم يفعل احد من هؤلاء الثوار ذلك بل ركنوا الى تطمينات وتاكيدات فصيل واحد منهم وهو الاخوان والاسلاميين متناسين فى الوقت ذاتة ان هؤلاء الاسلاميين من طبيعتهم التامر والانتهازية وليس لديهم انتماء قومى بقدر ما هو انتماء اسلامى يفوق اى التزام قومى مصرى، وانة مثلما حدث مع الملك ثم ثورة يوليو ثم عصر السادات ثم مبارك لن يمر وقت طوبل دون ان ينقلب عليهم ، وان يعودوا الى سيرتهم الاولى، وفى المكان المحدد لهم سلفا ، وهذاليس عيب للنظام السياسى المصرى فقط ، بل ايضا لعيب جوهرى فى التكوين الفكرى لتلك الجماعات ، وهذا العيب واجهة امامهم الاول الشيخ حسن البنا قديما فى منتصف الثلاثينات من القرن الماضى ولم يستطع بسبب محددوية ثقافتة وضيق افقة والتزامة الفقهى المتشدد ان يتجنبة او يحاول ايجاد حل منهجى لة ، مما جعلة يقع فى اشكالية جوهرية سائدة حتى الان لدى التفكير الاسلامى يترجمها قناعة مركزية تقول ان ارادة اللة هى نفس ارادة الشعب ،اى ان ما يريدة الشعب هو بالتاكيد ما يريدة اللة ، وليس هذا بصحيح فارادة اللة غامضة لايعلمها الا هو سبحانة ، اما ارادة الشعب فتلك هى السياسية التى لاعلاقة بينها وبين مايريدة اللة الااذا حاول الخبثاء ان يفهموا الناس ان مصالحهم هى ارادة اللة ، مثلما فعل الاسلاميين فى مصر فى استفتاء 19 مارس الماضى ، وهذة تلك مصيبة المصريين المحيرة والعجيبة والتى قد لا تنتهى والتى تدعو الى الدهشة مثلما حدث منهم بعد قيام المشير طنطاوى بالشهادة فى محاكمة مبارك ، الذى ربما اعتقدوا انها ستكون بمثابة الضربة القاتلة فى ادانة مبارك فاذا بها طوق النجاة لة ولنجلية ، مما يدل على انهم لايعرفون حتى من يديرون امورهم ويحكمونهم ، مما جعلنى اتذكر احدى مسرحيات كافكا ، التى تحكى قصة ملك ظالم مدمن للخمور ،لكنة شغوف باجراء احاديث للشعب ذات طراوة وصدى فى النفوس -مثل معظم الزعماء العرب-تضايقت حاشيتة وبطانتة بتلك الاحاديث التى قد تعوقهم عن الاتساع فى فسادتهم وتحقيق مصالحهم ، وبذلوا محاولات مضنية معة لاقناعة بالاقلاع والتقليل من تلك الخطب والاحاديث ، الاان محاولتهم بائت كلها بالفشل حيث كان يقول لهم الملك انة يتوازن نفسيا بها ويشعر بمتعة لاتقدر بالكذب والاحتيال على هذا الشعب ، فعزموا على ان ينصبوا لة مكيدة تفضحة امام هذا الشعب وتظهرة على حقيقتة ، فجعلوا وزيرة الاول يضع لة فى الخمر، احد الاعشاب التى تجعلوا يبوح بحقيقة مافى جوفة قبل قيامة بخطبة العرش السنوية التى يجتمع لها كل ابناء الشعب، فتوجهة الملك فى خطابة للشعب وباح بكل مافى جوفة من اسرار وحقائق عن اوضاع البلاد بدءا من زيف كل مافى البلاد الى حقيقة الجيش ، وحقيقة رجالة ، كم قتل من الشرفاء وكم نهب من قوت الشعب ن وتحدث فى كل شىء، وعاد الى قصرة ، ونام مرهقا ، وفى اليوم التالى صحى من نومة على اصوات الجماهير تحيط بالقصر ، فتذكر ماقالة بالامس واصابة الخوف والهلع واعتقد ان الشعب قد بدء الثورة، فنادى على وزيرة الاول ، وقال لة خائفا هل جاء الشعب ليقتلنى ، فرد علية الوزير بل جاءوا يدعونك الا تتخلى عنهم فهم من غيرك ستكون حياتهم مملة بعدما اصابهم الصمم منذ الامس ، تلك هى الشعوب التى دائما ماتمتطى ظهورها لرغبتها الدائمة فى الانحناء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة