الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دكتاتوريات مصغرة ومنهجية التسلط على الآخرين

خالد تعلو القائدي

2011 / 9 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



الديمقراطية وما أدراك ماهية الديمقراطية في العراق الجديد ، عراق البطولات والأمجاد والحضارات العريقة ، هذه الديمقراطية التي تمثل الوجه الأخر للدكتاتوريات مصغرة ومصطنعة ، وهي في الحقيقة تفرد أشخاص معينين فقط في التسلط على الآخرين تحت ستار الديمقراطية المصطنعة والمستورة من وراء البحار والقارات ، والتي فرضت نفسها عنوةً على المجتمع العراقي والذي مازال يعاني من الاضطرابات والانتهاكات اللاخلاقية والتي باتت لا يعترفون بمصطلح حقوق الإنسان ، وهي في الحقيقة دكتاتوريات مبرمجة وفق منجيات تعسفية ورجعية تحت غطاء الانتماء الطائفي والمذهبي والانتماء الديني المتطرف والانتماء العشائري المتعجرف وفلسفة سياسية فاشلة ، هذه الدكتاتوريات نكاد نجدها في مختلف ميادين الحياة سواء كانت سياسية أو اقتصادية وحتى المؤوسسات غير الحكومية ، في أي دائرة استقر بنا الحال نلاحظ تربع أشخاص معيني فقط قد سيطروا بدكتاتورياتهم المتعجرفة بصورة مباشرة أو غير مباشرة على كافة شؤون العامة والخاصة .
وهذا بدورة يؤدي إلى انتهاك حقوق الإنسان والتعدي عليها وبالأخص أولئك البسطاء الذين أصبحوا في خبر كان !!إن منهجية التسلط الفوضوي والدكتاتوري التي تمارس خلف الكواليس اخطر بكثير ألف مرة من منهجية الدكتاتوريات العلنية التي أنهكت المجتمع العراقي في السابق أيام الحكومة البعثية الفاسدة بزعامة خادم هذه المنهجية صدام التكريتي حامل راية الله اكبر .
ويقينا خرجت هذه الدكتاتورات في العراق بعد سقوط الطاغية من خلال توزيع المناصب والمراكز الإدارية وفق منهجية المحاصصة والتوافقية أو حسب صلة القرابة والمصالح المشتركة بعيدا عن منهجية الكفاءة التي تنادي بها مفهوم الديمقراطية الحديثة .
ولو قمنا بإلقاء نظرة عامة على ما يحصل من انتهاكات لحقوق الإنسان والاقليات في العراق لوجدنا احدث أساليب الاضطهاد والتعسف تحت غطاء الأفكار والمسميات الإجرامية الهدف منها التسلط على حقوقهم والتقليل من شانهم في العراق الجديد ، إننا فعلاً أمام مهزلة إنسانية وتاريخية في الانتهاكات التي ترتكب بحق الأبرياء والمساكين ، فالإرهاب من جهة ودكتاتوريات بعض السياسيين من جهة آخرة والتعدي على بنود الدستور العراقي والذي أوجدوه بأنفسهم من جهة ثالثة ، كل هذا دفع العراق إلى العيش تحت وطأة ظروف اقتصادية وسياسية صعبة في وقت أصبح قتل الأبرياء مهنة يومية في شوارع بلاد الرافدين أحفاد نبوخذنصر والحمرابي ، وفقدت الديمقراطية مصداقيتها وشرفها بسبب أناس متعجرفين ومتسلطين على خيرات ارض أشور وبابل وسومر ، وبات هيكلية دولة العراق تبنى على أسس دكتاتورية لا يبالي إلا بالمحسوبية والطائفية التي عانى منها العراق وشبع من تذوقها في ما سبق من زمان ومكان ، ولنطرح سؤالاً منطقياً على القادة السياسيين ،ما الذي حققتموه في سبع سنوات ؟ ومن البديهي أن لا نجد جواباً شافياً ، لان العراق مازال غارقاً في المشاكل والصراعات السياسية من اجل المناصب والسلطة على حساب دماء الأبرياء والمساكين ونحن نسميها بكل تواضع وبلا حرج دكتاتوريات مصغرة بطعم العلقم على شفاء الأمهات اللواتي يفارقن بين ليلة وضحاها أبناءهن ، فهنيئا لكم مناصبكم ودكتاتورياتكم التي بنيت على أجساد العراقيين واختلطت دماءهم بمياه الدجلة والفرات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل