الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امتحان الخدمات العسير

عدنان شيرخان

2011 / 9 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


يقبع مأزق ملف الخدمات داخل مأزق اكبر هو العملية السياسية التي بدأت بعد تغيير العام 2003، الوجه الاخر لمشكلة تردي الخدمات والبطالة يفضح احد اهم عيوب سياسيي العالم الثالث المتثمل بالتشبث بالسلطة وكأنها الفرصة الاولى والاخيرة برغم فشل الاداء الفظيع.
على السياسي المحترف اي كان موقعه في السلطة التشريعية او التنفيذية ان ينزل الى الشارع ويتعرف على احوال الناس ولا يعتمد في بناء مواقفه على المعلومات التي يجمعها من الحاشية التي تحيط به ، او النخبة التي يلتقي فيها والتي غالبا ما تنقل له ما يريد ويطرب لسماعه. الشارع العراقي لا يهمه اخبار خصومات ومناكدات وتناقضات الطبقة السياسية ولا تمثل له ولمستقبله شيئا مهما.

التناقضات الكثيرة بين السياسيين لا تلتقي على خدمة المواطنين والتفكير بمشاكلهم بقدر التفكير بشؤونهم الشخصية البحتة، وهو ما يولد عزلة بين الطرفين. المواطن في العراق يحمل ارثا تأريخيا ثقيلا على كاهله، اختلت معادلة المواطنة الحقة التي تستند على الحقوق والواجبات، حكم بالحديد والنار ودفع للقتال في حروب ليست له فيها ناقة ولاجمل، سرق النظام المباد عقودا من اعمار اجيال من العراقيين والعراق كدولة، عاشوا آخر 13 عاما من عمر النظام السابق تحت حصار اقتصادي ظالم وكافر لا تزال آثاره ظاهرة على البشر وجميع مفاصل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية.

الامر لا يتعلق فقط بتعويض مآسي واحزان تلك العقود، ولكن للعراقيين طموحات كما لكل الشعوب، ان يجدوا اساسيات ومقومات الحياة الكريمة بابسط صورها وبشكل يتناسب مع الدخل القومي للعراق وما يرد من عوائد نفطه.

واول واقسى امتحان امام الحكومة والبرلمان هو امتحان الخدمات وسيلحق به حتما محاربة البطالة وتوفير السكن والضمان الصحي والاجتماعي لمن لا مورد لهم، ومع تحسن الوضع الامني بشكل عام تأتي اهمية ملف الخدمات لان حجة الامن تعيق العمل لم تعد مقبولة.
في السياسة يقال للسياسي المبتدئ والذي ينوي ان يكون محترفا اياك والوعود التي تعرف انها لا تنفذ لانه يدخل باب الكذب على الشعب، هذا امر ينزل اي سياسي الى اسفل سافلين. نحن لا نحلم ان نجد بين ليلة وضحاها قائدا عراقيا له كاريزما عبدالكريم قاسم او سياسيين من وزن عتيد، ولكن من الممكن ان يجتمع جزء مهم من الشعب العراقي على شخصية وطنية قوية تمتلك مقومات قيادة العراق في هذه المرحلة المهمة، حب شرائح كبيرة من العراقيين لعبدالكريم قاسم جاء من زهده ونزاهته، ولانه كان قريبا من الفقراء، احس بهم وفكر في احوالهم مليا وعمل شيئا مهما لهم، بامكانيات العراق البسيطة ايامها ووزع عشرات آلاف الدور السكنية بين المتعففين ونقلهم من حال الى حال.

العملية السياسية بحاجة الى هدوء اكثر، والى افعال كثيرة واقوال قليلة، ليس كما يحدث الان مع البعض ممن يجهلون ألف باء العمل السياسي، صارت لدينا (موضة) التصريحات النارية والتصريحات المضادة الحادة التي لا تخدم العملية السياسية. وعندما يتم الحديث عن الخدمات والبطالة والبنية التحية يتم الحديث ضمن مربع التصريحات النارية التي ملّها الشعب وسئم الاستماع لها.

امتحان الخدمات عسير، ورث صناع القرار في العراق واقعا مؤلما، بنى تحتية في طريقها الى الانهيار الكامل، بلد يعاني من خراب هائل غطت القمامة والانقاض اجزاء من كبرى مدنه، ولكن ما حصل لاصلاح الامور لحد الان اقل من ادنى المطلوب، المسألة لا تتحمل ان تكون مطروحة تحت عنوان (وجهات نظر واجتهادات)، دول عديدة عانت مما نعاني منه، ونجحت من العودة الى الحياة بالعلم والتخطيط والعمل المثابر. الوزارات الخدمية التي تتهرب منها بعض الكتل هي صاحبة الشأن الاهم في حياة العراقيين، وستبقى اسماء وزرائها الذين احدثوا فرقا في حياة العراقيين مضيئة في الذاكرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا دخلت شرطة نيويورك قاعة هاميلتون بجامعة كولومبيا حيث يت


.. وزير الدفاع الأمريكي يقول إن واشنطن ستعارض اقتحام رفح دون خط




.. وقفات احتجاجية في جامعات الكويت للتضامن مع غزة


.. وزير الخارجية الأمريكي: إسرائيل قدمت مقترحات قوية والكرة الآ




.. الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد قال إنها لتجهيز فرقتين للقتال في