الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم لسياسة فرق تسد

احمد مصارع

2004 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


نعم لسياسة فرق تسد
فرق تسد , هي سياسة تسترشد بالمبدأ العلمي القائل على النحو التالي : من أجل أن توحد لابد لك أن تقسم , والتهديم الذي يسبق البناء , فالصخرة الكبيرة تكسر وتهشم الى أجزاء مناسبة , لكي تناسب شكل العمران , في الطبخ تقطع الخضار (بالسكين ) ,ويعترض أحدهم مطالبا بإبعاد سكين المطبخ , ووضع عناصر الطبخة كما هي عليه , ومهما كان حجمها , فيسكون عليه مهمة صعبة للغاية , وهي إقناع الطباخة الماهرة في المنزل .
في الفكر العلمي الموجه لدراسة ظاهرة ما , يقوم الدارس لها بتقسيم زوايا رؤيته الى فصول وأجزاء , يمكنه من خلالها دراسة أجزائها التفصيلية , وهذا موقف منهجي غايته التوحيد ولكن أسلوبه تفريقي , يريد أن يفرق ليسود .
في السياسة والمجتمع يستخدم هذا المبدأ لرفع الجدوى الإنسانية , فتقسيم الدولة الى أقاليم وولايات (محافظات ) وتقسيم الجيش الى فرق وألوية وكتائب و....الخ , توزيع الأدوار وتخصيصها بما يتلاءم مع سياسة فرق تسد .
الإشكالية التي تتكرر باستمرار وعلى الدوام تنشأ من سوء استخدام المبدأ الموضوعي , وتحويله الى ما يسمى بالسلاح من حدين , وهذا إسقاط معاكس من تحويل سكين المطبخ الى وسيلة لذبح الإنسان نفسه وهو صانعها .
ليس لشعار فرق تسد أي مدلول خارج المنهج العلمي , وهو عمل ضروري , ولكن الخلاف يكون على مضمون واتجاه التفريق والأهداف المقصودة .
منهو الذي يريد أن يسود , وأين يريد أن يفرق , وهل هو حقا يريد التوحيد ؟ ومن هنا يأتي الربط
المصطنع بين سياسة فرق تسد والأهداف الاستعمارية , وهذه مسألة مقبولة ومفهومة , ولكن استخدام نفس المبدأ يمكن للطرف الوطني أن يقوم به وفي الاتجاه الصحيح .
الهفوات التي تنشأ عن قصور الفهم للمفاهيم والمبادىء ,يؤدي الى تناقض المفروض مع المطلوب , ويقلل من الجدوى المقالية ويسود الارتباك وتضطرب المعلومة المراد الوصول إليها
إذا قلنا : لا لسياسة فرق تسد على المستوى الوطني , فهذا يعني أن يكون رئيس الدولة مثلا , هو الكومبيوتر , وهو القائد الأوحد وعلى الطريقة العصملية , خاقان البرين والبحرين , ومثل هذه الوضعية ان وجدت , فستكون مربكة للطبيعة الإنسانية , ويؤدي الخلل الناشىء عنها الى تعثر في الأداء السلطوي , والى الإضرار بالمصالح , العامة منها والخاصة .
السيطرة على المفاهيم وعلمنتها , يدخل في صلب الحاجة التنويرية , في عالم تتهدده باستمرار وحوش الظلام , التي لاتنطرد فلولها إلا من أنوار الفكر والحوار المتمدن والمعمق .
ان من لا يفرق لا يسود , ومن لا يطلب السيادة فانه لا يفرق ...
النظام الديمقراطي الهادف أو الموجه , مطلب انساني معقول لتحقيق حياة أفضل , تدعمه أهداف سياسية وتربوية مرشدة , هو النظام السياسي الأكفأ في تحقيق تلك الأهداف , والأنجع للسير على طريق التقدم ,وكل طوارىء لايعني غير حالة عدم استقرار وعدم طمأنينة .
فكيف يمكن لنا تفريق الديمقراطية ليسود العدل الاجتماعي ؟
الحزب الذي يقود السلطة ولا يفرق الديمقراطية حتى على أعضائه , كيف يكون ديمقراطيا ؟
وتلك الشعارات المرفوعة والتي نصادفها معلقة في كل بيت وحارة وشارع , لماذا رفعت ؟ لكي ننظر إليها مكتوبة بخطوط جميلة , أم لكي يعمل بها , مثل شيكات ولا رصيد لها !
لتتفرق آليات العمل الديمقراطي على كل مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية , لتشمل كل الكتل والأجزاء , ليتحرك السكون والفراغ , وليتحدد معنى للعمل الوطني العام ...
ان من لا يفرق لا يسود ..نعم لسياسة فرق تسد ....
احمد مصا رع
الرقه- 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كريات شمونة في شمال إسرائيل.. مدينة أشباح وآثار صواريخ حزب ا


.. مصر.. رقص داخل مسجد يتسبب بغضب واسع • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الألغام.. -خطر قاتل- يهدد حياة آلاف الأفغان في الحقول والمدا


.. ماذا رشح عن الجلسة الأخيرة لحكومة غابرييل أتال في قصر الإليز




.. النظام الانتخابي في بريطانيا.. خصائص تجعله فريدا من نوعه | #