الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ساحة التحرير .. تأبين .. ترتعد منه فرائص الحكومة ...!!!

حميد الحلاوي

2011 / 9 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



عصر الخميس 22 / 9 / 2011 تداعى أصدقاء فقيد الشعب والوطن .. الشهيد ( هادي المهدي ) من المثقفين والأدباءلإقامة حفل تأبيني خطابي في تمام الخامسة والنصف وتحت نصب الحرية للخالد جواد سليم في ساحة التحرير .

عندما توجهت إلى هناك قادما ً من الكرادة في أحد باصات النقل العام .. فوجئت بالإجراءات المعتادة في كل يوم جمعة .. إبتداء ً من ساحة النصر وفي كل فرع جانبي يؤدي إلى منطقة البتاويين بشقيها كان هناك إما سيارة بيك آب دفع رباعي للشرطة أو همر للجيش .. أستغربت قليلا ً .. لكن وجود تلك السيارات الكريهة السوداء الخاصة بمكافحة الشغب في الفرعين الأخيرين والقريبين من الساحة أثار إستغرابا ً أكبر .

قال أحد الركاب إنهم يستعدون ليوم غد .. قلت ولكني مهتم بمراقبة إجراءات الحكومة كل يوم جمعة وأعرف جيدا ً بأن هذه السيارات لا تبيت في الشارع إذ يؤتى بها في موكب من عشرة سيارات حماية فجر الجمعة لتأخذ مكانها المعتاد هذا وتنسحب حال فض التظاهرة سواء سلميا أو بالعنف ( الديمقراطي الثوري ) الحكومي .

الساحة ومنظرها .. لا يوحي بسلامة نية للحكومة .. عشرات الهمرات العسكرية وعشرات البيك آب بالدفع الرباعي للشرطة .. ومئات الأفراد المدججين بالسلاح .. وحزام منهم يطوق فضاء منطقة التأبين تحت النصب .. هل هم لحماية المحتفلين .. أم ماذا ؟

لحد هذه اللحظة كما يبدو كان الجواب ... هو هذه الــ ( ماذا ) بما تحمل من آيات ذعر حكومي يمتاز به ( القائد الضرورة ) .. الذي أعطى صورة كالحة ( لـناخبيه .. السبعمائة ألف إلا نيفا ) عن قيادة وبناء الدولة عبر سنوات حكمه الستة .

كيف ذلك .. قنبلة المفاجئات كانت في أن عدد الكراسي المشغولة جميعها تقريبا بأناس أعرف معظمهم .. من المثقفين اللذين يحملون صبغة سياسية معروفة لا تؤمن بالشغب والفوضى .. حتى في مشاركاتها الدائمة في تظاهرات أيام الجمعة .. ولا يمكن أن تجد بين صفوفهم مشاغبا ً واحدا ً .. يمكن أن يثير تحفظات ( دولته ) ليتخذ من الإجراءات ما أتخذ .. كان لم يكن يتجاوز المائة كرسي بأحسن الأحوال .

وساعتها كان أحد المثقفين ( الشباب ) يلقي كلمة عاطفية في تأبين الفقيد .. مقارنا ً فيها بين التفجيرات بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والتي يقوم بها الإرهابيون ( من وجهة نظره الخاصة) وبين الإغتيالات سواء بالمسدسات المجلجلة أو الكاتمة معتبرا ً إياها وجهان لعملة واحدة .. إنها إرهاب بكل معنى الكلمة .

حرصا ً مني على درء الشبهة عن سوء نية الحكومة في إجراءاتها تلك .. ولتشبثي بأنها تريد حماية الحفل .. قررت أن أعود ليلا ً للمرور بشارع السعدون العتيد .. لأرى إن كانت تلك القوات ما زالت هناك .. فأكون مؤكدا ً لكلام ذلك الراكب الذي وصفها بأنها إستعدادات ليوم الجمعة .

الصورة كانت أن لا أحد هناك .. لا همر لاجفية لا حامض حلو لا شربت ( ومعذرة من الدكتور فاضل عواد على هذه الإستعارة ) تبخرت كل هذه القوات المتجحفلة على الحدود ( والحدود هنا هي جسر الجمهورية الفاصل بين ساحة التحرير والزريبة الخضراء ) بتبخر المحتفلين اللذين عادوا إلى بيوتهم آمنين سالمين غانمين .. جراء حمايتهم من إعتداءات القاعدة وفلول البعث الصدامي والتكفيريين والنواصب .. من قبل قواتنا الأمنية الساهرة على رعاية المواطنين من شرور هؤلاء و كواتمهم الصوتية .

إذن لم تكن هناك إستعدادات ليوم الجمعة بل رعب وذعر ينتاب القائد الضرورة كلما أقدم المثقفون على تقديم أو إجراء إحتفال يمزق ليل الظلام الذي يريد دولته أن يلف به العراق أرضا ً وشعبا ً إرضاء لرغبات ولـِيـِّه السفيه .. الناقم علينا كشعب أبي رفض مخططات التجهيل والإنقياد الأعمى لمحاولاته في ( تصدير ثورته ) طيلة العقود التي تلت سرقته لثورة الشعب الإيراني عام 1979 .

هذا هو منطق الحال .. وهذا هو ما سيكون وصمة عار أبدي في جبين دولته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس